محلياتمن الصحافة

برلمان 2022 أمام الامتحان الأول.. والتحدّي الأساس ما بعد جلسة اليوم

برلمان 2022 أمام أولى استحقاقاته. تجتمع الكتل النيابية اليوم، قديمها كما جديدها، للمرة الأولى في ساحة النجمة التي ستشهد على التوازنات الجديدة في المجلس النيابي، والتي ستتجلى بشكل واضح في انتخابات رئيس المجلس ونائبه وهيئة المكتب.

التوجّهات في الجلسة ستعكس رسائل سياسية، وإثبات وجود، وإعلان مواقف تمهّد للمرحلة المقبلة بكل تعقيداتها، أكثر منها محطة مفصلية. فالاستحقاقات الكبرى التي تنتظر البلد هي ما بعد هذه الجلسة، بدءاً من تشكيل حكومة جديدة مروراً بانتخاب رئيس جمهورية جديد، والبدء بتنفيذ خطة النهوض الاقتصادي، وإنقاذ البلد من أزمته.

مصادر نيابية أشارت عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّ الجلسة النيابية ستكون عادية جداً، وسيثبت النواب الذين أعيد انتخابهم، كما النواب الجدد، أنّهم على قدرٍ كبيرٍ من المسؤولية والانضباط، رغم التناقضات الكبيرة التي ستكون موجودة، والتوجّس المتبادل بين النواب.

المصادر رأت أنّ انتخاب الرئيس نبيه بري لولاية سابعة مضمونٌ وسيمرّ بسلاسة، لكن الكباش سيكون على موقع نائب الرئيس الذي يتنافس عليه كلٌ من مرشّح التيار الوطني الحر، الياس بو صعب، والنائب غسان سكاف الذي تبنّى اللقاء الديمقراطي ترشيحه في اجتماع الكتلة مساء الإثنين في كليمنصو، مع الأخذ بعين الاعتبار ما يمكن أن تفرزه الجلسة من مستجدات.

عضو كتلة التنمية والتحرير، النائب فادي علامة، أشار في حديثٍ مع “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّ الأمور تسير بالخيار السليم، فهناك استحقاقٌ دستوري، وعملية انتخابية تفرض على النواب التعاطي معها بمسؤولية، واصفاً وضع الرئيس بري بالجيّد والمريح لأن لا أحد ترشّح ضده، لكن بموضوع نائب الرئيس لا شيء واضح بعد.

وقال: “سمعنا عن ثلاثة مرشّحين ولا شيء محسوم بعد، وآمل أن تحسم هذه الخيارات أثناء الجلسة”.

النائب المنتخب وضاح الصادق أكّد في اتصالٍ مع “الأنباء” الإلكترونية أنّ نواب التغيير لن يصوتوا  للرئيس بري، وأنّ مشاركتهم في الجلسة تهدف إلى استعادة العملية الديمقراطية، ولن يسمحوا بعمليات التوافق، قائلاً: “سيكون لنا موقف بموضوع نائب الرئيس، والمهم أن نعرف كيف نتصرّف، فالسياسة في لبنان مليئة بالزواريب ويُفترض أن نكون هادئين بردود فعلنا ومتماسكين، لافتاً إلى أنّهم كنواب تغيير، وعددهم 13 نائباً، في مرحلة تحضيرية لتشكيل أمانة سر، وهم كتكتل في حالة اجتماع يومي.

بدورها، أشارت النائبة المنتخَبة سنتيا زرازير عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّها وزملائها النواب سيفعلون المستحيل لتأمين حياة كريمة للناس لأنّهم من الناس ويريدون استرداد الحقوق التي سُلبت منهم، ومواجهة السلطة الفاسدة التي دمّرت البلد وخربت بيوت الناس.

من جهة ثانية، توقّع النائب السابق نزيه نجم في اتصالٍ مع “الأنباء” الإلكترونية أن يُترجم الاتفاق على الرئيس بري بالتصويت بالغالبية، ومن الواضح أنّ هذا الأمر متفق عليه.

وعن توقعاته من المجلس الجديد، قال: “لا أريد أن نظلم أحداً، ويجب إعطاءهم فرصة ستة أشهر قبل إصدار الأحكام عليهم”.

الأنظار كلها تتجه إلى الجلسة النيابية الأولى، وما ستعكسه للبنانيين الذين يراهنون على نتائج انتخابات 2022، أن تحمل لهم الفرج على كافة المستويات، فيوأن يكون المجلس الجديد على قدر الطموحات، وهنا يكمن التحدي.

تحديات: من جهتها، أشارت “الجمهورية” الى ان في ظل توزّع القوى في مجلس النواب وعدم حصول اي طرف على اكثرية متحكّمة او مقررة فيه، يقف المجلس امام تحديات صعبة:

التحدي الأول، هو انّ كل الاطراف الممثلة في المجلس النيابي الجديد وعلى وجه الخصوص الأطراف التي تقدّم نفسها تغييرية او سيادية، تدخل من اليوم الاول للولاية المجلسية الى غرفة الامتحان؛ امتحان شعاراتها وعناوينها ووعودها وطروحاتها، والاهم امتحان صدقيتها في تغليب مصلحة لبنان على كل الحسابات او المصالح الشخصية.

التحدي الثاني، تنظيم الخلافات السياسية، وجعل الانتخابات النيابية محطة فاصلة بين مرحلة اشتباكية صارخة، ومرحلة جديدة يخرج فيها الجميع من خلف المتاريس. والتظلل بمظلة وحيدة هي مصلحة البلد.

التحدي الثالث، كيفية ترويض التناقضات المجلسية، وبناء مساحات مشتركة وصياغة تفاهمات في ما بينها حول القضايا والملفات التي يمكن ان يقاربها المجلس، خصوصاً ان الولاية المجلسية الجديدة حبلى بملفات كبرى ضاغطة، لا سيما منها الموازنة العامة، وقانون الكابيتال كونترول، وبرنامج التعاون مع صندوق النقد الدولي، الى جانب ملف الكهرباء وتشعباته، وغيره من الملفات والمواضيع الاصلاحية التي تضع قطار الازمة على سكة العلاج والانفراج.

التحدي الرابع، هو التحدّي الحكومي، حيث تعكس اجواء مختلف القوى السياسية، صعوبة للمرّة الأولى في تاريخ تشكيل الحكومات، في الاختيار المسبق او التزكية المسبقة للشخصيّة التي ستكلف تشكيل الحكومة، على الرغم من وجود بعض الاسماء في نادي المرشحين كالرئيس نجيب ميقاتي، وكذلك اسم السفير نواف سلام والمرشح السابق لرئاسة الحكومة سمير الخطيب، وآخرين قدّموا أنفسهم لرئاسة الحكومة مثل النائب عبد الرحمن البزري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى