بين باسيل و”القومي” دروب انتخابيّة وعرة..
جاء في الديار:
في زمن الانتخابات النيابية كل شيء مباح، من ناحية خلط الاوراق وجمع الاضداد الذين لا يشبهون بعضهم في شيء، لا في الشعارات ولا في المبادئ، لانّ السياسة تحطّ في اطار المصالح الخاصة، ضمن توقيت زمني محدّد يزول في اليوم الذي يلي موعد إجراء ذلك الاستحقاق، وهذا الامر شمل معظم الاحزاب التي تحالفت مع بعضها تحت شعار» المصلحة النيابية تقتضي»، لانّ الدق الانتخابي محشور» لدى معظم الافرقاء، إن في الموالاة او في المعارضة، فالكل خائف على مقاعده بأن يخف عددها لتصّب في خانة اطراف اخرى، من ضمنها مجموعات «الثورة» والحراك المدني والمستقلون، لكن شيئاً واحداً يجمع الاطراف السياسية المتحالفة في لبنان، هو اختلافهم على تقسيم المقاعد، واختيار مَن سيكسب الحواصل بدقة وتمعّن كيلا تتوالى الهزائم، لانّ القانون الانتخابي الحالي يتطلّب دراسة في هذا الاطار، لانه غريب عجيب وفق ما يصفه معظم السياسيين والاحزاب في لبنان.
الى ذلك، يبرز هذا المشهد الخلافي في مجمل اللوائح التي لم يُقفل معظمها بعد، بسبب غياب الاتفاق بين مرشحيها، خصوصاً الحزبيين منهم، وعلى سبيل المثال لا الحصر، نشير الى الدروب الانتخابية الوعرة والقائمة بين «التيار الوطني الحر» والحزب «السوري القومي»، على الرغم من الوساطات التي قام بها حزب الله للتقارب فيما بينهم، لكن حتى اليوم لم تفتح ولم تعبّد تلك الدروب كما يجب، خصوصاً انّ «القومي» منقسم الى جناحين، مما يساهم في عدم ضبط وضعه الانتخابي كما يجب، بسبب وجود مرشحين من الجناحين المنقسمين، وانطلاقاً من هنا تشير المعلومات الى وجود بلبلة انتخابية ضمن الحزب المذكور، على خلفية تشتته ، الامر الذي ازعج الحلفاء وأربكهم، فالى جانب حزب الله دخل السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الخط، بهدف جمع « القومي» وإعادة لمّ شمله، لكن مساعيه باءت بالفشل ولم يصل الى حل.
وافيد ايضاً بأنّ لائحة تحالف «التيار « و» القومي» و»البعث» في عكار، تشهد خلافات بين اعضاء اللائحة، وتجري مفاوضات لاستبدال الاسماء المطروحة بمرشحين يحظون بالفوز. ووفق مصادر انتخابية مطلعة، يوجد امتعاض من مسؤولين في «القومي» من رئيس «التيار» جبران باسيل، المتهم بالهيمنة على بعض مقاعد الحزب المذكور في البقاع والشمال والمتن، من خلال مطالبته حزب الله بالضغط المباشر على رئيس الحزب – جناح ربيع بنات، لسحب مرشّحه أنطون خليل من لائحة «المر- الطاشناق» في المتن الشمالي، أو بتجيّير أصوات «القوميين» للائحة «التيار» وحجبها عن خليل، الامر الذي رفضه «القوميون» بشدة.
وفي هذا السياق، أفادت المصادر أنّ التفاوض بين باسيل و»القومي» في دائرة الشمال الثالثة قد جُمّد، بقرار من رئيس «التيار»، الامر الذي دفع بـ «القوميين» الى درس خيار آخر للتحالف هناك قد يتبلور في الساعات القليلة المقبلة.
في غضون ذلك يسود خلاف مشابه في دائرة بعبدا، التي تشهد تحالفاً بين «التيار» والثنائي الشيعي والنائب طلال ارسلان، يسيطر عليه الكباش بين الاخير والنائب باسيل، بحيث يتمسّك كل منهما بمرشحه، مع الاشارة الى انّ مرشحيِ الطرفين ينتميان الى عائلة واحدة، ولم تصل المفاوضات بعد الى اي نتيجة، في إنتظار دخول الوسطاء على الخط، قبل الرابع من نيسان المقبل، آخر مهلة لتسجيل اللوائح الانتخابية التي ستظهّر التحالفات.