الجمهورية ضعيفة بسبب قوة حزب الله ومعادلة وجوده لمساعدتها تمنع الحل!
جاء في “المركزية”:
منذ بدء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل اكتفى “حزب الله” بترك عملية التفاوض لحليفه الأقرب في “الثنائي الشيعي” رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وكان يطلع منه على أدق التفاصيل التي تتخللها، فضلاً عن تلقيه تقارير عنها من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يعتبره الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأنه “موثوق وصلب”.
ومع وصول سفينة التنقيب عن النفط “إنرجين باور” الى حقل “كاريش” الاسرائيلي، قرّر حزب الله الخروج عن صمته ليعلن في 9 حزيران على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله أن الحفاظ على حقوق لبنان بثروته البحرية “مهمة توازي بأهميتها مهمة تحرير الأرض”، محذراً “العدو والمتعاونين معه من شركات أجنبية من مخاطر تجاوز حقوق لبنان أو الاعتداء عليها”، وواصفا استخراج النفط من حقل كاريش المتنازع عليه بأنه “عدوان”، لأنه “حقل واحد مشترك” بين لبنان وإسرائيل. كما أكّد أن “المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولة نهب الثروة الوطنية وكل الخيارات مفتوحة” كما حذر “أصحاب وإدارة السفينة اليونانية” من أنهم “شركاء في العدوان”، داعياِ إياهم بوضوح إلى الانسحاب.
وفي 2 تموز، أعلنت إسرائيل اعتراضها ثلاث طائرات مسيّرة أطلقها حزب الله فوق منطقة حقل كاريش المتنازع عليها، والتي بدأت إسرائيل بالعمل فيها بالرغم من ذلك، تحت ما بدا أنه مظلة حماية أمنية أوروبية أميركية. وقد أكّد الحزب في بيان إطلاقه تلك الطائرات “غير المسلَّحة” في مهمة “استطلاعية وقد أنجزت مهمتها وأوصلت الرسالة”.
وأعلن نصرالله، في كلمة أخرى، عن معادلة جديدة شبّهها بمعادلة “ما بعد حيفا” التي أعلنها في حرب تموز، وقال: المعادلة الجديدة اليوم هي “كاريش وما بعد كاريش وما بعد بعد كاريش”، ولدينا كل الإحداثيات عن كل الحقول والمنصات على طول البحر في فلسطين المحتلة، فالمعادلة لدي “أكبر بكثير من كاريش مقابل قانا”. وفي حديث لقناة “الميادين” هدد نصر الله بأن في حال بدء استخراج النفط والغاز من كاريش في أيلول “قبل أن يأخذ لبنان حقه، فنحن ذاهبون إلى مشكل”، وأضاف أمين عام حزب الله: “وضعنا هدفا، وذاهبون إليه من دون أي تردد، وكل ما يحقق هذا الهدف سنلجأ إليه”. ورأى نصر الله أن “الدولة اللبنانية عاجزة عن اتخاذ القرار المناسب الذي يحمي لبنان وثرواته، لذلك فإن المقاومة مضطرة إلى اتخاذ القرار”.
في الموازاة، اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان “حزب الله قوة داعمة للدولة لاسترجاع الحقوق بالترسيم والحفر والاستخراج من دون تسويف أو مماطلة”. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف يكون ذلك؟ هل بتجاوز الدولة واخذ دورها لمصلحة اجندة ايران وحمل الدولة على السير وراء طروحات حزب الله ومواقفه؟
رئيس المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان النائب السابق فارس سعيد يؤكد لـ”المركزية” ان “هذا جزء من هندسة حاولوا إقناع اللبنانيين بها، بأن الجمهورية اللبنانية ضعيفة وبأن “حزب الله” أقوى منها وهو وجِد من أجل مساعدتها، بينما الصحيح أن ضًعف الجمهورية اللبنانية هو بسبب قوة “حزب الله”، بمعنى أن هذه المعادلة وضعت اللبنانيين أمام حلّ مستحيل، لا دولة مع “حزب الله” لأن الحزب أقوى من الدولة، ولا دولة بدون “حزب الله” لأن الأخير لا يسمح بانهيارها بشكل كامل وهو يستخدمها وليس العكس”.
ويضيف: “منذ زمن ليس ببعيد نجحت الدولة عام 2006 بإصدار القرار 1701، لكن آنذاك، كان هناك فريق سياسي في بلد يدعم فعلاً فكرة الدولة ويتحدث بالعبور الى الدولة، اليوم مع انهيار هذا الفريق أصبحت هذه الدولة من دون شراكة وطنية، وأصبحت فريسة في يد “حزب الله” حتى تحوّلت الى كيس رمل يختبئ خلفها “الحزب”.
تطالبون برفع الاحتلال الايراني عن لبنان، ولكن كيف السبيل الى ذلك؟ يجيب: “الإنجازات الوطنية الكبرى لا تؤدي الى نتائج فورية إلا إذا اجتمع حولها جميع اللبنانيين، اذا بقي فريق أقلوي في هذا البلد يطالب برفع الاحتلال ولم يجتمع الجميع حول هذا العنوان، فلا إمكانية للوصول الى شيء، إنما ما نقوم به هو أقل من واجبنا الوطني، ونسعى ونعمل من أجل انتقال هذا العنوان من عنوان محلّي تحمله جماعة من اللبنانيين الى عنوان يحمله الجميع”.