جوهر الخلاف بين أسود وأبو زيد: “صراع بين الأصلي والدّخيل”
لم يعد خافيًا على أحد التدخل المباشر لرئيس الجمهورية ميشال عون بالانتخابات النيابية من باب رأب الصدع الحاصل بين رفيقي التيار الوطني الحر النائب الحالي زياد أسود والنائب السابق أمل أبو زيد، والذي تُرجم نزاعهما مع اعلان الأخير انسحابه من الاستحقاق الانتخابي كي لا يكون جنبًا الى جنب مع “سيّء الذكر” بحسب تعبيره، قبل أن يعلن عزوفه عن قرار الانسحاب في وقت لاحق.
وتؤكد أوساط سياسية مطلعة لـ”نيوزفوليو” أنه لولا تدخّل الرئيس عون، كان التيار ليخسر مقعدًا نيابيًّا مارونيًّا يعوّل عليه ضمن مقعدين أحدهما ذاهب حتمًا الى مرشّح “حركة أمل” النائب ابراهيم عازار الذي حصد 116663 صوتًا في الانتخابات النيابية الماضية.
إن تحدّثنا عن مقعدين مارونيين، واحد منهما من حصّة عازار حكًما بحسب الاحصاءات، يكون رئيس الجمهورية قد أقنع مرشحّه أبو زيد بالعودة عن قرار الانسحاب كي لا يخسر حاصله الانتخابي الوحيد، تشير الأوساط، وتوضح أن عون أجرى احصاءاته التي بيّنت له أن من دون أصوات ناخبي الثنائي الشيعي في دائرة صيدا – جزين، لا يمكن أن يحلم حتى بحاصل واحد، لا سيما أن أبو زيد على علاقة طيّبة بقيادات وجمهور الثنائي في المنطقة، على عكس أسود الذي صوّب سهامه مرارًا عليهم طيلة ولايته البرلمانية الحالية.
قرار مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية بانسحابه من السباق الانتخابي لم يكن سببه فقط امتعاضه من سلوك “سيّء الذكر”، إنما النصائح التي تلقّاها من فعاليات مقربة منه ورجال إحصاء وخبراء انتخابات بضرورة الانسحاب لأن النتائج المبدئية والتقديريّة وشبه المؤكدة، تفيد بحصول لائحة “معًا لصيدا وجزين” العونيّة على حاصل يتيم يفوز به أسود من “غلّة” أصوات الثنائي الشيعي التي استقطبها أبو زيد، وبالتالي “صعود الأول على ظهر الأخير”، حسبما عبّرت الأوساط، الأمر الذي دفع النائب السابق الى اتخاذ القرار قبل أن يستنجد به الرئيس عون الذي يعي جيّدًا هذا الواقع، فوعده بتعويض خسارته النيابية بحقيبة وزارية عند تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات، لكن “لا مجال لانسحاب أحد لأن الضربة ستكون قاسية إن خسرنا المقعد”.
عن أصل الخلافات بين زميلي التيار نفسه، تقول الأوساط إن أسود يعتبر نفسه من صقور التيار ومؤسسيه ومناضليه، وأنه يمثل التيّار الحقيقي في جزين بينما يرى أن أبو زيد دخيلًا على “الوطني الحر” وعلى جزين نفسها، حيث يتحدّر النائب السابق من بلدة مليخ الجنوبية، فيما يشير الى أنه مقرّب من الثنائي الشيعي خاصة حركة أمل أكثر مما هو قريب من “العونيّة”.
وتتابع الأوساط: “أسود يعتبر أن وجود أبو زيد ضمن صفوف “ميرنا شالوحي” يغطّي فقط احتياجات مصلحيّة للتيار، تتمثل باحتياج عون الى علاقته الروسية القوية، واستفادة “الوطني الحر” من أعماله التجارية الناجحة ورصيده المالي الكبير في كثير من الاستحقاقات”، وتوضح أن إدلاء النائب أسود بما سبق عن أبو زيد في الصالونات الضيقة والواسعة داخل منطقته وخارجها أحدث “غلًّا” كبيرًا بينهما لن يلجمه لا “مَونة” رئيس جمهورية ولا أي صلحة مصطنعة، لأن الخلاف جوهري، وفي العمق.
newsfolio