الحريري أقفل هاتفه… سان كلو بعد الإنتخابات

ان كل الضغوطات التي مورست على الرئيس سعد الحريري خلال الايام الماضية لتليين موقفه من المقاطعة وترك الحرية لناخبيه لم تثمر مطلقا، واقفل هاتفه، وتواصله محصور مع مسؤولي المستقبل فقط والتأكيد على مواقفه السابقة .
وفي المعلومات أيضا، ان تمسك الحريري بمواقفه يعود الى المعلومات التي توافرت له عن تراجع ألاهتمام الدولي في الانتخابات النيابية وتحديدا من قبل الاميركيين والفرنسيين، وهذا التراجع يتزامن مع طرح فرنسي بدعوة الاقطاب اللبنانيين الى «سان كلو» للتفاوض والوصول الى تصور جامع للحل يأخذ طريقه الى التنفيذ بالتزامن مع تكوين السلطة الجديدة بعد الانتخابات النيابية والرئاسية، مع تفهم فرنسي واضح للهواجس الشيعية، ومنحهم ما يرضيهم في صيغة النظام، بغض النظر عن التسميات «المثالثة «، كما ان الاميركيين غير بعيدين عن الطرح الفرنسي لجهة التواصل مع الحزب الذي صد كل الابواب في وجههم، علما ان الطرح الفرنسي ليس جديدا، وبدأ في عهد جاك شيراك الذي دعا حزب الله الى حكم البلد. وفي المعلومات، ان الفرنسيين ناقشوا مع العديد من القيادات اللبنانية تصوراتهم، واجتماعاتهم مع حزب الله لم تنقطع، والنتائج حجبتها الحرب الروسية الاوكرانية والانشغالات بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، وسيحظى الملف اللبناني بزخم أكبر اذا أعيد انتخاب ماكرون لرئاسة للجمهورية، ولذلك فان لبنان يعيش حاليا مرحلة انتقالية لن «تنقشع» الا بعد وضوح المسارات الكبرى، وهذا يفرض تمرير المرحلة بأقل الخسائر لتجنب الانهيار الشامل جراء الضائقة الاقتصادية والمالية وسلسلة الازمات المفتوحة المتعلقة بمعيشة المواطن الخانقة، الذي يريد أجوبة على كيفية حل مسألة الرغيف والغلاء اليومي ومن المسؤول عن فساد الطحين المستورد بسبب الرطوبة؟ ومن المسؤول عن مشكلة النفايات وغلاء الادوية والخضر والمحروقات والاحتكار وعدم قدرة المواطن على سحب كامل راتبه من المصرف، كلها ملفات عالقة «فالج لا تعالج». وتعزو الحكومة الاسباب الى عدم توافر السيولة وعدم القدرة على فتح الاعتمادات المالية من قبل مصرف لبنان الذي يحاول المعالجة حسب الأولويات والامكانات. فالازمة عميقة والخيارات محدودة والرؤى غير موحدة، فكيف سيصمد البلد؟ وكيف ستجري الاستحقاقات بغض النظر عن النيات وتأكيدات نجيب ميقاتي ؟
المصدر: الديار