اهم الاخبارمحليات

نصرالله كرّس سقوط الدولة وضبَط الترسيم على توقيت ايران

علّق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على بيان السراي الذي دان اطلاق المسيّرات نحو كاريش والذي صدر عقب اجتماع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، مؤكداً “أننا لم نتفق مع أحد ولم نقل لأحد إننا لن نقدم على خطوة وننتظر المفاوضات. نحن خلف الدولة في الترسيم، لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي ولم ولن نلتزم مع أحد، ومن حقنا اتخاذ أي خطوة في الوقت والحجم المناسب للضغط على العدو لمصلحة لبنان”.

بكل بساطة ووضوح اذا، أعلن نصرالله في كلمته امس في ذكرى حرب تموز 2006، اختزاله قرار الحرب والسلم، مكرّسا سقوط الدولة وسيادتها في يد “الحزب”، في شكل نهائي. فبعد هذا الكلام، لم يعد الحديث عن وجود “دولة” في لبنان واقعيّا، اذ ماذا بقي منها، بعد ان صادَر حزبٌ مسلّح، أهمّ قرار وأكبره في البلاد، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.

هذه زبدة خطاب نصرالله، في رأيها. اما حديثه في موضوع الترسيم الحدودي ونبرتُه غير المسبوقة في هذا الملف وقرعُه طبول الحرب عاليا، فمن متفرّعات “فوقيّته” وهي تعكس بطبيعة الحال، الموقف الايراني من الترسيم.

بحسب المصادر، فإن تفضيل نصرالله الذهاب الى الحرب في حال لم يتم التوصل الى اتفاق مع تل ابيب قبل ايلول، وتقليلَه من حظوظ التوصل الى هذا الاتفاق، يؤكدان ان طهران قررت الامساك بورقة الترسيم. ففي حال، اشتد الطوق اكثر حول عنقها في قابل الايام، خاصة في اعقاب زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن لتل ابيب فالرياض، فإنها تلوّح، عبر الحزب، لاسرائيل ومِن ورائها لواشنطن، بأنها ستشعل المنطقة وستمنع تل ابيب من التنقيب عن النفط والغاز.

هذه هي الرسالة الايرانية التي تولّى نصرالله امس نقلها الى مَن يعنيهم الامر في الاقليم والعالم. غير انه في الوقت نفسه، نقلها الى لبنان – الدولة. الاخيرة كانت ولا تزال، تنتظر عودة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت، على وقع معطيات عن ايجابية في الرد الاسرائيلي على الطرح اللبناني الذي كان حمله الى تل ابيب في الاسابيع الماضية، وعن اجواء تعزز انبعاث المفاوضات اللبنانية – الاسرائيلية برعاية اممية في الناقورة. فكيف ستتلقّف خطاب نصرالله اليوم؟ وهل قضى الرجل بكلامه امس، على حظوظ التشاور، نهائيا، وقَطَع عليها طريق العودة الى الناقورة؟ ام انها ستستفيد من المهلة التي حددها لها ولتل ابيب وتنتهي في ايلول المقبل، لمحاولة فعل شيء ما، عبر الوسائل الدبلوماسية؟ فاذا كانت مصلحة ايران في ذلك الحين، تسمح باتفاق، كان به، وإلّا سيقت ومعها الشعب اللبناني الى الحرب التي لوّح بها نصرالله؟! فلنتظر ونر، تحتم المصادر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى