عون: نلتُ شرف أن أكون الخادم الأول لشعبي

عون: نلتُ شرف أن أكون الخادم الأول لشعبي
رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، اليوم الجمعة أنه “يمرُّ الزعماءُ السياسيون عادةً، في ثلاثِ مراحل، وفي مرحلةٍ أولى، حين يصلون إلى السلطة، يكونون منفتحين على الإستماعِ إلى الآخرين، وإذ يعرفون أنهم لا يعرفون، فيحاولون أن يفهموا كيف يؤدون دورَهم الجديد، وبعد فترة، يقتنعون بأنهم راكموا ما يكفي من تجربة. وأنهم باتوا يعرفون ما يكفي، ليتخيّلوا بأنهم فهموا كلَ شيء، ووهذه هي المرحلة الأكثرُ خطورة… مرحلة “الثقةِ المُفرطة”، حين لا يعودون يستمعون إلى أحد”.
وأضاف، “”فقط، بعضُ الزعماءِ يبلُغون المرحلة الأخيرة، مرحلةَ النضجِ السياسي، حيثُ نكتشفُ أنّ تجربتَنا لا تشكّلُ الخُلاصةَ الكاملة للمعرفة السياسية إطلاقاً، فنعودُ إلى الإنصات للآخرين، “لكنّ غالبيةَ الزعماء، لا يبلغون هذه المرحلة أبداً”، من كتاب: “عن القيادة. دروسٌ للقرنِ الواحد والعشرين”، لرئيسِ وزراء بريطانيا السابق طوني بلير”.
وقال عون: “حضرات السيدات والسادة، رئيس وأعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، مسؤولي كلِ القطاعات الاقتصادية اللبنانية، جئتُ إليكم اليوم، طالباً منكم خدمة، ألا وهي مساعدتي، ومساعدةُ كلِ مسؤولٍ في لبنان، على أن نبدأ عملَنا فوراً من المرحلة الثالثة السابقِ ذِكرُها، جئتُ إليكم اليوم، لأكشفَ لكم سراً مكشوفاً، تعرفونَه مثلي وأكثر، وهو أن المسؤولَ، يحتاجُ إلى مقوّماتٍ كثيرة ربما. وغالباً إلى أشخاصٍ كُثر، لكنه يحتاجُ أولاً إلى من يقولُ له “لا”.
وتابع، “لو بصيغةٍ مهذبةٍ مخفّفةٍ … من نوع: “نعم … ولكنْ”، شرطَ ألّا تكونَ “لا” كيدية أو ثأرية، أو أنانية، أو عدمية، وألّا تكونَ حتماً، “لا”، من نوع “قوم حتى إقعد محلّك”، المسؤولُ الحكيم، يحتاجُ كلَ لحظةٍ، إلى “لا” مبنيّة على العلم. وعلى البحث، وعلى الخُبراتِ المتراكمة. وعلى النزاهة الفكرية، وخصوصاً خصوصاً، على هاجس السعيِ إلى المصلحةِ العامة، وطبيعةُ هذا المجلس، هو أن تكونوا كذلك”.
وأشار إلى أنه “هنا، وفقط هنا، يلتقي العمالُ مع أرباب العمل مع كل أطرافِ الإنتاج الوطني، مع كل محرّكي الاقتصاد الواسع مع تمثيل شامل لكل يدٍ تتعبُ وتكِدَّ، لتنتج في أرضِنا وبلدنا، ففي الشأن العام، ثمة مدرستان، مدرسة تعتقد بأن السياسة هي نشاطٌ سُلطوي محورُه الحاكم وهدفه خيرُ الحاكم أو في أوسع الآفاق، خيرُ حزب الحاكم، أو خيرُ “الحزب الحاكم”، وهناك مدرسة ثانية، تؤمنُ بأنّ السياسة هي نشاط إنساني محوره الإنسان، وهدفه خيرُ الإنسان كل إنسان أولاً وأخيراً”.
وقال عون: “أنا حضرات السيدات والسادة من المؤمنين بالمدرسة الثانية، منذ وُلدت ونشأتُ في عائلتين، يشمخُ تواضعهما، بالشرف والتضحية والوفاء، وحتى نلتُ شرف أن أكونَ الخادم الأول لأهلي وشعبي، فأنا إبن هذه الأرض. الطالع من جذورها وترابها وعرق الجباه الكادحة بلا عِقد، من أي نوع، ولا ادعاءاتٍ من أي صنف، لذلك، أنا أحتاجُ إليكم كما إلى كل لبناني حر، أحتاجُ إلى رأيكم. إلى مشورتكم. إلى خُبراتكم وعلمكم وتخطيطكم ودراساتكم، وهذا ما حققه مجلسكم الكريم، برئاسة الأستاذ شارل عربيد وكل الأعضاء، وحين بات قانونكم المعدّل، والذي أقره المجلس النيابي مشكوراً، يُلزمُ الحكومة، باستشارتكم، في كلِ شأن اقتصادي واجتماعي أو بيئي ويفتح للمؤسسات الدستورية الأخرى، الحق باستشارتكم أيضا”.
وزاد، “فلا تتنازلوا عن هذا الحق ولا تتساهلوا في أدائه، وأنا هنا اليوم، لأتعهد لكم بأن أكون معكم، وأحمي واجبَكم وحقكم وأحتمي برأيكم وفكركم، لنحقق جميعاً خير أهلنا وشعبنا خير الإنسان، في وطن الإنسان لبنان، عشتم وعاش لبنان”.