محليات

سليم الصايغ: نقترب من تغيير الوجهة السياسية التي أخذ حزب الله لبنان إليها

إعتبر نائب رئيس حزب الكتائب النائب المنتخب الدكتور سليم الصايغ في حديث عبر “الحدث” أننا اليوم أمام حدث أكبر بكثير من مجرد الخرق الانتخابي، مشيرًا إلى أننا نقترب من تغيير المعادلة السياسية في لبنان والوجهة السياسية التي أخذ حزب الله لبنان إليها.
وأكد الصايغ أن لدينا اليوم الغالبية البرلمانية أي الخط السيادي المناهض تمامًا للسلاح غير الشرعي ودويلة حزب الله، موضحًا أن الخط السيادي هو الذي انتصر وقد حصل استفتاء واضح والشعب اللبناني قال كلمته في هذا الصدد.
ورأى أن أقصى ما يمكن لحزب الله أن يفعله هو أن يأخذ المسار السياسي الى خارج الأصول الدستورية والمؤسساتية وهذا ما قد بدأه بالفعل، إذ سعى منذ يومين إلى توتير الأجواء الداخلية في منطقة الشياح عين الرمانة الفائقة الحساسية واليوم أرسل مسيّرة فوق إسرائيل.
ورأى ان حزب الله يحاول أن يستعمل ما لديه من وسائل لإرسال الرسائل الى الدول، بمعنى أن لا تعتقدوا بأن حزب الله هُزم إذ لا تزال لديه أوراق يستعملها بخاصة اللعب بالاستقرار، لكن العملية أصبحت واضحة وأعتقد ان العملية الديمقراطية حصلت بالرغم من ترهيب حزب الله لبعض المرشحين الشيعة الذين انسحب البعض منهم قبل أيام من الانتخابات، لكن هناك أبطال منهم أكملوا العملية وهذا عمل جبّار.
وفي موضوع سلاح حزب الله، لفت ردًا على سؤال حول جبهة موحّدة إلى أن هذه الجبهة العريضة قائمة عفويًا ومن دون أي تحضير، فالقاسم المشترك لكل اللوائح التي انتصرت في البرلمان هو رفضها المطلق للتعامل مع سلاح حزب الله كأمر واقع وكأمر له مردودية سياسية وهذا ما يجب على حزب أن يتلقّفه، مضيفًا: “لقد واجهنا أمس أحد نواب حزب الله وقبله أمين عام الحزب الذي قال إن السلاح باق ولا يمكن لأحد ان يتعرّض له ضاربًا عرض الحائط كل ما حصل من نتائج ما يؤشر الى أن المواجهة قائمة”.
وتابع: “هناك مواجهة كانت قائمة أثناء العملية الانتخابية وستبقى قائمة في البرلمان اللبناني، فلا يمكن ان تكتمل العملية السياسية في لبنان عبر ربط النزاع مع حزب الله الذي أصبح خطرًا على الاستقرار اللبناني ويجب إيجاد حل جذري له، وعندما يتم وضع هذه الأمور ضمن استراتيجية دفاعية واستراتيجية حماية لبنان بالحوار مع حزب الله عندها فقط نستطيع أن نقول إن هناك عملية استنهاض وإنقاذ للبنان وإعادة بعث الدولة واستردادها من قبضة حزب الله.”
وعن الأزمة الاقتصادية قال: “نحن نعرف ان الدول قاطبة تنتظر كلمة الشعب اللبناني لأنها تفتّش بصدق عن حل للمسألة اللبنانية، واليوم الشعب قال كلمته وهناك مسؤولية إقليمية ودولية للتعامل مع الشعب اللبناني، إنما لا يمكن تحميل الشعب تبعات هذا السلاح الإقليمي الموجود في لبنان فهو يتحرك بأجندة إقليمية ولا يمكن الطلب من الشعب القيام بالمواجهة المادية للسلاح، فهناك مواجهة سياسية هي سلاح الموقف وعدم السماح لحزب الله بوضع اليد على النظام اللبناني، جازمًا بأنه لم يعد هناك أي إمكانية لحزب الله لوضع اليد على النظام والدولة لأن الغالبية المؤسساتية والبرلمانية ستقول له كفى، وهذا سيتم في السلطة التنفيذية عند تأليف الحكومة، سائلا: “هل تنتظر الدول وقفة أكبر من هذه من الشعب اللبناني؟”
وذكّر الصايغ بأننا دفعنا غاليًا ثمن مواقفنا في حزب الكتائب، فقد اغتيل الوزير الشهيد بيار الجميّل لأنه قال لا، وكذلك تم اغتيال نوابنا لأننا قلنا لا، وأردف: “لقد استُشهدنا ولكننا لن نسمح بإعطاء الضوء الأخضر للسلاح، لذلك أستطيع القول إن مقولة ألّا مفر من التعايش مع حزب الله بمثابة تأجيل لموت لبنان ونحن نريد إنعاش لبنان وعودة الحياة إليه، ولذلك على الكل أن يتحمّل المسؤولية وخريطة الطريق واضحة قوامها مساران: الإصلاحي مع الدول الصديقة وصندوق النقد الدولي المشروط بمكافحة الفساد، والمسار الآخر مسار استراتيجية حماية لبنان ويجب أن يتم هذا الأمران بالتزامن للتخلص مما حصل من بؤس وفساد وسوء حوكمة في هذا البلد”.
وعن تمرير البرلمان الجديد مشاريع القوانين الإصلاحية، قال نائب رئيس حزب الكتائب: “وفق الدستور يمكن القيام بالإصلاحات ومفاوضة صندوق النقد ونستطيع ان ندرس مشاريع القوانين وإقرارها، لافتًا إلى أن ليس هناك من مصلحة لحزب الله ومنظومته في ضرب مشاريع القوانين التي ستتقدّم لأن من الطبيعي أن يتم سحب مشاريع القوانين لإعادة دراستها وعرضها على المجلس الجديد ويمكن بسرعة فائقة وخلال أسابيع قليلة اعتماد المشاريع التي يجب أن تمر، خاتمًا: “ما من شك في أن الجميع في لبنان وصلوا إلى ساعة الحقيقة بما فيهم البيئة الحاضنة لحزب الله فهي في حالة غضب من الفقر والشحّ الاقتصادي والتقهقر والإفلاس والذل، ولا أحد سعيد بما يحصل في هذا البلد، وليس هناك من إمكانية جدية لعرقلة أي مشروع يدعو إلى استنهاض لبنان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى