مَنْ ينقذ 14 آذار؟
مع اغلاق باب الترشيحات وبدء العدّ التنازلي لموعد الانتخابات النيابية والتحضيرات الجدية لخوض المعركة المفصلية التي يأمل منها كثر تغيير الواقع القائم ويرى آخرون أنها ستكون مقدّمة لمؤتمر تأسيسي يعدّل في الصلاحيات ويعيد انتاج نظام سياسي جديد، بات السؤال الاساسي حول الكُتل السياسية التي ستسيطر في المرحلة المقبلة على المجلس النيابي وعن شكل التوازنات القادمة.
ترى مصادر سياسية مطّلعة، وبعيداً عن التوقعات الاخيرة, أن “حزب الله” وحلفاءه سيحققون في الانتخابات فوزاً مُريحاً خصوصاً بعد انسحاب الرئيس سعد الحريري وتعليقه العمل السياسي لـ “تيار المستقبل” ما يعني أن نسبة التصويت السنية ستكون منخفضة وتعزّز من حظوظ حلفاء الحزب وتمكّنهم من التقدّم نيابياً، الامر الذي سيعوّض ضعف الحزب وحلفائه في بعض المناطق والدوائر المختلفة ويُحدث التوازن المطلوب من اجل الحفاظ على الاكثرية.
لكن السؤال الذي يتصدّر المشهد اليوم يدور حول ما إذا لم يتمكّن “حزب الله” من الفوز بالاكثرية النيابية، فهل سنكون أمام انتصار ساحق لخصومه في الساحة السياسية بامتلاكهم الاكثرية؟
تؤكد المصادر أن الجواب على هذا السؤال بالمختصر المفيد هو كلا، إذ إن خصوم الحزب لن يستطيعوا الحصول على الاكثرية حتى لو لم يحصل وحلفاؤه عليها، حيث أن هؤلاء الخصوم منقسمون في فريقين، الاول مكوّن من فريق 14 اذار المعادي تقليدياً لحزب الله ويعمل باستمرار على مواجهته منذ سنوات طويلة، والثاني هو المجتمع المدني.
من جهته، لن يتمكن المجتمع المدني من الحصول على أكثرية، بل إن واقعه السياسي والشعبي لا يبدو متماسكاً إذ لا يبدو حتى اللحظة قادراً على توحيد لوائحه ما يوحي، بحسب المصادر، بأن خسارته في الانتخابات النيابية ستكون قاسية وأن فوزه بعدد ضئيل من النواب بات متوقّعاً والطموحات التي دأبت المجموعات المدنية على الترويج لها في مرحلة سابقة أصبحت من الماضي.
اما بالنسبة لقوى الرابع عشر من آذار، فتعتبر المصادر أن هذا الفريق قد تلقّى ضربة قاضية بانكفاء الرئيس سعد الحريري، وهذا لوحده كافياً لتسجيل هزيمة فعلية له، حيث ان “المستقبل” بات مشتتاً بين اللوائح بصفة غير حزبية، بالاضافة الى الكتلة الشعبية الكبرى التي ستمتنع عن التصويت في الانتخابات.
الى جانب انكفاء “المستقبل” يبدو الخلاف عميقاً بين كل من يحاول أن يخلفه وبين “القوات اللبنانية” المختلفة بدورها مع “حزب الكتائب” وتتنافس معه في العديد من الدوائر والاقضية ما من شأنه أن يضعف كلا الطرفين. كما أن “الحزب التقدمي الاشتراك” لا ينوي التصعيد حدّ الاشتباك المباشر مع “حزب الله” و”حركة امل”، فهو يراعي الطرفين ويتحالف مع “القوات” رافضاً في الوقت نفسه أن تصبح الاخيرة، وفق ما عبّرت عنه المصادر “الريّس” عليه!
وانطلاقاً من كل المعطيات، يبدو أن فريق 14 آذار سيتلقّى أيضاً ضربة في الانتخابات النيابية الامر الذي قد يحوّل تراجع الثامن من آذار الذي يبدو كبيراً على “التيار الوطني الحر” وعلى نسبة التصويت في الشارع الشيعي الى انتصار بسبب حجم الانقسام لدى الفريق المعاكس. لذلك، تجزم المصادر أن لا اكثرية مقابلة اذا لم يستطع “حزب الله” الفوز بها، بل مجلس نيابي مشرذم ومقسّم الى كتل نيابية صغيرة لا تتّفق الا على القطعة وتختلف على كل شيء!
المصدر: خاص “لبنان 24”