عقتنيت تحت المجهر: بلدة القائد أمام استحقاق بلدي مفصلي

عقتنيت تحت المجهر: بلدة القائد أمام استحقاق بلدي مفصلي
في قلب الجنوب اللبناني، وتحديدًا في بلدة عقتنيت التابعة لقضاء الزهراني، تتجه الأنظار هذا العام نحو استحقاق بلدي يُعد من الأكثر رمزية ودلالة على مستوى الجنوب، وربما لبنان كله.
السبب؟ هذه البلدة ليست كباقي البلدات، فهي مسقط رأس رجل استثنائي هو القائد “العماد رودولف هيكل”، أحد وجوه الانضباط، الأخلاق، والولاء للمؤسسة العسكرية، الذي ما فتئ يحمل همّ بلدته في قلبه كما يحمل شرف البزّة العسكرية على كتفيه.
عقتنيت ليست فقط بلدة القائد، بل هي بلدة ذات أهمية تاريخية، ورد ذكرها في كتابات الرحّالة الفرنسي فيكتور غيران عام 1875، الذي أشار إلى أن البلدة كانت تضم حوالي 400 نسمة من الموارنة آنذاك، ولاحظ وجود كنيسة حديثة البناء على اسم مار جرجس، إلى جانب بقايا حصن أثري وخزان ماء قديم قرب نبع يُعرف بـ”عين عقتنيت”.
اليوم، يبلغ عدد الناخبين المسجلين في عقتنيت حوالي 950 ناخبًا، بينهم 12 ناخبًا شيعيًا، فيما تُشكّل الطائفة المارونية الكاثوليكية الغالبية الساحقة بنسبة تقارب 86% من مجموع الناخبين.
ويُذكر أن أول مجلس بلدي تم انتخابه في البلدة كان عام 2010، برئاسة راجي هيكل، الذي جُدّدت له الثقة في دورة 2016.
وما يُميّز عقتنيت في هذا الاستحقاق، أن التنافس البلدي محصور بين العائلات فقط ، ولا مكان للأحزاب السياسية في هذا المشهد، مما يمنح العملية الانتخابية طابعًا أهليًا صرفًا يُعلي من شأن الانتماء المحلي والمسؤولية المباشرة.
ومع ذلك الانتخابات البلدية في عقتنيت خرجت من إطارها المحلي الضيّق، وتحولت إلى مشهد وطني بامتياز.
فالمنافسة هنا ليست مجرد لوائح وأصوات، بل هي اختبار علني لوعي الناس، ولقدرتهم على الاختيار بين من يُجيد رفع الشعارات، ومن يُتقن العمل لأجل الناس، تمامًا كما فعل ويفعل رودولف هيكل في كل محطة ومحفل.
في زمن الزبائنية، تتقدم عقتنيت كموقع رمزي لاختبار صورة الدولة وهيبتها.
وفي ظل المحاصصة، تبرز فرصة نادرة لتكون هذه البلدة نموذجًا يُحتذى به.
الرهان كبير، والتحدي أكبر…
وكل التوقعات تشير إلى أن عقتنيت، بلدة القائد، ستكتب فصلاً مشرقًا من فصول الإدارة المحلية.
فهنا لا مجال للصفقات، بل للمسؤولية.
وهنا لا مكان للمحسوبيات، بل للجدارة.
هنا تُصنع النماذج… وهنا يُكتب مشهد بلدي يُحتذى به!