ما مصير اللبنانيين بعد 4 أشهر؟
كتب انطوان الفتى في “أخبار اليوم”:
بالدّقائق، والأيام، والأسابيع، يحتسب اللبنانيون المدّة الزمنيّة القليلة الباقية، من زمن الحُكم الحالي، كموعد لنهاية زمن الحصار والعقوبات، بعد زوال مرحلة حكم عُوقِبَ لبنان خلالها، تماماً كما لو كان شركة خاصّة، فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على مؤسِّسها.
عقوبات
ولكن لا أمل بنهضة حقيقية، إلا إذا وصل الى الحُكم بعد أشهر، فريق حُكم غير خاضع لأي عقوبة، ولا هو “مشروع عقوبات”. وبغير ذلك، حصار سيتجدّد على مدى ستّ سنوات جديدة، والعبرة تبقى في القدرة على التحمُّل، لمن يجد الى التحمُّل سبيلاً.
لماذا؟
رأى النائب السابق فارس سعيد أن “حزب الله يقوم بعمله. فهو يحتجز البلد، ويحوّله الى أكياس رمل، ويحاول أن يحسّن ظروف المفاوضات الإيرانية مع الولايات المتحدة الأميركية، من خلالنا”.
وشدّد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” على أن “لا أحد يقف بوجه “الحزب” في لبنان، في الوقت الراهن. وهذا “اللا أحد”، يمكّنه من البقاء في سياسته نفسها. فكلّ القوى السياسية التي تحدّثت عن سلاح “حزب الله” قبل الانتخابات النيابية، دخلت الى مجلس النواب، وأُصيبَت بالخَرَس، والعمى، والطَّرَش، بعد انتهاء زمن الانتخابات. لماذا؟”.
ليس صعباً
وأشار سعيد الى “أننا نفهم أن “الحزب” يعمل لمصلحة إيران. ولكن من يعمل لمصلحة لبنان، في لبنان؟ الجواب هو، لا أحد. ومن المُعيب فعلاً أن يقول البعض إنه مع انهيار الوضعية السياسية للسُنَّة، ما عاد يوجد من يدافع عن البلد. فهنا نسأل، أين هم الموارنة، الذين لطالما أكدوا أنهم لا يساومون على الدفاع عن سيادة واستقلال لبنان؟ المعركة اليوم هي معركة سيادة، واستقلال، فأين هم (الموارنة)؟ ولماذا يحصر معظمهم اهتماماته برئاسة الجمهورية فقط؟”.
وأضاف: “لا مفاوضات أميركية – إيرانية قادرة على أن تكون مُنتِجَة، في الوقت الراهن. ولا تفاهم مُمكِناً بين الطرفَيْن قبل “الانتخابات النّصفية” في الولايات المتحدة الأميركية، في تشرين الثاني القادم. ولكن في هذا الوقت الضّائع، لا أحد يقوم بمجهود حقيقي في لبنان، ليقف بوجه سياسات “حزب الله” فيه”.
وختم: “استقلال لبنان هو مسؤولية وطنية، لا مارونيّة فقط، ولا شكّ في ذلك. ولكن مع انهيار الوضعية السياسية للسُنّة، وتراجُع الخطاب السياسي السيادي لدى القيادة الدرزية، الى حدود الحرص على عَدَم التصادُم مع أحد، وانكفاء الموارنة الى حدود اختزال السياسة باستحقاق رئاسة الجمهورية، نجد أن طريق “حزب الله” لإيصال من يريد هو الى رئاسة الجمهورية، لن يكون صعباً أبداً”.