رفض تسليم السلاح يعيق انطلاقة الدولة

رفض تسليم السلاح يعيق انطلاقة الدولة
حسم حزب الله موقفه برفض تسليم ما تبقى من سلاحه للدولة، متذرعا بأنه التزم باتفاق وقف اطلاق النار، كما اعلن الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي قال: «مكنّا الجيش اللبناني من الانتشار في الجنوب، بينما اسرائيل لم تلتزم وخرقت وقف اطلاق النار آلاف المرات ،ولا يطلب احد منا اي تنازلات، لانه لم يعد لدينا ما نقدمه ، والدولة مسؤولة بالضغط على اميركا وفرنسا والامم المتحدة ، لوقف الخروقات والاعتداءات الاسرائيلية، والالتزام بوقف اطلاق النار».
هكذا ببساطة برَّر قاسم موقف الحزب الرافض لتسليم سلاحه للدولة اللبنانية، وكأنه بمثابة رد مباشر على موقف رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي قال فيه اكثر من مرة، بأن قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتخذ، الا ان تنفيذه قد يتطلب التحاور مع الحزب لتنفيذه، وهو ما اعتبره البعض بانتهاج اسلوب مرن من الرئيس عون ، للوصول الى هدف نزع السلاح في النهاية، ولو تتطلب الامر بعض الوقت، تجنبا لمضاعفات ،في حين ينظر البعض الى هذا التريث، انه بمثابة تردد تفاديا لاشكالات غير محمودة في هذا الظرف الحساس، وهو ما يمكن ان بستفيد منه الحزب، لكسب الوقت والتهرب من مسؤولية تسليم سلاحه في النهاية.
ومع ان البعض يضع موقف الحزب هذا في اطارالمناورة، على هامش المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة الاميركية بخصوص الملف النووي الايراني، ومحاولة استعمال السلاح المتبقي لدى الحزب، من ضمن اوراق المساومة، للاستفادة منه قدر الامكان من قبل النظام الايراني، لانه لا يمكن ان يستمر الالتزام بعدم تسليم سلاحه حتى النهاية، تفاديا لمساءلته داخليا والضغط عليه من قبل اكثرية الشعب اللبناني، وثانيا تجنبا لمزيد من الاستهدافات الاسرائيلية التي يتعرض لها الحزب في اكثر من منطقة بالدخل اللبناني.
ولكن بالرغم من هذا التوصيف، لا يُسقط البعض من حساباته ان الحزب يستغل ملف المفاوضات، للتهرب من استحقاق تسليم سلاحه، متذرعا بالخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف النار واستمرار تمركز قوات الاحتلال الاسرائيلي في مواقع محددة جنوبا، املاً ان يتحول هذا التفلُّت الى واقع دائم، يوظفه الحزب للاحتفاظ بسلاحه، على غرار ما حصل بعد حرب تموزعام ٢٠٠٦، ويستقوي به من اي مساءلة، وصولا الى تهديد وابتزاز كل من يطالب بنزع سلاحه بالداخل، سواءٌ الدولة او اي طرف سياسي.
يظهر بوضوح ان تصعيد لهجة الحزب برفض تسليم سلاحه للدولة اللبنانية، يعطي اشارات سلبية، ليس باعاقة انطلاقة الدولة فقط، وتهديد الامن الداخلي،بل يتجاوزه الى توسع حلقة الاستهدافات الاسرائيلية ضد مواقع ومخازن السلاح وغيرها، وتشدد الدول التي تنوي مساعدة لبنان في ربط مساعداتها وتقديماتها بنزع السلاح اولا، تفاديا لتكرار تجارب المساعدات التي قدمتها بعد الاعتداءات الاسرائيلية السابقة، والتي استغلها الحزب غطاء، للتملص من كل تعهداته بالامتناع عن القيام بأي عمليات بالداخل الاسرائيلي.
معروف الداعوق – اللواء