سباق الترشيح ينطوي: بدء معركة تشكيل اللوائح
كتبت كلير شكر في “نداء الوطن”:
لا يُجمع اللبنانيون على أمر في هذه الانتخابات، إلا بكونها باهتة، فاقدة للنكهة، وتُدار على أرض محروقة أكلت نيران الانهيار المالي – الاقتصادي أخضرها ويابسها. ومع ذلك، ها هي تسجّل أولى مفاجآتها: بلغ عدد الترشيحات لدوائرها الـ 15، 1043 مرشحاً بينهم 155 مرشحة، فيما بلغ العدد الإجمالي في دورة 2018 النيابية 976 مرشحاً بينهم 111 مرشحة.
على هذا الأساس، يقول أحد المتابعين إنّ يوم الاستحقاق قد يشهد العديد من المفاجآت ربطاً بالعوامل التي ستملي تأثيرها على مزاج الناخب اللبناني، الذي لا يزال في جزء عريض منه غير مكترث بالحروب الدائرة على الرقع الانتخابية، وقد يظلّ كذلك، وقد يعود إلى جذوره الانتخابية فيعيد إحياء عظام طبقة سياسية صارت رميماً، وقد ينتفض على الواقع ويصوّت لبعض حملة شعار التغيير. بعض من الخبراء الانتخابيين يتصرفون مع المجريات اليومية للانتخابات على قاعدة أنّها أشبه بصندوق مقفل، سيصعب من اليوم معرفة مكنوناته.
في هذه الأثناء، من المفيد تشريح قائمة الترشيحات التي نشرتها وزارة الداخلية، للتوقف عند بعض الظواهر التي أفرزتها خريطة الأسماء المدرجة على اللائحة ربطاً بالمقاعد التي ترشحت عنها، مع العلم أنّ عدداً كبيراً من هذه الترشيحات سرعان ما سيعود أصحابها أدراجهم عند تأليف اللوائح، وبعضهم قد يسبق هذه اللحظة حين يشعر بأنّ حظوظه معدومة. ومن هذه الظواهر، على سبيل المثال لا الحصر:
– ثمة 10 مرشحين عن المقعد الأرمني الأرثوذكسي في دائرة البقاع الأولى، أي زحلة، حتى أنّ بعض المرشحين نقلوا ترشيحهم من دوائر أخرى إلى زحلة، وذلك ربطاً بالنتيجة التي حققها النائب ادي دمرجيان في الدورة السابقة (77 صوتاً تفضيلياً) حيث يتمّ التعاطي مع هذا المقعد بالذات على أنه سيكون هدية كسور لاحدى اللوائح من دون أن يضطر صاحبه إلى القيام بأي مجهود، في المقابل لم يتخط عدد المرشحين عن المقعد الأرثوذكسي في الدائرة ذاتها الثمانية ترشيحات، فيما بلغ عدد المرشحين عن المقعد الشيعي عشرة مع العلم أن الثنائي الشيعي حسم المعركة في الدورة السابقة لمصلحة أنور جمعة بأكثر من 15 ألف صوت تفضيلي، في حين بلغت الترشيحات عن المقعد السنيّ 22.
– حصد المقعد الماروني في دائرة البقاع الثالثة أي بعلبك – الهرمل سبعة ترشيحات فيما حصد المقعد الكاثوليكي 10 ترشيحات خصوصاً وأنّ «التيار الوطني الحر» لم يحسم بعد هوية مرشحه، وقد فاز ألبير منصور بهذا المقعد في الدورة الماضية بحوالى 5800 صوت تفضيلي.
– الأكيد أنّ المقعد الكاثوليكي في دائرة الجنوب الثانية أي صور، هو من المقاعد الأقل جذباً للطامحين بعدما أقفل الباب على ثلاثة ترشيحات فقط، فيما النتيجة شبه محسومة لمصلحة النائب ميشال موسى.
– على خلاف المقاعد الموصوفة بأنّها «أهداف سهلة»، توقّف عدّاد الترشيحات في دائرة الجنوب الثالثة أي النبطية – بنت جبيل – مرجعيون – حاصبيا، عن المقعد الدرزي عند رقم 3 كونه أيضاً شبه محسوم لمروان خير الدين، وعن المقعد الأرثوذكسي عند الرقم 4، وعن المقعد السنيّ عند الرقم 4 أيضاً.
– في مقارنة بين مقاعد «الأقليات» الطائفية، يتبيّن أنّ المقعد الماروني في دائرة الشمال الثانية أي طرابلس – المنية – الضنيّة جذب 18 ترشيحاً، بعضهم من خارج الدائرة، فيما لم يسجل أكثر من ثمانية ترشيحات عن المقعد الأرثوذكسي، في المقابل حصد المقعد العلوي 19 ترشيحاً.
– لم تجذب المقاعد الأرمنية الأرثوذكسية الثلاثة في دائرة بيروت الأولى إلّا 15 ترشيحاً، فيما سجّل المقعد الأرمني الكاثوليكي 4 ترشيحات فقط، أمّا مقعد الأقليات فيشهد زحمة لافتة بلغت 15 ترشيحاً بعدما فاز انطوان بانو في الدورة الماضية بـ539 صوتاً تفضيلياً، فيما لم يتخط عدد المرشحين الموارنة الستة، وسبعة كاثوليك وتسعة أرثوذكس.
– كما مقعد الأقليات في دائرة بيروت الأولى كذلك المقعد الانجيلي في دائرة بيروت الثانية الذي سجّل 11 ترشيحاً بعدما فاز ادكار طرابلسي في الدورة الأولى بـ1919 صوتاً تفضيلياً، و9 أرثوذكس وقد فاز نزيه نجم في الدورة السابقة بـ2351 صوتاً تفضيلياً.
– بلغ عدد الترشيحات عن المقعد الأرمني الأرثوذكسي في دائرة جبل لبنان الثانية أي المتن، ستة ترشيحات.
– لم يتجاوز عدد الترشيحات عن مقعد الروم الأرثوذكس في دائرة جبل لبنان الرابعة أي الشوف – عاليه الخمسة ترشيحات.
– في مقارنة بين الدوائر ذات الغالبية المذهبية، يتبيّن أنّ عدد المرشحين عن المقاعد الشيعية الستة في بعلبك الهرمل بلغ 43، فيما بلغ عن المقاعد السنيّة الستة في دائرة بيروت الثانية 69 ترشيحاً وبلغ عن المقاعد السنية الخمسة في طرابلس 63 ترشيحاً (رغم مقاطعة «تيار المستقبل») بينما لم تتجاوز الترشيحات عن المقاعد المارونية الخمسة في كسروان 35 ترشيحاً.