المساعي حول الرئاسة غائبة وبكركي لم توصد الأبواب …فهل تبادر مجددا؟
مع ان حدث المونديال فرض نفسه على الساحة المحلية، وبات يتصدر أخبار لبنان، إلا أن ملف الرئاسة المتعذر تحقيقه يبقى الحاضر في تحركات واتصالات أهل السياسة . لم يتمكن هذا الملف من قطع أشواط يمكن البناء عليها، ولا يزال التعطيل يتحكم به وفق معادلة التوازنات النيابية . وما يحكى عن اتصالات خارجية مؤثرة فيه أو لقاءات تعقد سرا أو علانية مع أسماء مرشحة يدخل في سياق المسار الطبيعي للأمور، أما التوقعات منها فليست كما يراد لها .
قيل عن مساع فرنسية وأخرى فاتيكانية في الوقت الذي يلاحظ فيه أن سقف أي خطوة خارجية يبقى محصورا بالمحافظة على انجاز الاستحقاق الدستوري،وحقيقة اللقاءات التي تحصل في بعض العواصم الأقليمية تتجاوز الانتخابات الرئاسية وتتركز على أهمية الأستقرار في لبنان.
اما بكركي والتي تتجه الأنظار إليها عند كل مفصل وخصوصا في موضوع الرئاسة ، فلم تقرر أي مبادرة تتعلق بجمع الأفرقاء المعنيين وذلك لعدة أسباب تتصل أولا وأخيرا بغياب الظروف المؤاتية لذلك، ومن هنا ارتدت اللقاءات في بكركي الطابع التشاوري بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وبعض الشخصيات المرشحة.
وتؤكد مصادر سياسية مطلعة أن تجربة جمع الأقطاب المسيحية على طاولة بكركي يستحيل أن تتكرر في هذه المرحلة ، فالتجربة السابقة تم التحضير لها ولكنها لم تخرج بنتيجة بل كرّست واقع الأقطاب فحسب ، في حين أن أي لقاء جديد وفق الشكل الذي طرح وقتها لن يكتب له النجاح لتبدل معطياته وهو في الأصل لم يلق الأذان الصاغية بعد عدة تلميحات .
وترى المصادر أن بكركي لم توصد الأبواب أمام أي مسعى يمكن بالفعل أن تقوم به لإنجاز الانتخابات الرئاسية ، إنما في الوقت الراهن لا شيء جديدا ، ومعلوم أن البطريرك الراعي لا يزال على موقفه الداعي إلى مؤتمر دولي يساعد في هذا السياق.
وتقول ان من يلتقي البطريرك يسمع منه الكلام نفسه بشأن الرئيس الأنقاذي والحيادي تماما كما ذكر في أولى عظاته، وتقول أن البطريرك الراعي اكد للمعنيين أن الشغور الرئاسي له ارتداداته وإن بقاء التعطيل سيقوض مؤسسات الدولة، لافتة إلى أن الفرضية القائمة بأنفراج خريفي قد لا تكون في محلها، إلا إذا بدأت ملامح تسوية ما تلوح في الأفق ، غير أن الصف المسيحي الذي يشهد انشقاقات يصعب توحيده بطرفة عين .
وفي السياق عينه، تشدد هذه المصادر على ان أي دعوة جديدة للحوار لم يلمح إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري بشكل رسمي لكنها لا تزال في اعتقاده فكرة لا بد من تطويرها بشكل جدي وضمن استراتيجية تقوم على إبقاء التباين خارج إطار البحث والتركيز على ما يتلاقى حوله النواب مع استبعاد بعض التوصيفات الرئاسية التي يعارضها البعض ، معربة عن اعتقادها أنه ليس بالضرورة أن تكون هناك محاولة جديدة ، لكن آخر الدواء ” الحوار ” وفق رأي رئيس البرلمان .
مجددا ..ما من أحد قادر على وضع توقعات عن المساعي المحلية أو الخارجية الجديدة ، وهذا يعني أن الرئاسة مؤجلة وأية محاولة غير مدروسة مصيرها الفشل المحتوم.