لائحتان للمجتمع المدني في الجنوب الثالثة: الرهان على اصوات الاحزاب
ليبانون 24:
يخوض حزب الله معركته الانتخابية في دوائر نفوذه الشيعية تحت عنوان رفع نسبة الاقتراع، اذ ان الخرق من قبل لوائح المجتمع المدني يبدو صعبا للغاية، اقله من وجهة نظر الحزب، وذلك بالرغم من كل الجهود التي تبذل في اكثر من دائرة وتحديدا دوائر الجنوب من اجل تشكيل لوائح موحدة لزيادة احتمالات الفوز..
عام ٢٠١٨ خاض تحالف التيار الوطني الحر وتيار المستقبل والحزب الديمقراطي اللبناني معركة الخرق في الجنوب الثالثة وكاد ينجح بذلك، اذ اقترب كثيرا من الحاصل الانتخابي الاول، ما فتح شهية القوى المعارضة لحزب الله وحركة امل على امكانية الخرق في هذه الدائرة تحديدا، على اعتبار ان الحزب الشيوعي خاض الانتخابات منفردا في الانتخابات السابقة.
استطاع المرشح حسن بزي فرض عبارة “حق الشعب في المقاومة” على برنامج لائحة المجتمع المدني في الدائرة بعد رفض بعض المرشحين لهكذا عبارة على اعتبار انها تؤدي الى عدم استقطاب شرائح كبيرة قد تكون راغبة في التصويت ضد حزب الله تحديدا، لكن، ونظرا لحيثية بزي ولانتفاء اي قدرة على الخرق في ظل تعدد لوائح المجتمع المدني، رضخ المعترضون لادراج هذه العبارة.
بإنضمام بزي الى اللائحة اغلق احد ابواب التشتت الاساسية، اذ ان الرجل كان يمكن له احداث حالة اعلامية موازية للائحة المجتمع المدني وتشكيل لائحة ثانية، لكن الى جانب بزي في اللائحة بعض المراهنين على اصوات الاحزاب السياسية المعارضين لحزب الله، وتحديدا تيار المستقبل والقوات اللبنانية.
يقول اصحاب هذه النظرية ان عدم اعلان موقف واضح من سلاح حزب الله، لا بل الذهاب الى رفضه قد يؤدي الى استقطاب جمهور تيار المستقبل في ظل الفراغ الحاصل في الساحة السنية وكذلك يمكن من استقطاب اصوات القوات اللبنانية خصوصا ان اصوات المعترضين والشيوعيين ليست كافية للخرق.
المراهنة على هذه الاصوات لا يبدو واقعيا في ظل الاتجاه السائد لدى جمهور تيار المستقبل نحو المقاطعة في مختلف الدوائر الانتخابية والتوافق الحاصل بين التيار الوطني الحر وحزب الله ما سيجعل الناخب العوني بين خيارين، اما عدم التصويت او التصويت للائحة حزب الله، اما ناخب القوات، فإن غلبة الطابع الشيوعي واليساري على لائحة المجتمع المدني سيبعده عنها
ستكون معركة مباشرة بين المجتمع المدني وقوته الذاتية وبين لائحة “الثنائي الشيعي”، علما ان هناك امكانية كبيرة لتشكيل لائحة اخرى لديها وزن في قضاء النبطية تمثلها نعمت بدر الدين، اذ ان استبعادها مع اخرين عن اللائحة الاولى سيدفعهم الى خوض معركة احجام جدية في الدائرة.