هل تشتعل جبهة الجنوب؟
السياسة:
ترتدي التطوّرات العسكرية الأخيرة على الساحتين السورية والعراقية، والتي إمتزجت فيها الرسائل الصاروخية الإسرائيلية في سوريا والإيرانية في أربيل، طابعاً بالغ الأهمية يتجاوز الساحتين العراقية والسورية، وذلك، على مستوى ارتداداتها المباشرة على الجبهة الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل، حيث تسود المناطق حالٌ من الحذر والترقّب الشديدين، في ظلّ الإستنفار الإسرائيلي في الساعات الماضية، والذي كانت سبقته خلال الأسبوع الماضي مناورات للجيش الإسرائيلي تُحاكي تصعيداً للوضع الأمني على الحدود الشمالية، كما أعلنت إسرائيل بالأمس.
وإذا كانت الرسالة الإيرانية، واضحة الأهداف لجهة الردّ على الغارة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، والتي سقط فيها ضابطان للحرس الثوري الإيراني، فإن الهواجس من أن تطال الردود الجبهة الجنوبية في لبنان تبقى قائمة، ولكن احتمالاتها لا تبدو مرتفعة اليوم، وفق ما يقول الخبير العسكري العميد المتقاعد ناجي ملاعب وذلك، على الرغم من أن القصف الصاروخي الإيراني “غير المسبوق” على أربيل، ينطوي على ردٍ مكتمل الأوصاف من كل النواحي العسكرية والسياسية، كون الصواريخ انطلقت من إيران، واستهدفت وفق طهران مركزاً إسرائيلياً في أربيل.
وبصرف النظر عن الواقع الميداني على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية حيث يسود الهدوء المشوب بالحذر الشديد، يجزم العميد ملاعب، بأن “قواعد الإشتباك على جبهة الجنوب، ثابتة ولن تشهد أية تطوّرات أو تغييرات في المدى المنظور، خصوصاً وأن الإعلان الإيراني عن سقوط ضابطين بالحرس الثوري في سوريا، شكّل إشارة إلى أن الردّ لن يتأخر، وبالتالي، باتت جبهات سوريا وجنوب لبنان في دائرة الخطر”.
وأوضح في هذا المجال، أنه “كان من الضروري، وبعد سبع غارات إسرائيلية على مواقع لـ “حزب الله” والحرس الثوري الإيراني في سوريا، أن يأتي الردّ على مستوى العدوان الإسرائيلي، ولكن لن تكون الجبهة الجنوبية، على الأقلّ، في الوقت الراهن، مرشّحة لأي تصعيد، وبالتالي، فإن الإستنفار الإسرائيلي والتسريبات عن عمليات إعادة انتشار للحزب في المنطقة، لا يتجاوز “التهويل” من قبل إسرائيل، خصوصاً وأن الساحة السورية ستبقى الساحة الوحيدة اليوم للمواجهات الإسرائيلية والإيرانية”.
وكشف ملاعب، أن “الردّ الإيراني كان شبه محسوم، وذلك نظراً لأكثر من معطى، الأول يتصّل بالتوقيت، كون المنطقة تمرّ في مرحلة تُعتبر وقتاً ضائعاً على صعيد احترام قواعد الإشتباك في سوريا، والثاني ينطلق من الإعلان الإيراني عن مقتل الضابطين بعدما كانت سوريا تحدّثت عن سقوط مدنيين، والثالث هو توجيه رسالة صاروخية إلى كل اللاعبين على الساحة السورية، ومن ضمنهم روسيا. وخلص إلى أن ما من فائدة لأي من هؤلاء الأطراف، وبشكلٍ خاص إسرائيل، في تحريك جبهة جنوب لبنان، في الوقت الضائع إقليمياً ودولياً”.