إنتخابات 2022محلياتمن الصحافة

أرسلان “مُحرج” أمام باسيل… ووهاب يسعى لصُنع المُعجزة بوجه جنبلاط؟

 كُل المعطيات تُشير إلى حتميّة حصول معركة إنتخابية “شرِسة” على الساحة الدرزية، بين رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط من جهة، وبين رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان ورئيس التيار العربي الوزير السابق وئام وهاب من جهة أخرى، فجنبلاط لن يُفرِّط بالمقاعد الدرزية التي كانت ولا تزال من حصته، وهو يعتبر معركة الشوف تحديداً بمثابة حياة أو موت.لا شكّ أن أرسلان يَطمح لكسر الأحادية الدرزية المُتمثّلة بـ جنبلاط، ولا شك أنّ وهاب يسعى لمُشاركة “بيك المختارة” في أحد المقعدَين الدرزيَيْن في الشوف، ما يطرح سؤالًا هاماً، هَل يُصبح لأرسلان كتلة نيابية وازنة ولوهاب مقعد نيابي، أمْ أن التاريخ سيُعيد نفسه؟بداية من الشوف، يبدو واضحاً أنّ المشهد مُعقد، وحليف أرسلان أي وهاب في وضعٍ صعب رغم تقدّمه وحضوره في المنطقة، وذلك لأن جنبلاط حسم الأمر لجهة فوز مرشحَيّه الدرزيَّين النائب تيمور جنبلاط والنائب المُستقيل مروان حمادة عبر إستغنائه عن مقعد مسيحي كان يفوز به منذ عدة دورات، علمًا أن وهاب وفي حال فوزه بالإنتخابات سوف يكون في كتلة مستقلة عن كتلة حليفه طلال أرسلان.

في عاليه، من الواضح أنّ أرسلان سوف يُحافظ على مقعده الذي يبدو أنه سيكون يتيماً، رغم التقدّم الملحوظ الذي يحرزه الحراك المدني في الدائرة، ولكن هل سيقف الحراك خلف مرشح واحد أم ستتشتّت أصواته على غرار إنتخابات عام 2018، هذا إضافة إلى الإعتبارات التي تتعلق بالتحالفات بين الأحزاب، والعين هُنا على الحزب القومي السوري، فهل سيكون لديه مُرشحاً أم سيدعم أرسلان؟

أما في راشيا، ورغم صعوبة معركة النائب الإشتراكي وائل ابو فاعور والأزمة التي خلفها غياب تيار المستقبل عن المشاركة في الانتخابات، لا يبدو أن حظوظ حليف ارسلان طارق الداوود مرتفعة، بسبب طبيعة التسويات والترشيحات ما بين حركة أمل والتيار الوطني الحر، وعدم معرفة التوجّه السني العام وطبيعة تصويته حتى هذه اللحظة، دون أن نغفل عن الحضور المهم للحراك المدني في راشيا والذي من المتوّقع أن يحصد رقماً لا بأس به وخصوصاً من جمهور الإشتراكي، وتُطرح أسماء متعدّدة من آل دلال والقضماني وغيرهم، كما تصل بعض التوّقعات إلى إحتمالية حدوث “مفاجأة” في الدائرة.

إلى حاصبيا، المشهد “شائك ومعقد”، وهو رهينة إحتمالات عدّة، فقد رشّح الرئيس نبيه برّي الوزير السابق مروان خير الدين بموافقة جنبلاطية ورضى من إرسلان ولو على “مضض”، خصوصاً أنّ خير الدين سيكون في كتلة التنمية والتحرير وليس في كتلة الديمقراطي الذي يسعى لأن يكون لديه كتلته الخاصة، والذي من المرجّح أنه سيفوز مع غياب أي مرشح جدي فعلي عن المقعد الدرزي بإستثناء الدكتور وسام شروف، مرشح أرسلان سابقاً، ومن غير المعروف حتى الساعة إذا كان شروف سيلتزم بتزكية ترشيح خير الدين، أم أنه سيترشح ضد الأحزاب مُجتمعة كما حصل في دورة العام 2009.

بداية ومع تسرُّب خبر عزوف النائب أنور الخليل عن الترشح، وإستبعاد نجله زياد، بدى وكأنّ الطريق قد أصبحت سالكة ومُعبدة أمام شروف، الذي يحضى بحضور وازن، وحيث الكلام الفصل في دائرة الجنوب الثالثة يعود لحلفاء أرسلان أي الثنائي الشيعي، لكن ترشيح برّي لخير الدين قطع الطريق أمام شروف، فهل سيبقى مُعتكفاً عن الترشيح، أم سيحصل ما ليس في الحِسبان، “إستقالة فترشيح فخَوْض إنتخابات” لكنّ بمُطلق الأحوال فإنّ مقعد حاصبيا لن يكون ضمن كتلة أرسلان.

في بيروت، غاب إسم الوزير السابق صالح الغريب، والذي طرح بقوّة في وسائل الاعلام كمرشح أول على الإنتخابات، الذي يُسرّب عنه الإنزعاج الكبير من أرسلان والعتب، خصوصاً أنه نشط بشكلٍ كبير خلال الفترة الماضية وقام بجهود في سبيل الوصول إلى الترشيح، لكن الديمقراطي رشَّح نسيب الجوهري نائب أرسلان الذي يبدو أن حزب الله يرغب بضمّه إلى لائحة الثنائي بعكس رغبة برّي الذي يُراعي مَخاوف حليفه وليد جنبلاط، لكن في الحالتَين يبدو أن “الثنائي” غير قادر على دعم الجوهري بالأصوات التفضيلية لإلتزامه مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بدعم مُرشحه، وهذا ما سيجعل فوز الجوهري مرهوناً بالحواصل والكسور، مع إحتماليّة مرتفعة لعدم الفوز نتيجة تعدّد اللوائح، وإحتفاظ النائب الإشتراكي فيصل الصايغ بمقعده، إلّا إذا كان الحراك المدني يعدّ مفاجأة في دائرة بيروت الثانية، ويبرز إسم الدكتور سعيد الحلبي كواحدة من الوجوه المعروفة والتي تتمتع بحضور جيّد مع عدم إغفال إحتماليّة إقدام القوميين على ترشيح أحدهم عن المقعد الدرزي.

إلى دائرة بعبدا، يبدو أنّها خارج المنافسة، وهذا ما جعل أرسلان يُعلن مرشحيه من دون مرشّح حتى اللحظة في الدائرة، مع تأكيده على وجود مُرشح لـ “الديمقراطي”، الذي من المتوّقع أنّه من آل الأعور، مع الضبابية حول مُعاودة النائب السابق فادي الأعور ترشيح نفسه، لكنّ رغم ذلك تبقى إحتمالية الفوز ضئيلة، وإحتفاظ الإشتراكي بالمقعد الدرزي للنائب هادي أبو الحسن أمر شبه محسوم.

في المُحصّلة، وفي حال فَشل أرسلان في الفوز بأي مقعد إضافي، سوف تضمّ كتلة “ضمانة الجبل” مقعد درزي وحيد كما هي حاليًا، مؤلفّة من نوّاب “التيار الوطني الحر” في دائرة الشوف وعاليه، وسيكون خير الدين في كتلة التنمية والتحرير مُلتزماً بإجتماعاتها وقراراتها، وهذا ما قد يُحرِج أرسلان مع باسيل، وهذا ما دفعه إلى إستباق الأمر بالإعلان المُتكرّر أنّ ترشيح مروان خير الدين هو من قبل برّي وحده، وسيحتفظ جنبلاط بالمقاعد الـ 6 الباقيّة مع حصة في مقعد حاصبيا على طريقة أنور الخليل، إلَّا إذا إستطاع وهاب صُنع “المعجزة” في الشوف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى