اهم الاخبارمحليات

أكثرية “مضمونة” لفرنجية.. هل يطبَّق سيناريو انتخاب رئيس البرلمان رئاسيًا؟!

بمعزل عن الأسباب والخلفيّات الكامنة خلفه، والأهداف الحقيقية التائهة بين “جسّ النبض” و”الحرتقة”، قد يكون الصوت اليتيم “المجهول” الذي حمل اسم رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية في صندوق الاقتراع في آخر جولات الانتخاب الرئاسية، أول إيذان “جدّي” بخوض “البيك” للسباق نحو قصر بعبدا، ولو آثر “التريّث” في إعلان ترشحه رسميًا، بانتظار ظروف يقول العارفون إنّها “لم تنضج” عمليًا بعد.

ثمّة من يقول إنّ ما بعد هذه الجلسة، التي طُرِح فيها اسم فرنجية علنًا للمرة الأولى، ليس كما بعدها، لجهة الحديث “صراحة” عن ترشيح الرجل المصنَّف في الكثير من الأوساط السياسية على أنّه من “الأوفر حظًا” للحصول على لقب “الفخامة”، ولعلّ “فورة الغضب” التي تجلّت في التسريبات التي أعقبت الجلسة، ونُسِبت إلى رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل، خير دليل على المنحى “الجدّي” الذي يبدو أنّ الأمور أخذته.

ومع أنّ المحسوبين على فرنجية يرفضون الخوض في ترشيحه الآن، تمامًا كما يفضّل “حزب الله” تأجيل إعلان تبنّيه من عدمه، بانتظار ظروف يعمل على بلورتها ربما، فإنّ هناك من يكاد يجزم بأنّ فرنجية يمكن أن يُنتخَب رئيسًا، بأكثرية الـ65 صوتًا التي أفضت إلى انتخاب الرئيس نبيه بري رئيسًا لمجلس النواب، فما مدى دقّة هذا الأمر؟ وهل مثل هذا “السيناريو” وارد، إذا ما أصرّ “التيار الوطني الحر” على موقفه الرافض لترشيحه؟

الأكثرية مضمونة
يقول العارفون إنّه من حيث الأرقام، فإنّ حصول رئيس تيار “المردة” على الأكثرية المطلقة من أصوات النواب في أيّ جلسة انتخابات رئاسية لن يكون أمرًا عسيرًا، إذ إنّه يضمن بشكل أو بآخر، أصوات النواب الـ65 الذين دعموا انتخاب الرئيس نبيه بري في أولى جلسات البرلمان، طالما أنّه يحظى بدعم الثنائي الشيعي، كما أصبح معروفًا، إضافة إلى معظم القوى الحليفة ضمن ما كان يُعرَف بفريق الثامن من آذار، باستثناء “التيار الوطني الحر”.

وإلى جانب هؤلاء، يقول العارفون إنّ فرنجية قادر على الحصول على دعم العديد من القوى “الوسطية”، خصوصًا بعدما تبيّن أنّ “لا فيتو” سعوديًا عليه، وهو ما تثبّت أساسًا في مشاركة رئيس تيار “المردة” في منتدى الطائف الذي نظّمته السفارة السعودية أخيرًا، كما أنّه قادر على “اختراق” المعارضة، من خلال “مَونة” الرئيس نبيه بري على “صديقه” رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، القادر على منحه أصوات “اللقاء الديمقراطي”.

أكثر من ذلك، ثمة من يقول إنّ فرنجية قادر على الحصول على دعم العديد من النواب المستقلين، ولا سيما السنّة منهم، خصوصًا بعد الموقف الصريح الذي أطلقه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حين تمنّى وصول فرنجية إلى قصر بعبدا، من دون أن يشكّل النصاب عائقًا فعليًا أمامه، إذا ما “انسجم” سائر المعارضون مع وعودهم، والتزموا بحضور جلسات انتخاب الرئيس، بمعزل عن النتيجة، وهو الموقف الذي أكده رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مثلاً.

سيناريو “مؤجَّل”
هكذا إذًا، بلغة الأرقام، تبدو “الأفضلية” لفرنجية بين مرشحي الرئاسة محسومة، إلا أنّ سيناريو انتخابه بهذا الشكل قد لا يكون واردًا في الوقت الحالي لأكثر من سبب، من بينها أنّ رئيس تيار “المردة” نفسه لا يرغب في تصوير نفسه وكأنّه رئيس “تحدّ”، وهو يسعى بعلاقاته الودية مع الجميع وانفتاحه على الخصوم قبل الحلفاء، أن يضمن الحصول على أكثرية “مريحة” تسمح له بحكم سَلِس ومَرِن، وليس أن يفوز “على المنخار”، إن جاز التعبير.

وإذا كان الوزير باسيل رفع السقف الأسبوع الماضي بكلامه “الرئاسي”، حين حسم أنّ أحدًا لا يمكنه “تجاوز” فريقه في الاستحقاق الرئاسي، مستفيدًا ربما من رفض “القوات اللبنانية” دعم فرنجية، فإنّ ثمّة من يعتقد أن “حزب الله” المعنيّ بالكلام “الباسيلي” قبل غيره، رغم تأييده شبه المُعلَن لفرنجية، لن يتحمّس لأيّ خطوة “أحادية” من هذا النوع الآن، وهو لا يزال يراهن على “اقتناع” باسيل بالسير بخيار فرنجية بوصفه “الأفضل”، عاجلاً أم آجلاً.

إلى كلّ ما تقدّم، ثمّة من يعتقد أنّ فرنجية بقدر ما يرغب في تقديم نموذج رئاسي أبعد ما يكون عن الطائفية، لن يقبل بأن يصوّر على أنّه “رئيس مسيحي مُنتخَب بأصوات المسلمين”، وهي “ثابتة” بدأ بعض المحازبين “العونيّين” بإعداد العدّة لها وفق بعض الأوساط، حتى إنّ بعض الإعلام “العونيّ” بدأ يروّج لمثل هذه “النظرية”، موحيًا بأنّها تضرب “الحيثية المسيحية” التي يتمتّع بها الرئيس اللبناني، دون غيره من الرؤساء في المنطقة بأسرها.

في الأرقام، تبدو الأكثرية “مضمونة” لفرنجية، وفق “سيناريو” انتخاب الرئيس نبيه بري نفسه، وفي جلسة لن يكون صعبًا تأمين نصابها، ولو أنّ بعض المعارضين قد لا يمانعون بالردّ على “حزب الله” بسلاحه “التعطيلي”. لكن، في العمق، يبقى هذا السيناريو “مؤجَّلاً” في أحسن الأحوال، أو بالأحرى “معلَّقًا”، بانتظار “توافق” يصرّ عليه فرنجية قبل غيره، ولو أنّ مقوّماته لا تبدو متوافرة بعد، أقلّه حتى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى