هل هدّد حزب الله بقطع المساعدات عن جمهوره إذا عصا؟
فاتن علّام – المفكرة القانونية
قبل الاستحقاق الانتخابي، وفي إطار توثيق السلوكيات الانتخابية لأحزاب السلطة من رشى وترهيب وترغيب لاجتذاب الناخبين، اطّلعت المفكرة القانونية على رسالة صوتية منسوبة لأحد الموظفين في جمعية الإمداد الخيرية التابعة لحزب الله، يهدّد فيها بقطع المساعدات عن العائلات المستفيدة من خدماتها بمن فيهم اليتيم في حال لم يصوتوا للائحة الأمل والوفاء أو امتنعوا عن التصويت، وقد انتشرت الرسالة بكثافة في بعلبك الهرمل ومناطق لبنانية أخرى، ما استدعى مناقشتها والبحث في مفاعيلها على الكتلة الناخبة، مع حفظ حق جمعية الإمداد بالرد حيث اعتبرت الرسالة “اجتهاداً شخصياً”، إضافة إلى قراءة في تقديمات الحزب قدر المستطاع. (المحررة)
حاول حزب الله وقادته مراراً نفي وجود تململ بين مؤيديه وحتى بعض المنظَمين في صفوفه، بعدما آلت إليه أحوال لبنان وسكّانه. وكان هذا التململ واضحاً في الأيام الأولى للانتفاضة حين نزل بعض من جمهوره إلى الشارع قبل أن يتمّ احتواؤه سريعاً بخطابات متلاحقة من الأمين العام حسن نصر الله. لكنّ ما يتحدث به أفراد البيئة الشيعية في الجلسات الخاصة لا يدلّ أبداً على اطمئنان يشعر به أو يحاول القادة نشره في هذه البيئة او في غيرها. حتى أن بعض التغيير في أساليب كان يعتمدها حزب الله ولو كان بسيطاً، إنّما يدلّ على مستوى من القلق يساورهم، كأنْ يأتي شبّان يافعون ليطرقوا أبواب المنازل للسؤال عن صِبية بأعمار محدّدة بهدف ضمّهم إلى كشافة المهدي. فهذا ليس أمراً مألوفاً إذ أنّ الأهالي كانوا يرسلون أبناءهم بأنفسهم للدخول في صفوف الكشافة. وكأن يحدّثك عنصرٌ من عناصر الحزب المتفرّغين أو رابط من روابط المناطق قائلاً بأنّه لا يخفي انزعاجه وبأنّه شعر بالاستفزاز عندما علم بإعادة ترشيح الأشخاص أنفسهم للانتخابات النيابية، “ولكن لا حول لنا ولا قوة فهذه أوامر القيادة”. ثم يبرز هذا القلق من مضمون تسجيل صوتي لأحد موظفي جمعية الإمداد الخيرية الإسلامية في الهرمل، انتشر بكثرة بين الناس وكان موجّهاً إلى روابط القطاع الشمالي أو ما يسمّى بالقطاع السابع نسبةً إلى جمعية الامداد، ومخصّصاً لموضوع الانتخابات، باعتبار أنّ العوائل المستفيدة من الجمعية ملزمة بانتخاب مرشحي حزب الله. ودعا الموظّف إلى تذكير المستفيدين بهذا الالتزام، وفي حال الامتناع عن التصويت للحزب أو حتى عدم المشاركة في الانتخاب فسيتم تبليغهم بتوقّف المساعدات وبأنّ هذا القرار صادر عن الإدارة العامة لضرورة التصويت لنهج المقاومة، وبأنّ هذا القرار سيعمّم على الهيئات النسائية أيضاً. وأكّد الموظف على ضرورة تنسيب الفئات العمرية الصغيرة ضمن كشافة المهدي والفئات العمرية الأكبر ضمن التعبئة العامة لكي يصبح جميع الأفراد على ارتباط بحزب الله، أمّا من لا يرغب في هذا الارتباط فستقطع عنه المساعدات. والمفارقة أنّ هذا ينسحب أيضاً على كفالة اليتيم، عازياً السبب إلى ما وصفه “الموقف يلي نحنا فيه والوقت يلي وصلناله ما بقا فيها لعب القصة يعني”، في إشارة على ما يبدو إلى خطورة ما على الوضع الانتخابي للحزب. وهذا نص ما ورد حرفيا في هذا التسجيل:
“السلام عليكم، كيفك كيف صحتك شو اخبارك، هلق هيدا الفويس طبعاً عم نبعتو لروابط القطاع، قطاع الشمالي، عنا منسميه السابع نسبة للإمداد بس بكل الأحوال هيدا الفويس مخصّص لموضوع الانتخابات، نحنا بالنسبة لعوائلنا الكرام طبعاً انتو كروابط يعني بتعرفوهم كلّهم سوا وأسمائهم عندكن يعني ضمن اللوائح وبتعرفوهم كأفراد. نحنا متل ما بتعرفو مقبلين عموضوع الانتخابات، موضوع الانتخابات نحنا ملزمين عوائلنا بانتخاب حزب الله، يعني هيدا الشي مش مخباينه علناً عراس السطح يعني حتى بالعوائل يلي بتعرفوه ما بده ينتخب أو عنده انحياز لأي مطرح تاني انتو بطريقتكن بتحكو معهن وإذا ما لقيتو نتيجة نحنا جاهزين لحتى نعملهن زيارة ونحكي معهن وإذا امتنعوا وما بدهن يعني وحتى إذا امتنعوا عن التصويت مش بس إنو ما بدهن يصوتو لحزب الله فإذا امتنعوا عن التصويت كمان نحنا رح نبلّغهن بتوقيف المساعدة مباشرة وهيدا الموضوع في قرار من الإدارة العامّة يعني، لذلك لأ نحنا متل ما هيدي الناس هي ناسنا وعم نتابعها منذ سنوات يعني وهي ملزمة تصوّت لهيدا النهج ولهاي المقاومة. يلّي ما بده يصوت متل ما قلتلكن إنتو بتعرفوهن أكتر ناس يعني كلّ رابط من الروابط بيعرف شعبته وبيعرف مين رح ينتخب حزب الله ومين مش رح ينتخب، هلق هيدا الموضوع عندكن انتو من هلق لتجي الانتخابات، أي شي بتلاقوه بتعطونا خبر، حتى نحنا على سبيل الأفراد يعني انتو كروابط شعب بتعرفو بموضوع التنسيب عسبيل الأفراد، هلق النسوان عند النسوان بالهيئات منحكي مع الهيئات وبالنسبة للشباب كانت فئات الأعمار الزغيرة يلّي هي مع الكشاف المفروض ينسّبوهن ما يضل حدا مش منسّب مع الكشاف ولكان على صعيد التعبئة لازم الكلّ يتنسب على موضوع التعبئة يعني نحنا هيدي الأفراد لازم كلّها تكون مرتبطة بحزب الله ونفس القصة الما بدّه كمان يفوت بحزب الله هو حرّ، ساعتها بتتوقّف مساعدته إذا كان من العوائل أو حتى إذا كان يتيم بدها توقف كفالته لأنو بتعرفو انتو اليوم الموقف يلي نحنا فيه والوقت يلي وصلناله ما بقا فيها لعب القصة يعني. الله يأجركم جميعاً عطول عم نشغلكم معنا ويتقبل أعمالكم يا رب”.
أما رسمياً فقد أوضح مدير جمعية الإمداد الشيخ عباس الهق بأنّ هذا الكلام هو محض اجتهاد شخصي من الموظف الذي صدر عنه التسجيل الصوتي، ولقد تمّ تجميده عن العمل حالياً، مؤكداً بأنّ الجمعية لا تتبنّى هذا الكلام مطلقاً ولم يكن عملها يوماً بهذا الأسلوب.
انطلاقاً من هذا التسجيل سنحاول في ما يلي رسم صورة عن المساعدات التي يقدّمها حزب الله والمؤسسات التابعة له ونطاقاتها في محاولة لفهم تأثيرها على الجمهور وبالتالي تأثير انقطاعها.
مساعدات مستمرّة منذ أواخر الثمانينيّات
يقدّم حزب الله منذ تأسيسه في الثمانينيات عطاءات كثيرة ومتنوّعة، توزّعت بين مساعدات وخدمات اجتماعية مصرّحاً بأنّه يعتمد على التبرعات لتغطية هذه النفقات. وفي عام 1987 أسس الحزب جمعية الإمداد الخيرية (علم وخبر رقم 85/ أد تاريخ 29/03/1988) الإسلامية بعد تدهور الوضع الاقتصادي وسوء حالة اللبنانيين، فأصبحت هي الأساس في التقديمات والتبرعات والكفالات.
وبعد عام 2019 وإثر الوضع المعيشي المزري الذي طال معظم الطبقات الاجتماعية تزامناً مع ظهور وباء كورونا، ظهرت مساعدات عينية جديدة ومبتكرة تناسب هذا الوضع إلى حدٍ ما.
وقدم حزب الله وعبر مؤسسة الإمداد مساعدات لمرضى كورونا والمخالطين وذلك عبر تأمين الحجر الصحي وتأمين وجبات غذائية وأدوية ومعدّات أوكسيجين وغيرها من مستلزمات المصابين بالوباء، ولدى سؤالنا مدير الإمداد الشيخ عباس الهق عن عدد الحالات أو العائلات التي شملتها هذه المساعدات يجيب بأنّ لا إحصاء يشمل عدد المستفيدين. أمّا بالنسبة لعدد العائلات التي تشملها المساعدات الاجتماعية الدائمة فهنالك 1500 عائلة مستفيدة بشكل دائم تتبنّاها المؤسسة، وتتراوح بين مساعدات صحية وتربوية ودوائية وأدوات منزلية وبناء و ترميم وألبسة موسمية (صيفي وشتوي) وكسوة العيد وحصص غذائية (كلّ ثلاثة أشهر) ومازوت…
وبعد “بطاقة النور” التي كانت مخصّصة فقط للمتفرّغين والمتعاقدين في الحزب وموظفي جمعية الامداد، ظهرت “بطاقة السجّاد” التي تمّ توزيعها على كافة فئات البيئة الشيعية، لمن يرغب طبعاً، ثم جرى توزيعها منذ فترة قصيرة ومع اقتراب موعد الانتخابات في بيئات غير شيعية، وهي بطاقة تموينية تسمح لحاملها شراء مواد غذائية وأدوات تنظيف بأسعار مخفّضة من سوبرماركات محدّدة تابعة لحزب الله. كما استقدم الحزب المازوت الإيراني بهدف بيعه بسعر أرخص من تسعيرة الدولة اللبنانية لمن يمتلكون البونات التي تمّ توزيعها في مختلف المناطق حتى أنّ عدداً لا بأس به من الناس من خارج البيئة الشيعية قد حصل عليها. وقام الحزب أيضاً بتوزيع مساعدات مادية عبارة عن مبلغ محدّد من المال خصّص لكلّ عائلة وعلى فترات متباعدة، ومؤخراً تمّ توزيع مبلغ مليوني ليرة خلال شهر رمضان أوضح القيّمون على توزيعه بأنّه تعويض عن برميل مازوت كان يفترض، بحسبهم، أن يوزّعوه في فصل الشتاء، بعد أن قدّموا لكلّ عائلة برميلاً واحداً في الشتاء قبل أن يتوقف التوزيع.
هذا إضافة إلى الوجبات الساخنة وصناديق المواد الغذائية واللحوم التي تم توزيعها ليلاً بعد الافطار.
جمعية جهاد البناء
أسس حزب الله في العام نفسه لتأسيس مؤسسة الإمداد مؤسسة جمعية جهاد البناء الإنمائية (علم وخبر رقم 239/أ.د تاريخ 11/09/1988). وهي جمعية أهلية لا تبغى الربح وهي بحسب قول مديرها في منطقة الهرمل السيد خضر جعفر جمعية غير مناطقية، غير طائفية وغير مذهبية تعمل على كافة الأراضي اللبنانية بدون تمييز وتقدّم خدمات مجانية. ولكن الواقع أنّها محصورة بالمناطق الشيعية. وهي تعمل في بعلبك الهرمل تحت أربعة عناوين:
1- إرشاد زراعي وطب بيطري :
أ. تقديم خدمات إرشادية وتوجيهية واستشارات كاملة.
ب. زيارات لمربّي المواشي بسبب عدم توفّر عدد كاف من الأطبّاء البيطريين في المنطقة (معاينات وعمليات جراحية) إضافة إلى حملات التحصين وتأمين ثمن الأدوية وذلك بالتعاون مع اتحاد البلديات.
ثمّ هناك الصيدلية الزراعية الموجودة ضمن جمعية جهاد البناء وهي تابعة لشركة “فصول” التجارية وهدفها تأمين استقرار الأسعار في المنطقة ووضع حدّ للمحتكرين عبر توحيد الأسعار، إذ كانت الشركات الموزّعة والتجّار يبيعون بأسعار تناسبهم قبل وجود الصيدلية الزراعية الخاصة بالإمداد وبعد تأسيسها اضطرّوا للالتزام بأسعارها وهو ما أدّى إلى توحيد الأسعار.
2- مكافحة التصحّر وحماية البيئة :
تنظيم ندوات حول حماية الغابات وإدارة الحرائق في الجرود كمنطقة السويسة مثلاً. وكحصول الجمعية هذا العام على 90000 شجرة وتوزيعها على كافة المناطق بأسعار رمزية تساوي 3000 ليرة لبنانية للشجرة الواحدة.
3- دعم الجمعيات التعاونية الزراعية :
تقدّم المؤسسة المساعدة في التأسيس لزراعات معيّنة ثمّ التدريب على الصناعات الزراعية وتأمين السوق لها عبر إقامة مشاتل للخضار وإنتاح مئة ألف شتلة لهذا العام بيعت بسعر الكلفة (شتلة البندورة مثلاً بـ 750 ل. ل.) وكذلك إقامة سوق المُزارع لبيع منتوجات المزارعين كل يوم سبت أسبوعياً.
وتقوم الجمعية بتوزيع النصوب على المزارعين وبشكل خاص الزيتون حيث أصبح عدد أشجار الزيتون تقريباً 500000 شجرة في الهرمل بعد أن بدأت الجمعية وقبل حوالي ثلاثين عاماً بتوزيع ما بين خمسة وعشرة آلاف نصبة زيتون سنوياً ممّا أدى إلى إنتاج 5000 طن سنوياً من الزيتون، مما دفعها بالتالي إلى المساعدة في تكوين معاصر حديثة للزيتون وأهمّها معصرة القصر في أطراف الهرمل.
4- التدريب المهني :
نظّمت الجمعية أوّل تدريب على صيانة الهواتف في الهرمل، وتدريب على العمل في تمديدات الكهرباء، كما تجري حالياً تدريباً على تركيب الطاقة الشمسية وصيانتها، والباب مفتوح لكلّ من برغب في ذلك والهدف هو إتاحة فرص عمل جديدة أو تطوير هذه المهن.
وتحصل الجمعية على الهبات لتمويل نشاطاتها من مصادر مختلفة كوزارة الزراعة السورية وجمعيات في لبنان إضافة إلى الدعم الذي تحصل عليه من حزب الله.
مهرجانات زراعية
كما تقيم الجمعية مهرجانات زراعية مختلفة كمهرجان الزيتون الذي تكرّر ثلاث مرات حتى الآن. ويقول السيد خضر جعفر إنّه تمّ تأجيل يوم المشمش بسبب البلبلة التي حصلت منذ فترة في مهرجان يوم اللوز الذي لم يكن القصد منه الدعاية الانتخابية أبداً وإنّما تزامن موسم اللوز بالصدفة مع الفترة الانتخابية ممّا أدّى إلى الكثير من التعليقات حول الموضوع وذلك لكونه تحت رعاية النائب إيهاب حمادة. وتضمّن المهرجان عرض 6 أصناف من أنواع اللوز المزروعة في المنطقة و13 صنفاً جديداً من أنواع اللوز غير المعروفة لدى مزارعي الهرمل والهدف منها تعريف المزارع على أنواع جديدة لتطوير هذه الزراعة حيث أنّ لبنان يدفع ما يساوي 28 مليون دولار سنوياً لاستيراد العديد من أنواع اللوز. وعرضت خلال المهرجان شتولاً لمختلف هذه الأنواع للتعرّف عليها، إضافة إلى عرض حبوب اللوز المختلفة للبيع بأسعار مخفضة وتوزيع 300 علبة صغيرة من حبوب اللوز الأخضر مجاناً على المزارعين.
كما عملت الجمعية على تطوير الثروة السمكية عبر تدريبات بدأت قبل 25 عاماً بمساعدة خبرات أجنبية حتى وصل إنتاج الهرمل إلى 4000 طنّ من الأسماك بعد أن كان يساوي طنّين في الماضي.
بيت اليتيم
من المؤسسات الأخرى التي يعتمد عليها حزب الله في تقدماته المختلفة “بيت اليتيم” في مدينة بعلبك التي تعمل على مساعدة عائلات الأيتام أي الأسر التي فقدت الأب بوسائل عدّة. فمثلاً يوم الأربعاء هو يوم ثابت لتوزيع مبلغ نقدي بسيط إضافة إلى كمية من الخبز تتراوح بين ربطة واحدة أو اثنتين أو ثلاثة أو عبر بونات خبز تصرف من فرن “نصرالله” في بعلبك. وهناك أيضاً مساعدات المواد الغذائية الموسمية التي يتمّ التبليغ عنها عبر مجموعات واتساب، كأن يستقدم بيت اليتيم كمية من الباذنجان والفليفلة ويتمّ توزيعها بهدف صناعة مونة المكدوس، أو مثلاً توزيع كميات من فاكهة المشمش لصناعة المربى، وتوزيع بونات لشراء كيلو من الدجاج أو نصف كيلو من اللحوم. ويتعاون بيت اليتيم أحياناً مع جمعية المبرات الخيرية (مرتين أو ثلاث مرات في العام الواحد) لتوزيع الخمس والزكاة على الأيتام أو في توزيع الفواكه. كما يتعاون مع الهيئات النسائية في حزب الله في البحث عن عوائل الأيتام التي هي في حاجة إلى المساعدة أو للقيام ببعض النشاطات التي عادة تحتاج إلى وجود الأب للقيام بها. كما يقوم بيت اليتيم بتوزيع مغلّفات في الأعياد تحتوي مبلغاً من المال كمساعدة للأيتام.
بعد كل هذه العطاءات وغيرها والمستمرة منذ ثلاثة عقود تقريباً والتي يصرّ قادة الحزب والقيّمون على هذه المؤسسات بأنّ لا أهداف سياسية لها يأتي السؤال، هل تمّ تسريب هذا التسجيل الصوتي عن طريق الخطأ؟ أم هو تسريب مقصود لإيصال رسالة هادفة؟ أم أنّه فعلاً اجتهاد شخصي من أحد العناصر الذين يتلمّسون الخطر؟