عن “الثورة” التي “حطّت وزك” للسلطة
كتب كبريال مراد في موقع mtv:
محبط هو مشهد المعارضة في انتخابات ٢٠٢٢. فقد انقسمت على نفسها على مساحة الوطن، وفشلت في أن تشكّل صورة أفضل عن السلطة التي “ثارت” عليها وطرحت نفسها بديلاً عنها.
أثبتت الأيام أنه لا يكفي أن تلتقي مجموعات “الثورة” على رفض السلطة أو “الطبقة الحاكمة” أو “المنظومة” لتشكّل بديلاً حقيقياً عنها. فعلى صورة “أهل السلطة ومثالهم” انقسمت على نفسها وتشتت وتحكّمت فيها الأنانيات. وباتت كلّ مجموعة تقدّم نفسها الأحق لوراثة ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩، على قاعدة “يا أنا يا لأ ما حدّش تاني”.
فتنفست أحزاب “السلطة” وتياراتها الصعداء، وضحكت في سرّها وهي تشاهد على امتداد الدوائر الانتخابية لوائح المجتمع المدني وقوى التغيير وهي “تخردق” بعضها وتتشكل في مواجهة بعضها، من بيروت الى جبل لبنان مروراً بآخر مقعد نيابي.
بدأ المسار بالترويج للايمان “بثورة” واحدة ولوائح واحدة من الجنوب الى الشمال، ومن البحر الى الجبل. ولكن، “انفخت الدف وتفرّق العشاق”، مرّة بسبب الأنانية والمصالح الشخصية، ومرة بسبب الاختلاف الجوهري على الاجابة على سؤال: أي لبنان نريد؟
فبقيت الهوة كبيرة بين المجموعات في النظرة الى ما بعد ١٥ أيار، والى الخطوة الأولى الواجب الشروع بها في ١٦ أيار.
لقد عجزت “الثورة” في أن تتحوّل الى بديل عن السلطة، فتصرّفت “أنحس” منها، وفشلت في تقديم خيار ثان للباحثين عن خيار آخر مختلف عن الدورات الانتخابية السابقة وعن المشهد اللبناني المعهود.
باختصار، لا يكفي أن تقول إنك ضد السلطة، عليك أن لا تعمل مثلها… وهو ما فشل في فعله ورثة ١٧ تشرين. فبعضهم “بحطّوا وزك” للمنظومة التي شتموها صبحاً ومساء.