أين برز هاني صليبا؟
توقف مراقبون عند الحضور الملفت في المشهد السياسي الذي فرضه مرشح مجموعة نعم لبنان المهندس هاني صليبا وقد استطاع فرض حضور سياسي بارز في وقت قياسي، وفي دائرة تعدّ من أصعب الدوائر الإنتخابية والسياسية.
لم يدخل هاني صليبا العالم السياسي بأسلوب تقليدي فقد أطل بخطاب سياسي واضح التموضع، محدَّد الخيارات، يبرز فيه تعلقه بسيادة لبنان وحياده ولامركزيته المنشودة، حتى عرف بعبارة “بدنا لبنان سيّد مش لبنان للسيّد”.
هذا الوضوح في الرؤيا أكسبه ثقة المتنيين الذين يبحثون عن شخصية ملتزمة بأفكار القضية اللبنانية وليس مجرد مستكشف لعالم النيابة. أضف إلى ذلك أن هاني صليبا تمكن من كسب ثقة المتنيّين الذين يبحثون عن شاب ناجح في أعماله، يستطيع بكفاءته وشهاداته أن ينضم إلى المجموعة المستقلة التي ستواجه داخل البرلمان هذه المنظومة المجرمة، ويستطيع بتحرره من أي التزام في مجال الأعمال المحلية، بأن يكون محصنا تجاه الكارتيل، إذ لا مصالح لهاني صليبا في لبنان وكل أعماله واستثماراته في الخارج.
إضافة إلى الخطاب السياسي السيادي بامتياز، استطاع هاني صليبا إثبات وجوده متنيا من خلال سلسلة مبادرات مستدامة أطلقها محاطا من مجموعة نعم لبنان وفريق عمل محترف، أظهرت هذه المبادرات بعددها ونوعيتها، أن الرجل يطرح نفسه كرجل دولة وليس كسياسي ضالع بـ”سياسة الناطور ومن يضع أكثر في الصندوق”.
لقد ضجّ البلد بمبادراته وليس المتن فقط ، ولعل الشمولية التي تتمتع بها هذه المبادرات، وعدم تمييزها بين لبناني وآخر بحسب المنطقة التي ينحدر منها، هي التي دفعت بأن تكسب شهرة عالية في البلد ككل وليس فقط في المتن، على سبيل المثال لا الحصر مبادرة مكننة الإدارات الرسمية في الدولة بشكل مجاني، والتي ردّت عليها السلطات المعنية بأنها “تتريّث تجاه هذه الخطوة لأنها تقوم بوضع مخطط استراتيجي لمكننة الدولة” وبالتالي “آخدي وقتها ومش مستعجلة”، وكأننا نعيش في النعيم.
أيضا على سبيل المثال لا الحصر مبادرة تنظيم أخذ المواعيد على منصة قدّمت للأمن العام ، والتي من شأنها إفساح المجال أمام هذا الجهاز الأمني لكي يستطيع توزيع الضغط على مراكز إدارته ومعرفة ما يحتاجه من عناصر لتلبية الطلب لدى المواطنين.
كما استطاع الدخول على خط باصات النقل بين الجرد والساحل فنظمها ودعمها واستطاع من خلال هذه المبادرة تجنيب مئات العائلات النزوح القسري من قرى الجرد المتني بسبب كلفة التنقل.
يتضح للمراقبين أن جميع مبادرات مجموعة “نعم لبنان” وهاني صليبا تنطلق من زاوية استراتيجية هدفها النهائي تحقيق اللامركزية، وهذا الأداء لرجل جديد في السياسة يُبرز فسحة أمل برجالات وطن لديهم رؤيا ومشروع ونظافة كف تستطيع إعادة بناء لبنان المدمّر.