إنتخابات 2022محلياتمن الصحافة

في دوائر الشمال… كيف سيخوض القومي الانتخابات؟

جاء في الديار:
لا يخفى على احد ان للحزب السوري القومي الاجتماعي حضورا تاريخيا متجذرا في مناطق الشمال اللبناني، وهو حضور يؤهله لان يؤدي دورا بارزا في الاستحقاقات الانتخابية، سواء النيابية او البلدية او النقابية، ويشكل الحزب في عدة دوائر انتخابية القوة الناخبة الابرز كالكورة او عكار، عدا كتلة ناخبة لا يستهان بها في طرابلس والمنية والضنية.

كيف هي هذه الكتلة القومية الاجتماعية الناخبة في دوائر الشمال اليوم، في ظل الانقسامات التي تعرض لها الحزب؟ وكيف يستطيع خوض المعركة الانتخابية؟ وما هي احتمالات الفوز بمقعد او اكثر في الشمال؟

واقع الحزب القومي راهنا، لم يعد كما كان في السابق، من حيث القوة الانتخابية القادرة على تأمين فوز مرشح او اكثر، وانحسار هذه القوة يعود لسببين:

قومي مخضرم، يعرب عن خشيته ان يخسر الحزب القومي مقعد الكورة، لمصلحة مرشح «القوات اللبنانية»، وان فوز «القوات» بمقعد الكورة كان انتكاسة كبرى في السابق، وستكون كارثة في حال فازت بالاستحقاق المقبل، ويرى هذا القومي ان توجه فريقي الحزب الى ترشيح قوميين في الكورة ستكون الطامة الكبرى، ولا يتوانى القومي المخضرم عن وصف اقدام كل فريق على الترشيح، بالغباء السياسي المتناهي، بل ويذهب الى وصف ذلك بالانتحار ، لان من شأن ذلك بعثرة الكتلة الناخبة في الكورة، متناسين الحكمة التي تقول: «ولا تتفرقوا فتذهب ريحكم هباء».

يرى المخضرم اهمية في اختيار المرشح القومي الذي يتمتع بقاعدة شعبية اوسع في الكورة، ومن الضروري التخلي عن الخلافات وتغليب المصلحة القومية لضمان الفوز بالمقعد ومنع خسارته لمصلحة «القوات»، وانه من غير الجائز اضاعة نضال القوميين الاجتماعيين منذ تأسيس الحزب والى اليوم لمصلحة قوى غارقة في الطائفية، وتشويه وجه الكورة الناصع الذي التصق بالحزب وحضنه على مدى السنين الطوال …

وما قيل في الكورة، يقال في عكار، حيث كان للحزب قوة شعبية بارزة، تمكن من ايصال نائب ووزير، فاذا بعكار في السنوات الاخيرة تتعرض لهبات وهزات وردات فعل وغرق الحزب بأتون مشاكله الداخلية، فانعكس ذلك على الوحدات الحزبية في ظل ادارة سيئة، لم تعرف التعامل جيدا مع القوميين اولا، ومع المواطنين الاصدقاء ثانيا، وادى الى خسارة مواقع حزبية والى تشتت القوة الحزبية، ولم تتمكن الادارة الحزبية من انتاج قيادات جديدة قادرة على تمثيل الحزب، ومن كان يمتلك هذه القدرة تعرض الى «الركل» واخراجه من الحزب، وأُبعد لاهواء شخصية تغلبت على المصلحة الحزبية الكبرى…

تطرخ حاليا في عكار اسماء دون المستوى المطلوب لحزب تاريخي عرف بقيادات عملاقة، ويقول قومي مخضرم، هل من الجائز طرح اسماء تثير استغراب المواطن العادي قبل الصديق وقبل القوميين؟ ويقول : ليس انتقاصا من الاسماء المطروحة، لكن هذا الحزب العملاق المتجذر، جدير بان يمثله عملاق في الفكر والعقيدة والنضال الطويل وفهم سليم للمبادىء القومية ولحركة النهضة…

يخلص القومي المخضرم الى القول، يكفي ان الحزب أضاع مقاعد في المتن الشمالي وهو عرين الحزب، واضاع مقعد البقاع الشمالي، ومقعدا في بيروت ، فهل يريدون اضاعة مقعد الكورة ومقعد عكار … وحتى مقعد طرابلس غير المطروح اصلا؟ وللمفارقة العجيبة الغريبة ان «القوات اللبنانية» تجاسرت على ترشيح «قواتي» في طرابلس، في حين ان الحزب القومي لم يتجاسر على ذلك، رغم ان وجود الحزب في طرابلس يعود الى سنوات التأسيس الاولى …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى