اغتيال العقيد خدايي: صفعة اميركية – اسرائيلية لطهران.. ورسالة!
صفعة جديدة تلقتها الجمهورية الاسلامية الايرانية، على صعيد أمنها، في عقر دارها، في الساعات الماضية. فقد أعلنت الاحد مقتلَ حسن صياد خدايي المسؤول العسكري الرفيع برصاص مجهولين في طهران. خدايي (مواليد عام 1972) وهو من سكان مدينة “ميانه” التابعة لمحافظة أذربيجان الشرقية الواقعة شمال غرب إيران، والذي انخرط في صفوف الحرس الثوري الإيراني وهو في الـ15 من العمر، اغتيل بهجوم مسلح نفذه شخصان يستقلان دراجة نارية عندما كان يركب سيارته الشخصية من طراز “برايد” أمام منزله شرق العاصمة طهران.
الرجل المستهدف يُعتبر من النخبويين في الحرس الثوري، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، وقد لعب دورا كبيرا في تطوير ترسانة طهران العسكرية من جهة وفي توسّع ايران عكسريا في المنطقة، من جهة ثانية، ما يعني ان خسارته تُعتبر ضربة كبيرة للجمهورية الاسلامية. فقد ذكرت قناة “قدس” التابعة لفيلق القدس الإيراني ان “العقيد خدايي كان عاد للتو وقبل أيام من مهمته في سوريا”، فيما ذكر موقع “دفاع برس” التابع لوزارة الدفاع الإيرانية، ان “العقيد كان يتولى منصب معاون مدير قسم البحث والتطوير التكنولوجي في هيئة الصناعات الدفاعية التابعة لوزارة الدفاع”. اما موقع “نسيم” التابعة لجهاز الاستخبارات للحرس الثوري، إن العقيد “خدايي” الذي اغتيل في شرق طهران كان مسؤولاً عن نقل تقنية صناعة الصواريخ إلى حزب الله اللبناني، كما تولى نقل الأسلحة إلى سوريا ولبنان وتزويد الجماعات الفلسطينية بالأسلحة”. وأضاف الموقع إنه “كان أحد مساعدي قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني الذي تم اغتياله في العراق بطائرة أميركية مسيرة مطلع عام 2020”. ووفق موقع “جاده إيران” المقرب من النظام الإيراني، فإن” خدايي لعب دورًا بارزًا في الصناعات العسكرية، لا سيما المتعلقة بالطائرات المسيرة”.
العمليات الامنية التي تستهدف معامل نووية او علماء نوويين او حتى قادة عسكريين، يساهمون في تطوير الجمهورية الاسلامية نوويا وعسكريا، ليست جديدة على ايران، بل ارتفعت وتيرتها في شكل ملحوظ في السنوات الاخيرة، وهي غالبا ما تحمل بصمات الموساد الاسرائيلي، وفق المصادر.
على الارجح، تصفية خدايي حصلت على يد تل ابيب ايضا، خاصة وان وسائل إعلام إيرانية نقلت عن الصحف الإسرائيلية قولها إن “العقيد كان مسؤولاً عن التخطيط لهجمات إرهابية واختطاف إسرائيليين”، وقد ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية ان “اغتيال ضابط الحرس الثوري لا علاقة له ببرنامج إيران النووي، ويبدو أن هذا الاغتيال مرتبط بوجود إيران في سوريا ورسالة مباشرة من إسرائيل إلى إيران”..
لكن ما يجدر التوقف عنده هو ان هذا الاغتيال يؤكد ان رغم المحادثات الاميركية – الايرانية في فيينا والتي توقّفت عجلاتها منذ اشهر، لا تزال واشنطن تعطي تل ابيب ضوءا اخضر للمضي قدما في تنفيذ اي عمليات تراها ضرورية لحماية امنها القومي، وتغطّي ضرباتها في سوريا من جهة، وفي قلب طهران من جهة اخرى، لتقويض ايران ونفوذها العسكري والنووي في المنطقة. وفي رأي المصادر، اذا استمر تصلّب ايران في العاصمة النمساوية، فإن الولايات المتحدة ستنسحب من فيينا وسيكون البديل ضربات اكبر ومؤلمة اكثر للجمهورية الاسلامية، فهل تفهم الاخيرة رسالة اغتيال خدايي جيدا؟