فتح الأبواب الموصدة مع السعودية… نائبٌ يكشف الكواليس
يكشف النائب نعمة طعمة، أنه “لم يفاجأ بعودة العلاقة اللبنانية ـ السعودية والخليجية بشكل عام إلى طبيعتها ومسارها التاريخي، قائلاً : لقد سبق لي وأن أكدت، ومن خلال معرفتي وصداقاتي الوثيقة مع المسؤولين السعوديين، بأنهم يحبون لبنان وأهله أكثر من بعض مسؤوليه، وبالتالي، السعودية لم تتخلَّ عن لبنان يوماً، والبعض غرق في التحليلات والإستنتاجات حول اللبنانيين المتواجدين في المملكة بداية الأزمة الديبلوماسية بين البلدين، وقلت يومها أن السعودية خير سند للبنانيين، ويحظون بأفضل معاملة، ولن تقدم القيادة السعودية على المسّ بأي لبناني يقيم ويعمل في المملكة، تالياً، أنه لم يسبق لها يوماً أن فرّقت أو ميّزت بين لبناني وآخر على خلفية انتمائه الطائفي والمذهبي.”
ورداً على سؤال عما إذا كانت الأبواب الموصدة قد فتحت، بعد لقاءات باريس، هنا يردّ طعمه، بأن ما جرى في باريس هو موضع متابعة منذ أشهر، ويتمحور حول الشقّ الإنساني، فالمملكة ضنينة بمساعدة اللبنانيين، خصوصاً في المجالات الصحية والإجتماعية، كما أن الصندوق الإنساني الفرنسي ـ السعودي، يُعتبر دليلاً واضحاً على أن المملكة لن تترك لبنان في الملمّات والصعوبات، وهذه المساعدات ستوزّع عبر منظمات إنسانية وأهلية، وقد تكون بإشراف السفير السعودي في لبنان الدكتور وليد البخاري عندما يعود إلى لبنان، من خلال مركز الملك سلمان بن عبد العزيز للإغاثة وأعرب عن “اعتقاده بأن ما جرى في باريس، وربطاً بأجواء المنطقة والمتغيّرات والتطوّرات التي تحصل، يكشف عن سعيٍ عربي ودولي لمنع انهيار البلد ودخوله في الفوضى والحروب، دون أن ننسى أن السعودية هي من أنتج اتفاق الطائف وقد شاركت فيه، وقال طعمه أنه كان يتابع مدى حرص المسؤولين السعوديين حينها على إبرام هذا الإتفاق لوقف الحرب في لبنان، متمنياً أن يعي البعض مصلحة بلده وناسه الطيبين، وذلك بوقف الحملات التي تتعرّض لها المملكة والخليج، لأن ذلك ليس من شِيَم اللبنانيين، فالعرفان بالجميل يقتضي بأن نبادل المملكة بالمثل عبر إدانة ما تتعرّض له من اعتداءات تطاول منشآتها المدنية والحيوية، وحتى السكنية.
كذلك رأى أن تقاطع أجواء إقليمية ودولية، إلى الإهتمام الفرنسي البارز بالعلاقة اللبنانية ـ السعودية ، الذي ظهر من خلال ما تبدّى من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جدة، فذلك، أبقى الخطوط مفتوحة بين باريس والرياض، وتُوِّج ذلك بالنتائج الإيجابية التي تمخّضت عن زيارة المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، والسفير السعودي في لبنان الدكتور وليد البخاري”.
وباختصار لفت النائب طعمة، إلى “حرص خليجي وعربي ودولي لتجنيب لبنان أي نتائج سلبية للحروب والأزمات في المنطقة، إلى حرب أوكرانيا، ومن هنا، جرى التوافق بين المملكة وفرنسا على دعم لبنان ومساعدته من خلال تفعيل الصندوق الإغاثي المشترك بين باريس والرياض، ومن واكب الأزمات والحروب التي مرّت على لبنان منذ السبعينات إلى اليوم، يدرك بامتياز أن السعودية لم تقصّر مع لبنان أبداً”.