إنتخابات زحلة: مفاجآت وتوقعات
عام ٢٠١٨ فازت “القوات اللبنانية” بمقعدين في دائرة زحلة الانتخابية ودخل النائب جورج عقيص عن المقعد الكاثوليكي والنائب سيزار معلوف عن المقعد الارثوذكسي المجلس النيابي، لكن تطورات كثيرة جعلت”القوات اللبنانية” في الانتخابات النيابية المقبلة في زحلة بحلجة الى جهد اكبر بكثير . كان ذلك قبل اسابيع، اذ ان القوات كانت بحاجة الى عدد لا بأس به من الاصوات من اجل ضمان المقعد الاول في حين ان الفوز بالمقعد الثاني كان مستحيلا.
خسرت “القوات” اصوات النائب سيزار معلوف، وسقط استقطاب الاصوات السنّية بالضربة الحريرية القاضية حتى باتت المعركة الاساسية تنحصر بالفوز بالمقعد النيابي الاول في الدائرة. كل ذلك تغير بعد ان قرر الرئيس فؤاد السنيورة كسر الحصار السنّي على “القوات” ودعم المرشح بلال الحشيمي الذي تحالف مع “القوات”.
يتعرض الحشيمي في زحلة لحملة عنيفة من داخل بيئته السنّية بسبب تحالفه مع “القوات”، لكنه، وفي اسوأ الاحوال يستطيع تأمين الاصوات التي تحتاجها “القوات” للفوز بالمقعد الاول في حين تزداد فرصه بالفوز بمقعده صعوبة نظرا لفقدان قدرته على استقطاب الصوت السنّي.
الحاصل الاول لن يكون نهاية المطاف ل”القوات” في زحلة، اذ ان دائرة المفاجآت عامي ٢٠٠٩ و٢٠١٨، قد تكرس هويتها هذا العام، خصوصا ان تعثر عدد كبير من اللوائح في الدائرة سيؤدي الى توزع كافة مقاعدها على اللوائح المتأهلة الى المرحلة الثانية من اقتسام الاصوات واحتساب الكسور. هكذا قد تكون “القوات” امام فرصة تعويض التعثر الذي يحكى عنه في بعلبك الهرمل وعكار.
ثلاث لوائح مؤهلة، بحسب ارقام الانتخابات النيابية السابقة، للوصول الى الحاصل الانتخابي، لائحة قوى الثامن من اذار المتحالفة مع التيار الوطني الحر والتي تتفاوض مع الطاشناق، اللائحة الثانية لائحة القوات اللبنانية المتحالفة مع مرشح الرئيس فؤاد السنيورة، واللائحة الثالثة هي لائحة النائب ميشال ضاهر .
ستحصل لائحة الثامن من اذار على مقعدين نيابيين، الاول هو المقعد الشيعي والثاني هو المقعد الماروني الذي سيكون من حصة التيار الوطني الحر، لكن نقطة ضعف هذه الدائرة انها لم تستطع ان تضم اي شخصية كاثوليكية وازنة وهذا امر غير محمود في زحلة عاصمة الكثلكة، وهذا ما اضاع على حزب الله ايضا فرصة خوض معركة سياسية حقيقية من اجل اسقاط مرشح القوات الكاثوليكي في الدائرة.
اما لائحة الضاهر فلا تزال قريبة من الحاصل الاول بالرغم من الخلاف الحاصل مع حزب الكتائب والذي قد يؤدي الى انكفاء الكتائب عن التصويت ما قد يضيّع اللائحة نحو ٢٠٠٠ صوت. لكن قدرة ضاهر التنظيمية وقدرة ماكينته الانتخابية وتمكنه بحسب الانتخابات السابقة، من اجتذاب الصوت السني بنسب معقولة، أبقته في مقدمة حلبة المنافسة.
لا تزال حتى اللحظة لائحة رئيس الكتلة الشعبية ميريام سكاف غير قادرة على الوصول الى الحاصل الانتخابي وكذلك لوائح المجتمع المدني التي يشكل احداها عيد عازار والذي عاد للتواصل مع سكاف في محاولة لتوحيد جهودهما الانتخابية وتحسين ظروفهما وفي ظل محدودية خيارتهما التحالفية.
هذا الواقع سيعني ان اللوائح التي ستفوز بالحاصل الاول ستكون ثلاثة لوائح ما يؤهلها للمنافسة، وبحسب الكسور، على مقاعد اضافية في المرحلة الثانية، فتستفيد كل لائحة على الارجح بمقعد اضافي، لكن “جائزة” القوات اللبنانية الكبرى ستكون، في حال انفردت هي ولائحة ٨ اذار بالوصول الى الحاصل ولم تتمكن لائحة الضاهر من بلوغ العتبة الانتخابية، كما يروّج بعض خصومه، عندها ستتقاسم “القوات” مقاعد زحلة مع لائحة تحالف الثامن من اذار والتيار الوطني الحر.
لبنان 24