محليات

قبل الإنتخابات… السلطة عاجزة عن أمن النفايات

إنجاز جديد للسلطة الحاكمة في لبنان الذي بات يطل على العالم أجمع بحال من التخلف العام، إذ انهارت أدنى مقومات التحضر في ما كان يعرف بسويسرا الشرق الواحدة تلو الأخرى، ولم يحدث ذلك طبعا بين ليلة وضحاها إذ امتدت عملية الهدم الحضاري على مدى أعوام خلت.

جديد الإنجازات والتخلف الذي نعيشه في لبنان هو عودة القمامة إلى الشوارع إذ أعلنت شركة Ramco أن “عملياتها توقفت في بيروت والمتن وكسروان حتى إشعار آخر”.

ويعود السبب إلى حادثة وقعت داخل مكب النفايات الواقع على شاطئ البحر في منطقة الجديدة المتنية، إذ قامت شاحنة، تابعة لشركة Ramco  المكلفة جمع النفايات ورميها كما هي على شاطئ المتن، بدهس أحد نابشي القمامة، الذين اجتاحوا المكب بالمئات من دون حسيب أو رقيب، وينتظرون وصول شاحنات النفايات لكي يتسابقوا إلى نبش نفاياتها وأخذ الحديد والبلاستيك وما توفر من مواد قابلة لإعادة التدوير. 

هذه الحادثة ليست الوحيدة إذ يسيطر فلتان أمني مخيف داخل المكب، ما يهدد العاملين هناك.

وفي حديث مع مرجع حكومي رفيع المستوى مرتبط بالملف أبدى استغرابه حيال “استمرار الفلتان على هذا النحو داخل المكب” وأكد أن “المنطقة وبحسب القانون تعتبر مرفقا عاما، وبالتالي تأمين هذا المرفق وضبط الأمن فيه ليس ترفا، بل واجب تتقاعس السلطات المعنية عن القيام به”.
أما الجهة المسؤولة فأكد أنه “عملا بالمراسيم والقوانين المرعية الإجراء فإن وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي ومجلس الإنماء والإعمار هما المسؤولان عن المكب وسلامة العاملين فيه، ونعم هناك تقصير فاضح واستخفاف واستلشاء بأمن الناس والمنطقة”.

ويقوم نابشو النفايات بإشعال النيران في القمامة حتى بات مشهد الحرق العشوائي على شاطئ المتن منظرا شبه يومي، يستفيق عليه المارة وسكان المنطقة ويتنشقون سمومه، وعن هذه التجاوزات والارتكابات بحق المواطن اللبناني قال المرجع نفسه أن هذه الجريمة “برقبة وزير الداخلية ومجلس الإنماء والإعمار” ومن المعيب أن تبقى الأمور على هذا المنوال، وختم بالقول: “سلطة عاجزة عن تأمين نفاياتها”

وفي سياق متصل وعطفاً على الخبر المتداول والمتضمن كلاماً مغلوطاً منسوباً لمحافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود فيما يتعلق بوفاة أحد نابشي النفايات في مطمر الجديدة وتوقف عمليات رفع النفايات .

يهم دائرة العلاقات العامة في بلدية بيروت أن توضح للرأي العام أن الآلية التي دهست أحد نابشي النفايات في مطمر الجديدة ليست تابعة لبلدية بيروت، بل هي لشركة “رامكو” وأن الشخص الذي تم دهسه في مطمر الجديدة لازال على قيد الحياة لغاية اللحظة، ونتمنى لله الشفاء العاجل، لذلك اقتضى التوضيح.

وزير البيئة ناصر ياسين أوضح في حديث صحافي أنّه “يتواصل مع وزير الداخلية بسام مولوي لحلّ مشكلة توقّف (رامكو) عن عملها في مطمر الجديدة لأسباب متعلّقة بحفظ الأمن في المطمر”.

وحتى تستفيق السلطة من سباتها العميق على المواطن اللبناني أن يضيف إلى لائحة الذل رائحة النفايات وسمومها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه إذا كانت السلطة عاجزة عن أمن النفايات فما بالكم بأمن الإنتخابات؟

المصدر: نيوزفوليو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى