إنتخابات 2022محلياتمن الصحافة

باب الترشح يقفل اليوم.. واللوائح باتت شبه جاهزة

ساعات قليلة تفصل لبنان عن انتهاء مهلة تسجيل المرشحين للانتخابات النيابية لأسمائهم في وزارة الداخلية والبلديات، وبعدها تكون مهلة عشرين يومًا للانسحاب، لتبدأ على إثرها أشكال اللوائح والتحالفات التي باتت شبه واضحة.
وكان البارز أمس إعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عزوفه عن الترشح، كما أعلن الرئيس نبيه بري أسماء مرشحي حركة أمل، في حين أن فؤاد السنيورة سيخوض الانتخابات في بيروت بمخالفة واضحة لقرار رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري.

“الأخبار”: رسالة لوم من الحريري إلى دريان: لائحة السنيورة «شبه مكتملة» في بيروت

لم يتمكّن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من ضبط «شهوة» النيابة لدى كل نواب تيار المستقبل. المواقف التي أعلنها، واستتبعها بتعاميم وبيانات تؤكّد قراره عدم المشاركة في الاستحقاق الانتخابي وتجميد عمله السياسي، لم تحل دون ترشح عدد لا بأس به من نواب كتلته مجدداً، من سامي فتفت إلى عثمان علم الدين وهادي حبيش وكريم كبارة (نجل النائب محمد كبارة) الذين تقدموا أمس بترشيحاتهم، وسبقهم في الموقف (قولاً) نائبه مصطفى علوش الذي استقال من التيار قبل أسبوعين، والرئيس فؤاد السنيورة الذي يرى في الانتخابات فرصة لتكريس نفسه مرجعية سنّية في غياب الحريري. ورغم الصعوبات التي واجهها السنيورة في هندسة التحالفات والترشيحات بعدما قرّر كثيرون مقاطعته، فضلاً عن تعرّضه لحملة باعتباره «خارجاً عن طاعة الحريرية السياسية»، تؤكّد مصادر «الأخبار» أن رئيس الحكومة السابق ماضٍ في هذا الخيار، وتحديداً في دائرة «بيروت الثانية» لملء شغور الحريري في مواجهة لوائح ثنائي حركة أمل وحزب الله والأحباش والنائب فؤاد مخزومي.

وبحسب المعلومات، فإن السنيورة يضع اللمسات الأخيرة على لائحة في هذه الدائرة «تحظى بمباركة الرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام»، ويفترض أن تضمّ: القاضي خالد قباني، حسن منيمنة، لينا التنير، ماجد دمشقية، عماد الحوت (الجماعة الإسلامية)، منى فياض، فيصل الصايغ (الحزب الاشتراكي) ميشال فلاح وجورج حداد، فيما ترددت معلومات عن إمكان انضمام رئيس نادي الأنصار نبيل بدر إليها. محاولات السنيورة التعاون مع العائلات البيروتية اصطدمت برفضها دعم أي مرشح سنّي في بيروت، بعد اجتماع عُقد للعائلات قبل أيام تقرر فيه الالتزام بقرار الحريري. وهذا ما يزيد مهمة السنيورة صعوبة، وخصوصاً أنه يفتقر إلى أيّ أرضية انتخابية في العاصمة.

وشمالاً، تكثّفت اتصالات السنيورة مع الرئيس نجيب ميقاتي لتأليف لائحة تضم النائب السابق مصطفى علوش وربما النائب السابق أحمد فتفت، وتكون لميقاتي حصة فيها عبر ترشيح سليمان عبيد (نجل النائب الراحل جان عبيد) عن المقعد الماروني والنائب علي درويش، علماً بأن ميقاتي انضمّ أمس إلى نادي «غير المرشحين»، إذ أعلن في مؤتمر صحافي عزوفه عن الترشح، مؤكداً «دعمه جهود من يختارهم الناس».

دريان أبلغ السنيورة أنه لن يدعو الناخبين السنّة إلى التصويت للائحته

أمام هذا الواقع، ستبقى العيون مسلّطة على تعامل تيار المستقبل مع حراك السنيورة، في ظل حملة تخاض ضمناً في كل المناطق لحضّ الطائفة السنية على مقاطعة الانتخابات لقطع الطريق على محاولات السنيورة الاستئثار بالتركة الحريرية.
إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان تلقّى رسالة من الرئيس الحريري تضمّنت عتباً ولوماً شديدين على «انحيازه» إلى السنيورة في حراكه الساعي إلى وراثة آل الحريري وتيار المستقبل. وأكدت مصادر قريبة من الدار أن «دريان حاول الاتصال بالحريري من دون جدوى». انتقادات الحريري ومناصريه دفعت دريان إلى «الاستدارة» وإبلاغ السنيورة أنه لن يدعو الناخبين السنّة إلى التصويت للائحة التي ينوي تشكيلها في بيروت. صراع الحريري ــــ السنيورة انعكس على مشايخ الدار في بيروت والمناطق الذين خضعوا عنوة لتصنيف «مع سعد» أو «مع السنيورة»، مع إقرار كثر بأن للسنيورة اليد الطولى في عائشة بكار حتى عندما كان الحريري في ذروته، حتى وصف بأنه «مفوض المستقبل» في الدار، ما سمح له بالتأثير على استحقاقات مفصلية، أبرزها اختيار دريان نفسه، مرشح السنيورة، خلفاً للشيخ محمد رشيد قباني الذي أُحرج حتى أُخرج من دار الفتوى بعد خلافه مع السنيورة.

“اللواء”: بري يعلن 17 ترشيحاً مضموني الفوز… وميقاتي عازف
الى الانتخابات سرّ، حيث بات كل شيء تحت عنوان العد التنازلي الذي بدأ اليوم بالرقم 60 يوماً عن الموعد الفاصل، وفي الانتخابات ثلاثة أحداث، الأول إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري عن سبعة عشر مرشحا لكتلة التنمية والتحرير، قالت مصادر معنية بالملف الانتخابي إنهم عمليا سبعة عشر نائباً، يحاكي وضعهم وضع المرشحين الثلاثة عشر الذين أعلن ترشيحهم حزب الله، ليكون حاصل الكتلتين ثلاثين نائباً في اليد، يضاف اليهم لتكوين الثلث المعطل اللازم للتحكم نصاب الانتخابات الرئاسية ثلاثة عشر نائباً مضموني الفوز من بين مرشحي التيار الوطني الحر العشرين، ويصير السباق نحو نيل الأغلبية مفتوحاً ويحتاج الى اثنين وعشرين مقعداً يبدو أن عشرين منها مضمون، بينما يبدو رقم الـ 30 نائباً هو الرقم المضمون لثلاثي حزبي القوات والتقدمي الاشتراكي وتشكيلات المجتمع المدني، والسباق لضمان الثلث المعطل لنصاب الانتخابات الرئاسية يحتاج إلى ثلاثة عشر مقعداً تتساوى احتمالات نيلها مع احتمالات الفشل في بلوغها.

انتخابياً، أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي العزوف عن الترشح، ما جعل المشهد الانتخابي في طرابلس وبيروت الى مزيد من الضبابية، بينما تحدثت مصادر متابعة للمشهد الانتخابي في بيروت أن الرئيس سعد الحريري هدّد الرئيس فؤاد السنيورة بدعوة الناخبين في بيروت تحديداً للمقاطعة، كخطوة رمزية احتجاجية على المشهد السياسي ضمن حملة الابتعاد عن المشاركة في الانتخابات، وأن هذه الخطوة ستكون هي الرد إذا قام السنيورة من موقع ملتبس بالإيحاء بالعلاقة مع الحريري بقيادة لوائح انتخابيّة انطلاقاً من بيروت.

وفيما تستمرّ العاصفة المناخية «اللؤلؤة» التي تضرب لبنان وتنحسر الخميس المقبل، هبّت العاصفة الانتخابيّة بين الأمس واليوم مع إعلان القوى السياسيّة توالياً مرشحيهم وإطلاق ماكيناتهم الانتخابيّة والإعلاميّة، على أن تشتدّ العاصفة تدريجياً كلما اقتربنا من موعد الانتخابات النيابية في 15 أيار المقبل، حيث شهد مقرّ وزارة الداخلية إقبالاً كثيفاً على تقديم طلبات الترشح عشية إقفال باب الترشّح مساء اليوم.

ويعقد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي لقاءً قبل ظهر اليوم مع المحافظين والقائمقامين، تحضيراً للانتخابات النيابية المقبلة. على أن يتحدّث مولوي للإعلام بعد الاجتماع.

وبعد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري المرشحين عن كتلة التنمية والتحرير في مختلف الدوائر، على أن يُعلن رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، عن أسماء مرشحي الحزب للانتخابات النيابية في لبنان، وذلك خلال لقاء يُعقد في قاعة الشهيد خالد علوان ـ البريستول، عند الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر اليوم.

واقتصر التغيير في كتلة التنمية والتحرير على نائبين حركيين هما محمد نصرالله وعلي بزي واثنين آخرين في الكتلة هما ياسين جابر وأنور الخليل، وقد ثبت النائبان الوزيران السابقان علي حسن خليل وغازي زعيتر في مواقعهما لضرورات «الحصانة النيابيّة» في قضيّة تفجير مرفأ بيروت، وذلك لقطع الطريق على المحقق العدلي في تحقيقات المرفأ القاضي طارق بيطار الذي أصدر قرارات استدعاء عدة بحق خليل وزعيتر وقطع مذكرة توقيف بحق خليل اصطدمت جميعها بالحصانة النيابيّة، وعلمت «البناء» أن الرئيس بري تقصد ترشيح خليل وزعيتر بسبب المشروع السياسيّ الذي يُخفيه قرار بيطار باستهداف نائبين مقرّبين من بري، لكون القضيّة لم تعد تتعلق بخليل وزعيتر فحسب، بل تستهدف رئاسة المجلس ورئيس المجلس بما يمثل، ما تطلب الإبقاء على الحصانة النيابيّة في المرحلة الراهنة.
والمرشّحون هم:

عن دائرة الجنوب الثانية (صور – الزهراني):

عناية عزالدين.

علي خريس

علي عسيران

ميشال موسى ونبيه بري.

عن دائرة الجنوب الثالثة (بنت جبيل – النبطية – مرجعيون وحاصبيا):

أيوب حميد

أشرف بيضون

ناصر جابر

هاني قبيسي

علي حسن خليل

مروان خير الدين

قاسم هاشم

عن البقاع الثانية (راشيا – البقاع الغربي):

قبلان قبلان

عن بيروت الثانية:

محمد خواجة

 *عن دائرة (صيدا – جزين):

إبراهيم عازار

عن جبل لبنان الثالثة (بعبدا):

الدكتور فادي علامة.

عن البقاع الثالثة :

غازي زعيتر.

وأطلق بري جملة من المواقف والثوابت في المؤتمر الصحافي الذي عقده في عين التينة وخصّصه لاستحقاق الانتخابات النيابيّة محدداً موقف حركة أمل وكتلة التنمية والتحرير من جملة من العناوين السياسيّة لا سيما موضوع الانتخابات وموعدها وترسيم الحدود والشأن المعيشي.

وحضر المؤتمر أعضاء هيئة الرئاسة في حركة أمل، وأكد فيه الرئيس بري أن «الانتخابات النيابية ستتم في موعدها في الخامس عشر من أيار بعد سقوط كل أبواب التعديل»، لافتاً الى أن البعض في الخارج يموّل بعض الداخل لتسييل كل العناوين المحقة في صناديق الاقتراع أصواتاً لتحقيق مآرب سياسية واستراتيجية لتغيير وجه لبنان وهويّته وخياراته وثوابته من بوابة الاستحقاق الانتخابيّ، واصفاً هذا التدخل في هذا الاستحقاق بأنه «استحقاق حق يُراد منه باطل»، داعياً الى وجوب أن لا يعلو صوت المتنافسين في الانتخابات أو يرتفع فوق صوت الغالبيّة العظمى من اللبنانيين الذين باتوا تحت خط الفقر، مشدداً على ضرورة أن يصل صوت اللبنانيين الى السلطة التنفيذية والحكومة قبل أن يصل الى صناديق الاقتراع، داعياً الحكومة الى العمل لإنجاز استحقاق تعزيز الاستقرار الاجتماعي والمعيشي والصحي، كما الأمني قبل فوات الأوان.

وفي موضوع ترسيم الحدود البحرية أكد بري باسم الكتلة على عدم التفريط أو التنازل او المقايضة او المساومة بأي كوب ماء أو متر مكعب من الثروات، معتبراً أن اتفاق الإطار يبقى هو الآلية المتاحة لاستكمال التفاوض غير المباشر لإنجاز ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة، مشدداً على أن استحقاق الترسيم هو استحقاق سيادي بامتياز لا يجوز شبكه أو ربطه بأية استحقاقات محليّة أو دستوريّة أخرى.

وأعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عزوفه عن الترشّح الى الانتخابات النيابية، «لأنني أؤمن بحتمية التغيير وبضرورة إفساح المجال أمام الجيل الجديد، ليقول كلمته ويحدد خياراته، عبر الاستحقاق النيابي المقبل، وانطلاقاً من قناعتي بأن يكون المسؤول مجرداً بالكامل من أية مصلحة، لا سيما في هذا الاستحقاق الديموقراطي الذي نحن مقبلون عليه».

“الجمهورية: بعد الترشيحات تصفيات
مع إقفال باب الترشيحات، يُمنحُ المرشحون رسمياً مهلة عشرين يوما تنتهي في 5 نيسان المقبل لحسم خياراتهم في الانسحاب من المعركة أو البقاء في الميدان تمهيداً للانخراط في لوائح متنافسة، وذلك وفق ما تنص عليه المادة 52 من قانون الانتخاب الحالي، والتي جاء فيها ما حرفيّته: «يتوجّب على المرشحين ان ينتظموا في لوائح قبل اربعين يوماً كحد اقصى من موعد الانتخابات، على ان تضم كل لائحة كحدّ أدنى 40 % من عدد المقاعد في الدائرة الانتخابية، بما لا يقل عن 3 مقاعد، وعلى ان تتضمن مقعدا واحدا على الاقل من كلّ دائرة صغرى في الدوائر المؤلفة من اكثر من دائرة صغرى، ويعتمد الكسر الاكبر في احتساب الحد الادنى في الدوائر ذات المقاعد المفردة».

إقتربت ساعة الجد

عملياً، بات في الامكان القول إنّ ساعة الجد قد اقتربت، وفترة العشرين يوما المحددة لتركيب اللوائح هي الاصعب بالنسبة الى شريحة كبيرة من المرشّحين غير الحزبيين، ومن بينهم بالتأكيد من سيُسعفه حظّه بالانضمام الى إحدى اللوائح، ومن بينهم كثر ممّن سيُخذَلون ويجدون انفسهم خارج اللوائح، فيخرجون تلقائياً من المعركة، ويُخرِجون معهم ما اطلقوه من شعارات وعناوين كبرى على مدى اشهر طويلة.

كيف هي الصورة على الارض؟

إذا ما نظرنا الى سطح المشهد الانتخابي، وكذلك الى مواقف الاحزاب والقوى المتصارعة، يتبين جلياً ان كل طرف يدّعي الربح المسبق والحاسم في انتخابات ايار. وهذا الادعاء قد حكم هذا المشهد منذ انتفاضة 17 تشرين الاول 2019، عبر العناوين الكبرى التي اثيرت فيها، وشكّلت وقوداً للحراكات التي تلتها. ولكن ما هو على السطح من مبالغات، تُناقضه الوقائع الموضوعية والاحجام الحقيقية لكل طرف على ارض الواقع.

كلّهم محشورون

ومن هنا، يبدو أنّ كل الاطراف تلعب دورين على المسرح الانتخابي، ففي العلن وعلى المنابر تظهر نفسها واثقة من الفوز وانها تسير بخطى ثابتة نحو الحسم، وتحقيق سيل الوعود التي اطلقتها في الشوارع. اما في دواخلها، فتتبدى حقيقة صادمة تؤكد أن كل هذه الاطراف مُربكة ومحشورة، بعجزها عن تحقيق التغيير الذي نادت به، وبأن صياغة التحالفات بين هذا الطرف او ذاك ليست باليسر الذي توقعته، فدونها شروط من هنا وهناك، تصعّب عقد هذه التحالفات، وبلوغ لوائح مكتملة في الكثير من الدوائر.

المزاج الشعبي مُحبط

وبمعزل عن الخطاب المنبري والكلام الكبير الذي يُساق فيه لزوم الشحن الانتخابي للحزبيين والمناصرين التقليديين، فإنّ المزاج الشعبي الذي تأثّر بالشعارات ووعد بالتغيير وإحداث انقلاب جذري في الخريطة النيابية القائمة في المجلس النيابي الحالي، هو، وفق ما تؤكد دراسات واستطلاعات اصحاب الاختصاص في مجال الانتخابات، مُصاب بإحباط حقيقي بعدما تَوضّحت امامه الصورة، وتبيّن له بما لا يقبل أدنى شك ان العناوين التغييرية التي رفعت على مدى اشهر طويلة قد تبدلت وتقزّمت، وانّ الهدف الاسمى للاحزاب التي استثمرت عليها لأشهر طويلة، هو الذهاب، ليس الى معركة كسر عظم وقلب موازين سياسية ونيابية، بل أقصى ما تريده هذه الاحزاب، هو خوض معركة انتخابية شرسة لتجميع «حَواصل» تمكّنها من الحفاظ على احجامها النيابية على ما كانت عليه في المجلس الحالي لا أكثر ولا أقل.

وتحت هذا العنوان، سيدور الصّخب السياسي خلال الشهرين المقبلين، والاجواء تؤشر الى ان الفترة المتبقية من الآن وحتى موعد اجراء الانتخابات ستكون ذروة في الشراسة في بعض الدوائر، وخصوصا بين الاحزاب المتصارعة على موقع التمثيل الأول والاقوى في الطائفة، وليس سرّاً الصراع المحتدم بين حزب «القوات اللبنانية» والتيار الوطني الحر على اكثرية نيابية يتربّع من ينالها في موقع الاقوى مسيحياً.

على انّ الثقل الاكبر الذي تعانيه القوى السياسيّة والحزبية، هو ان انحدار الازمة وآثارها السلبية التي ضربت المواطنين في كل المناطق، نزعت ثقته بأي برنامج انتخابي لأي من هذه القوى السياسية التي يتهمها بأنها كانت السبب في بلوغ حاله هذا المستوى من الاهتراء، او شريكة في ذلك، وهو ما يدفع بشريحة واسعة من الناخبين الى الإحجام عن المشاركة في عمليّة الاقتراع، وهو الامر الذي يزيد من حشر هذه القوى في معركتها للحفاظ على احجامها، وهذا الاحجام الذي تتقاطع على تأكيده مختلف الدراسات والإحصاءات، حيث ترى ان انتخابات 15 ايار ستكون الادنى من حيث نسبة الاقتراع، بين سائر الدورات الانتخابية التي جرت في لبنان بعد الطائف.

تفاوت في الحماوة

واذا كانت كلّ المؤشرات والإستطلاعات تؤكّد أنّ الثّنائي الشّيعي يذهب إلى معركة سهلة في الدوائر المشتركة بينهما من بعبدا الى الجنوب والبقاع الغربي وصولا الى بعلبك الهرمل، بحيث تبدو هذه الدوائر مغلقة وصعبة الاختراق، تنتظر هذا الثنائي معركة حامية في بضع دوائر تعتريها بعض الصعوبة، ولا سيّما في جزين وزحلة وبيروت الثانية وجبيل، علما ان اوساطه تؤكد ان المقاعد الشيعية في هذه الدوائر مضمونة لحركة «أمل» و»حزب الله».

وفي الموازاة تبدو الصور ة السنية الأكثر إرباكا وضبابية، بعد انكفاء تيار المستقبل عن المشهد الانتخابي، وهو الامر الذي لم يبرز حتى الآن قيادة بديلة للمستقبل تشكل جاذباً يستقطب النّاخب السنّي.

وعلى ما تؤكد الاستطلاعات الانتخابية، فإن المزاج السنّي ليس معنيا بكل الدعوات التي تتوالى من قبل بعض المراجع السنية الى عدم المقاطعة. فالإحجام عن المشاركة سيشكل النسبة الأعلى، خصوصا ان المزاج السنّي متأثر في جانب اساسي منه بخروج الرئيس سعد الحريري من المعركة، ومُنسجم مع دعوته الى عدم المشاركة لا ترشيحا ولا اقتراعا، وعدم التفاعل انتخابيا مع اي مبادرات انتخابية تقدم عليها قيادات سنيّة خارجة من رحم تيار المستقبل. وتبعاً لذلك، فإنّ ما ينتظر الدوائر السنيّة معارك ومنافسات ستفرز واقعا سنيا نيابيا جديدا مغايرا لصورة التمثيل السني التي ثبتت منذ انتخابات العام 2005 وحتى اليوم.

يشار في السياق السني الى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أعلن امس عزوفه عن الترشح الى الانتخابات النيابية. وقال: أتوجّه بنداء الى جميع اللبنانيين وادعوهم الى الاقبال على الاقتراع، لأن التغيير الحقيقي المنشود يبدأ في صناديق الاقتراع، وليس فقط في التعبير عن الرأي عبر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وفي الساحات.

واضاف: لأنني أؤمن بحتمية التغيير وبضرورة افساح المجال أمام الجيل الجديد ليقول كلمته ويحدد خياراته عبر الاستحقاق النيابي المقبل، وانطلاقا من قناعتي بأن يكون المسؤول مجردا بالكامل من أي مصلحة، لا سيما في هذا الاستحقاق الديموقراطي الذي نحن مقبلون عليه، ولأن تجربة الحكومة التي ترأستها عام 2005 قدّمت نموذجاً في الفصل بين ادارة الانتخابات وعدم الترشح، واستطعنا من خلالها نقل البلد من ضفة الى اخرى في أصعب مرحلة، وكان هذا الخيار موضع تقدير محلي وخارجي، لهذه الاسباب أعلن عزوفي عن الترشح للانتخابات النيابية، متمنيا التوفيق للجميع، وسأدعم جهود من يختارهم الناس وأتعاون مع الجميع لما فيه المصلحة العامة. وشدد على ان «لا أحد يمكنه إلغاء أحد، ولبنان لا يُحكم إلا بالشراكة، وأدعو اللبنانيين إلى المشاركة في الانتخابات لا سيما أهلي في طرابلس».

المعارك الصعبة

اما في المقلب الآخر، ووفق الاستطلاعات عينها، تتبدّى معارك شديدة الصعوبة، وخصوصا امام الحزب التقدمي الاشتراكي في الشّوف تحديداً بعد خسارة الرافعة السنيّة التي كان يشكلها تيار المستقبل، وهو الامر الذي يعزّز من حظوظ خصوم وليد جنبلاط على امكانية تحقيق بعض الاختراقات. والصعوبة نفسها تتبدّى امام الاشتراكي في امكان الحفاظ على مقعديه في بيروت والبقاع والغربي.

أما الصراع العنيف، وكما هو واضح، فمركّز في الدوائر المسيحية، فالتيار الوطني الحر و»القوات اللبنانية» أمامهما جبهات صداميّة مفتوحة في كل الدوائر المشتركة بينهما، بفارق انّ التيار مُستند في بعض الدوائر على حليفه «حزب الله» الذي يشكل له رافعة في بعبدا وجبيل وزحلة. فيما معارك «القوات» تبدو اكثر حماوة، بدءا من الدائرة الاصعب في المتن، وكذلك في الاشرفيّة التي لا تقل صعوبة خصوصاً ان المنافسة ليست مع التيار الوطني الحر فقط، بل مع سائر الاحزاب المسيحية وكذلك مع المجموعات المدنية التي تسعى لإثبات وجودها وتحقيق خروقات، والحال نفسها في كسروان جبيل. أمّا أمّ المعارك فتتبدّى في الدائرة التي تقع البترون من ضمنها، تُضاف إليها معركة صعبة في البقاع الشّمالي وعكار.

“اللواء”: لوائح التحدي: 60 يوماً من معارك التعبئة والتحريض والانقسام!
كرّت سبحة الترشيحات قبل ساعات قليلة من اقفال باب الترشح عند منتصف هذه الليلة إذ بلغت 745 مرشحاً، وانجز الفريق الشيعي عدته، فأعلن الرئيس نبيه برّي الذي كان أوّل المرشحين من لائحته، الأسماء المرشحة، حيث خرج أربعة، ودخل مكانهم أربعة، بعنوان بـ«الأمل وحدتنا»، فيما ذهب الرئيس نجيب ميقاتي إلى العزوف، حاذياً حذو الرئيسين تمام سلام وسعد الحريري، على ان يتخذ الرئيس فؤاد السنيورة موقفاً مشابهاً اليوم، مع التأكيد على دعم لائحة يجري البحث في تأليفها، بعد إنجاز الترشيحات، وقبل موعد تسجيل اللوائح في 5 نيسان المقبل، مع الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك.

اتسمت شعارات اللوائح بالتحدي، لدرجة العنهجية.. «فالقوات اللبنانية» شعارها الانتخابي «اللي بدنا فينا»، وكان شعار التيار الوطني الحر، أمس الأوّل «كنا.. وسنبقى».. كأسلحة في التعبئة والتحريض والانقسام، قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع.

وتنتهي منتصف ليل هذا اليوم مهلة تقديم الترشيحات للإنتخابات النيابية، وبلغ عدد الذين تقدموا بترشيحاتهم حتى امس 745 مرشّحاً تقدّموا بأوراقهم الرسميّة في وزارة الداخليّة حتى الآن، ولم يكن بينهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اعلن امس عزوفه عن الترشح الى الانتخابات النيابية لكنه دعا الى الاقبال على الاقتراع. بينما كان أبرز من قدم ترشيحاته امس: جبران باسيل وسامي الجميّل وطلال ارسلان ونائبه في رئاسة الحزب نسيب الجوهري (عن بيروت الثانية)، وسامر سعادة برغم قرار الكتائب ترشيح مجد بطرس حرب، بالإضافة الى تقدّم عدد من نواب كتلة المستقبل بطلبات ترشيحهم. لكن بعض المعلومات اشارت الى انه وبخلاف قرار تيار المستقبل وعدم موافقة النائب بهية الحريري، تقدم كل من يوسف النقيب رئيس الماكينة الانتخابية في ​صيدا والمحامي حسن شمس الدين بطلبي ترشيح عن المقعدين السنيين في صيدا.بينما اعلن رئيس حركة الشعب نجاح واكيم عدم مشاركته ورفاقه في الحركة في الانتخابات النيابية ترشحاً وانتخاباً.

وكانت هذه الانتخابات مدار متابعة عربية من خلال زيارة ألأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط الى بيروت، وقد لمس بحسب ما صرح به «إصرارا رئاسيا على اجراء الانتخابات»، في حين اشارت المعلومات الى انه خلافاً لما تردد عن نقله رسالة تضمنت ردات فعل عربية على الجواب اللبناني من المبادرة الكويتية، فإن مصادر بعبدا قالت لـ «اللواء» انه لم ينقل اي رسالة ولا اجوبة ولا معطيات واضحة، بل اكد خلال اللقاء مع رئيس الجمهورية ان الجامعة تتابع مع الدول المعنية المبادرة الكويتية. لكن ابو الغيط كشف أنه «سيكون هناك اجتماع تشاوري للوزراء العرب في بيروت في منتصف هذا العام».

ميقاتي: عزوف ودعوة للمشاركة

فقد أعلن الرئيس ميقاتي عزوفه عن الترشح الى الانتخابات النيابية. وقال: اتوجه بنداء الى جميع اللبنانيين وادعوهم الى الاقبال على الاقتراع، لأن التغيير الحقيقي المنشود يبدأ في صناديق الاقتراع، وليس فقط في التعبير عن الرأي عبر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وفي الساحات.

واضاف: لأنني أؤمن بحتمية التغيير وبضرورة افساح المجال أمام الجيل الجديد، ليقول كلمته ويحدد خياراته، عبر الاستحقاق النيابي المقبل، وانطلاقا من قناعتي بأن يكون المسؤول مجردا بالكامل من أي مصلحة، لا سيما في هذا الاستحقاق الديموقراطي الذي نحن مقبلون عليه، ولأن تجربة الحكومة التي ترأستها عام ٢٠٠٥ قدمت نموذجاً في الفصل بين ادارة الانتخابات وعدم الترشح، واستطعنا من خلالها نقل البلد من ضفة الى اخرى في أصعب مرحلة، وكان هذا الخيار موضع تقدير محلي وخارجي، لهذه الاسباب أعلن عزوفي عن الترشح للانتخابات النيابية، متمنياً التوفيق للجميع، وسأدعم جهود من يختارهم الناس واتعاون مع الجميع لما فيه المصلحة العامة.

وشدد على ان «لا أحد يمكنه إلغاء أحد ولبنان لا يُحكم إلا بالشراكة وأدعو اللبنانيين إلى المشاركة في الانتخابات لا سيما أهلي في طرابلس».

بري: الخارج يموّل الداخل

بدوره، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مؤتمر صحافي، مخصص لملف الانتخابات النيابية، أن «هذه الانتخابات ألمس فيها هذا الكم الهائل من الاهتمام الدولي والاقليمي في هذا الاستحقاق الدستوري، وبرغم وقوف العالم على شفير الحرب العالمية الثالثة أو تسوية مدروسة، هذا الاهتمام أو التدخل لم ينحسر البعض عن حسن نيّة، والبعض الآخر وهم كثر يريدون تحويل الاستحقاق الى مشاريع فتن مذهبية وطائفية وافتراءات بلغت ذروتها في السنوات الثلاث الماضية».

وإسف بري لأن «البعض في الخارج يموّل بعض الداخل لتحقيق مآرب سياسية استراتيجية لتغيير هوية لبنان وثوابته»، وقال: إن أصوات المتنافسين في الانتخابات يجب ألّا تعلو فوق صوت الغالبية العظمى من اللبنانيين الذين باتوا تحت خط الفقر.

وأكّد، أنّ «الإستحقاق الانتخابي سيتم في 15 أيار بعد سقوط كل أبواب التعديل والتأجيل»، مضيفاً: «يجب ألا يحجب الاستحقاق الانتخابي الرؤية عن احتياجات اللبنانيين وغذائهم خصوصًا في هذه اللحظة الراهنة التي عادت فيها شياطين الاحتكار الى استغلال الناس».

ورأى برّي، إنّ «أصوات المتنافسين في الانتخابات يجب ألّا تعلو فوق صوت الغالبية العظمى من اللبنانيين الذين باتوا تحت خط الفقر».

وحدد عناوين برنامج «حركة امل» وكتلة التنمية والتحرير الانتخابي، تحت شعار «بالوحدة أمل لننقذ لبنان»، وهي: الالتزام بالدستور والعمل على تنفيذ ما لم ينفذ من اتفاق الطائف، التمسك بضرورة التخلص من القوانين الإنتخابية التي لا تضمن شراكة الجميع والعمل على إقرار قانون إنتخاب عصري، عدم المس بحقوق المودعين، عدم التفريط بأي كوب ماء أو متر مكعب من الثروات النفطية في البحر مع التأكيد ان اتفاق الإطار هو الوسيلة المتاحة لتحقيق الترسيم مع إسرائيل، إقرار قانون اللامركزية الموسعة، الضغط ديموقراطيا لتطبيق ما أنجز من قوانين إصلاحية، استكمال التحقيق بانفجار المرفأ ولا غطاء على أي مرتكب، رفض أي شكل من أشكال تطبيع العلاقات مع السلطات الليبية ما لم تتم إماطة اللثام عن جريمة اختطاف الإمام موسى الصدر. معتبراً ان «استحقاق ترسيم الحدود هو ملف سيادي لا يجوز ربطه بأي استحقاق داخلي».

وأعلن بري أسماء المرشحين للانتخابات وهم 17 مرشحاً:

{ دائرة صور الزهراني:عناية عز الدين، علي خريس، علي عسيران، ميشال موسى ونبيه بري.

{ دائرة النبطية –بنت جبيل – مرجعيون – حاصبيا:أيوب حميد، أشرف بيضون، هاني قبيسي، ناصر جابر، علي حسن خليل، قاسم هاشم ومروان خير الدين.

{ دائرة صيدا – جزين:إبراهيم عازار.

{ دائرة بيروت الثانية:محمد خواجة.

{ دائرة بعبدا:فادي علامة.

{ دائرة البقاع الشمالي:غازي زعيتر.

{ دائرة البقاع الغربي – راشيا: قبلان قبلان

جعجع : تحويل 15 أيار

وفي معراب، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، خلال اطلاقه الحملة الانتخابية في ذكرى «14 اذار»، أن «عندما يكون الوطن مهدداً والمؤسسات مخطوفة والدستور شبه معطل والشعب يائس وبيروت تتفجر، تكون المعركة الانتخابية ليست مجرد معركة سياسية بل معركة وجودية».

وقال: معركتنا اليوم هي معركة وجود، فإما نحافظ على ما تبقى من لبنان ونسترد ما خسرناه او نشهد زواله، اما نحافظ على ما تبقى من الحرية ونعيد سويا وطن الحريات او نعود جميعنا الى السجن الكبير.

واضاف: «بين اللي فيون وما بدّن، وبين اللي بدّن وما فيون، بيبقى اللي بدّن وفيون، نحنا القوات اللبنانية اللي بدّنا وفينا». واضاف: حبذا لو حزب الله يتّعظ من تجربة المقاومة الاوكرانية ويتوقّف عن انتحال صفة المقاومة في لبنان، فيما هو أقرب لقوة احتلال إيراني أو قوة انفصالية.

وتوجه إلى اللبنانيين بالقول: انتم مدعوون الى تحويل 15 أيار المقبل الى 14 آذار انتخابي، بمعنى الحرية والسيادة والاستقلال. انتم مدعوون الى تحويل 15 أيار الى 17 تشرين انتخابي، بمعنى الثورة على الفساد والهدر وسوء إدارة الدولة وتسييبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى