أهالي ضحايا المرفأ يقترعون ضد المنظومة غدا…كرمال أكسندرا والياس وجو…حاسبوهم!
أمام مجموعة من صور ضحايا مرفأ بيروت كتب ايلي حصروتي نجل الضحية غسان الذي لفظ أنفاسه الأخيرة تحت ردم اهراءات القمح في 4 آب 2020:” ب 15 أيار تذكروا إنو ما توقّف ولا مسؤول بثالث أكبر تفجير بالعالم… تذكروا إنو المطلوبين والمتورطين واللي عرقلوا العدالة ترشحوا ع الإنتخابات…تذكروا صوت الإنفجار…تذكروا صرخات الأطفال وأنين الجرحى وإستغاثات الضحايا الأخيرة….ما بدي موت… تذكروا دموع الأهالي وكل اللي كانوا عارفين… قبل ما تعطوا صوتكن، تذكروا أصوات 225 ضحية!.
وحدهم القتلة تناسوا ولم ينسوا ما اقترفته أيديهم بحق عائلات 225 ضحية وآلاف الجرحى وبحق مدينة ووطن. يقول ايلي ل”المركزية” ” بوكرا نازل صوّت وحاسب كل المسؤولين اللي تسببوا عن قصد وغير قصد بتفجير مرفأ بيروت وقتلوا بيي غسان وشباب وأطفال ورجال وأمهات كل ذنبن إنو كانوا موجودين بهاللحظات بمكان مخزن في مسؤولين مجرمين مواد نيترات الأمونيوم . سأصوت لكل من سلب حقي في العيش بكرامة ومن يحاول إفقاد لبنان هويته”. تحت هذا العنوان سيتوجه إيلي غدا إلى مركز الإقتراع ويسقط الورقة التي سيوقع عليها بدماء والده غسان علهم يتذكرون.
قد يفعل الصوت المعاقب في غالبية صناديق الإقتراع في انتخابات 2022 فعله، لكن الحاصل سيكون حتما لمحاسبة المسؤولين ويضيف إيلي” غدا ساحاسب المسؤولين الذين أغدقوا علينا شعاراتهم وفسادهم على مدى 4 سنوات، بغض النظر عن التوصيفات التي تستروا بها وأوهمونا بأن ثمة فريق موالاة وفريق معارضة. لأن الواقع أن هناك فريق محاصصة فقط. فكل المواقف لم تمنع المسؤولين من السير بالمراسيم التي أقرتها منظومة الفساد والموت”.
صباح كل يوم يلقي إيلي تحية على صورة والده غسان ،وللمرة الأولى ينتابه شعور الإزعاج بسبب المعارك الإنتخابية التي تخلو من برامج سياسية ” وتجدد لنهج القتل والإصطفافات التي لا تبشر إلا ببذور حرب أهلية جديدة”. ويختم” 15 أيار سأتوجه إلى صندوق الإقتراع لأحاسب المنظومة وسأسقط ورقة مغمسة بالوجع والقهر والذل وسأساهم في إحداث فرق ما على رغم قدراتي المتواضعة”.
في قرطبا سيكون المشهد مختلفا مع عائلة ضحايا آل حتي وكرم من فوج إطفاء بيروت” سأحمل معي صورة شقيقي وإبن عمي وزوج أختي نجيب وشربل حتي وشربل كرم. سيكونون الصوت الذي سيحاسب من قتلهم وقتل رفاقهم وكل ضحايا تفجير المرفأ وسنقترع ضد هذه المنظومة وفي وجه لوائح حزب الله وحلفائه”. بالنسبة إلى أنطونيللا حتي 16 أيار سيكون يوما آخر” لن نسمح للقتلة بالعودة إلى مجلس النواب وإذا حصل سيكون هناك كلام آخر ومعارك أخرى للوصول إلى الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن تفجير مرفأ بيروت وقتل فلذات أكبادنا”. وتوجهت أنطونيلا إلى كل ناخب لبناني بأن”يتذكر أشلاء الضحايا وصرخات وعويل الأمهات الثكالى لحظة إسقاط الورقة في الصندوق وحتى لا تتكرر هذه المأساة “. وتمنت على اللبنانيين أن ينزلوا غدا بكثافة ويصوتوا ضد المنظومة وللمرشح الذي سيقف في وجه كل من سيعرقل ملف التحقيق في جريمة المرفأ”.
لا لمقاطعة الإنتخابات.لا للورقة البيضاء “سأصوت ضدهم لقبعهم والوصول إلى الحقيقة”. لا يخفي بول نجار والد الضحية الطفلة ألكسندرا أمله بالتغيير وهو مقتنع أن “ثمة مرشحين من فريق المعارضة التغييرين وضعوا نصب أعينهم ملف تفجير مرفأ بيروت وسنقترع لهم لأن باقي الخيارات معدومة حتى على المستوى الدولي”.
يؤمن بول أن هذه الإنتخابات ستكون مفصلية وستحدث تغييرا يحمل معه موجة تفاؤل بالنسبة إلى ملف التحقيق في جريمة المرفأ. ويتطلع إلى يوم 16 أيار “للبدء بالعمل مع نواب المعارضة التغييرين لتشكيل كتلة متراصة تضع كل خلافاتها على حدى وتعمل على إقرار قوانين وإعادة مسار ملف التحقيق إلى السكة القضاء العدلي وإلا سنكون بالمرصاد لمحاسبتهم”.
بالنسبة إلى أهالي ضحايا جريمة تفجير مرفأ بيروت “لا مرشح للإنتخابات بإسمهم” ومطلبهم واحد “عدم إقحام قضيّتهم في الزواريب الضيّقة واستغلال دمائهم وأوجاعهم لغايات انتخابية”. ومنعا لاستغلال قضيتهم عشية فتح صناديق الإقتراع وردا على بيان صادر عن ابراهيم حطيط بإسم اللجنة التأسيسية لأهالي ضحايا المرفأ أكدوا أن” قضيّتهم بعيدة كلّ البعد من التجاذبات السياسية ومنزّهة عن أيّ غايات شخصية مغرضة”، وعبّروا عن رفضهم باستغلال” أيّ فريق سياسي أو مرشّح هذه القضية التي هزّت العالم واستجداء العواطف لمآرب شخصية، وأن يزجّ دماء الضحايا بدهاليز سياسية أو انتخابية”.
وجدّد ذوو الضحايا والشهداء والجرحى مطالبتهم “بضرورة جلاء الحقيقة وتحقيق العدالة”، مشدّدين على “وجوب الحفاظ على استقلالية القضاء ومثول المطلوبين أمام التحقيق العدلي والمتهمين أمام المجلس العدلي إضافة إلى توقيف كلّ مطلوب للعدالة وكلّ من أظهره وسيظهره التحقيق مجرماً ومتورّطاً”.
أمام صورة ألكسندرا وشربل وجو ورالف وماريا وأحمد…سيقف أحباؤهم غدا قبل أن يتوجهوا إلى صناديق الإقتراع ليصوتوا ضد من حول حياتهم إلى صفحات من الحزن والفراق الموجع وجعلهم صورة في إطار مزين بشريط أبيض. نعم سيصوت أهالي ضحايا مرفأ بيروت ولن يقاطعوا! سيصوتوا ليقبعوا نواب المنظومة الذين عرقلوا ملف التحقيق وما زالوا يصرون على طمس حقيقة أكبر ثالث تفجير في العالم، سيصوتوا ضد قرار هدم الإهراءات الشاهد الأكبر على وحشيتهم وسيحاسبونكم!.
المصدر: المركزية