هل ينتظر البابا عهداً جديداً لزيارة لبنان؟
جاء في “المركزية”:
كلّما تأزم الوضع السياسي في لبنان، الذي لم يعرف في الآونة الاخيرة الا الاوضاع المتأزمة، يكثر الحديث عن مبادرات فاتيكانية انقاذية. لكن للمفارقة، فإن هذه المعلومات تروَّج من قبل الاعلام الممانع وتشير الى ان الكرسي الرسولي لا يمانع تعديلات على الصيغة اللبنانية، والى انه يعارض طروحات بكركي الحيادية، وانه يعتبر ان مسايرة حزب الله والدويلة، قد تكون افضل من المطالبة بتوحيد السلاح في يد القوى الشرعية اللبنانية وبتنفيذ القرارات الدولية ومنها الـ1559 والـ1701، وذلك لتفادي اي صدام مع الحزب.
لكن، في كل مرة، يثبت زيف هذه الادعاءات، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”. في الساعات الماضية، قال السفير البابوي في لبنان جوزيف سبيتيري “إن الفاتيكان ما زال يراهن على رسالة لبنان التعددية كواحة لحوار الاديان” واضاف “أنا متفائل أن اللبنانيين يستطيعون بإمكاناتهم الفكرية إبتكار صيغة جديدة تنقذ نظامهم التعددي المميز”. وتابع “اما بالنسبة إلى الشأن اللبناني الداخلي، فإن لا شيء يمنع الدولة التي أنجزت الانتخابات النيابية الأخيرة بنجاح، من إتمام الانتخابات الرئاسية بحسب الاصول الدستورية”. عن مصير زيارة البابا فرنسيس إلى لبنان، قال “إن زيارة الحبر الاعظم إلى لبنان ما زالت واردة. وانها ما زالت على أجندة قداسته. وسيعلن عن موعدها، عندما ترى دوائر الفاتيكان أن هذه الزيارة مفيدة للبنان”. وعن دعم الفاتيكان للبنان في المحافل الدولية، قال “بالنسبة إلى هذا الموضوع أؤكد أن الكرسي الرسولي هو على تواصل دائم مع كل الدول المعنية بالازمة اللبنانية”. عن طرح موضوع الحياد وموقف الفاتيكان منه، أجاب سبيتيري “بالنسبة إلى الحياد الناشط الذي طرحه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، فإنه على طاولة البحث مع الدول المعنية، وقد تتغير التسمية، لكن النتيجة واحدة”. وردا على سؤال حول ما اعلنه وزير خارجية الفاتيكان المطران بول غالاغر لدى زيارته إلى لبنان عن مؤتمر وطني لبناني برعاية الكرسي الرسولي، أجاب سبيتيري “إن ذلك متاح على أن يأتي طلب انعقاده من الافرقاء اللبنانيين”.
وفق المصادر، ما قاله سبيتيري يؤكد ان الثوابت الفاتيكانية تجاه الوضع اللبناني على حالها وانها لم تتغير. فـ”إبتكار صيغة جديدة”، هو لـ”إنقاذ النظام التعددي المميز”، لا لنسف الطائف او تغييره، كما قال سبيتيري نفسه. واذ تلفت الى ان تمسّكه باجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها هو لقطع الطريق على اي فراغات او مؤتمرات قد ينتج عنها تلاعب بالمناصفة والصيغة، تعتبر المصادر ان موقفه من حياد لبنان يعكس بوضوح عدم رفض الفاتيكان لهذه الفكرة بل على العكس اذ قال “إنه على طاولة البحث مع الدول المعنية، وقد تتغير التسمية، لكن النتيجة واحدة”.
ويبقى ان عدم زيارة الحبر الاعظم لبنان بعد، عقب تأجيل زيارته الى بيروت لاصابته في ركبته، علما انه زار دولا اخرى بعد هذه الاصابة، وآخرها كندا حيث تنقل فيها على كرسي متحرّك.. هذا الإحجام يدل على انه غير راضٍ عن اداء المنظومة وعن الافكار التي يطرحها إعلامُها، وانه ينتظر عهدا جديدا للحضور الى بيروت.. فهل يبدأ هذا العهد بعد الانتخابات الرئاسية؟