لبنانيون وسوريون بين “المرتزقة” في أوكرانيا… حرب بالواسطة أو إستعراض؟

“ليبانون ديبايت”
تُنذر الحرب الروسية في أوكرانيا بالتحول في المرحلة المقبلة إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، تدور فيها المعارك العسكرية بالواسطة بين روسيا وحلفائها من جهة وأوكرانيا والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من جهةٍ أخرى. وفيما ينشط الحديث عن تجنيد المرتزقة في هذه الحرب، إنتشرت أخيراً على مواقع التواصل الإجتماعي، أخبارٌ عن عمليات تجنيد لعناصر مقاتلة عربية وأجنبية من أجل المشاركة في القتال على الجبهة، ومن بينهم سوريين ومن جنسيات عربية أخرى إضافةً إلى لبنانيين أعلنوا عن استعدادهم للإنضمام إلى الجيش الروسي وفق ما أفادت بالأمس وكالة الأنباء الروسية.
لكن هذه المعطيات تبقى غير مؤكدة وفق ما يكشف الخبير العسكري الجنرال المتقاعد خالد حماده، والذي اعتبر، وتعليقاً على المعلومات المتداولة عن ارتفاع عدد المتطوعين المرتزقة للقتال في أوكرانيا، أن كلّ ما يتردد في هذا المجال، لا يغدو كونه “فقاعة” إعلامية واستعراضاً من الجانبين الروسي كما الأوكراني والدول الحليفة له، وبالتالي خفّف من أهمية هذه المسألة على أكثر من مستوى، موضحاً أن الدعم الذي قد يقدمه المرتزقة في هذه الحرب، هو لوجستي ربما وفي الخطوط الخلفية الروسية.
وقال الجنرال حماده لـ “ليبانون ديبايت”، إن الحديث عن المرتزقة والمتطوعين هو بمثابة حلقة من حلقات الإستعراض التي انطلقت مع بداية الحرب في أوكرانيا، إذ بدأت مع استعراض الطائرات من بولندا إلى أوكرانيا ثم مع التلويح الأميركي والروسي في آن بمواجهة بالأسلحة غير التقليدية ومنها النووية، وصولاً إلى الإعلان عن فيلق المتطوعين الأوروبيين لمساعدة الجيش الأوكراني، ما دفع في المقابل إلى كلام آخر من قبيل الإستعراض المضاد، عن متطوعين عرب وأجانب أو ما بات يُعرف بالمرتزقة الجدد للقتال إلى جانب القوات الروسية، ومروراً بالإستعراضات السياسية والإعلامية المنفردة للرئيس الأوكراني على مواقع التواصل الإجتماعي.
وكشف عن أن “ما من أدلة أو مؤشرات على وجود متطوعين أوروبيين للقتال في أوكرانيا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجانب الروسي بإستثناء التسريبات الإعلامية عن تجنيد سوريين للمشاركة في المعارك، وهو ما زال أمراً غير مؤكدٍ، مع العلم أن الجنود السوريين المجندين أساساً لدى الجيش الروسي بالفيلق الخامس في الجنوب السوري، يتدربون في روسيا وليست المرة الأولى التي يشاركون فيها إلى جانب جيشها في أذربيجان أو أرمينيا”.
واستبعد بالتالي أن “يُصار إلى دمج مقاتلين من خارج الجيش الروسي في المواجهات نظراً لعوائق عدة أبرزها اللغة وغياب التدريب والتنسيق وعدم حاجة الجيش الروسي لأية مساعدة بسبب تدريبه وخبرته القتالية كما في حرب الشوارع.
لكن الجنرال حماده إستدرك موضحاً ، إن “اللجوء إلى المرتزقة ، يبقى خياراً وارداً إذا اتخذت الحرب منحىً مختلفاً، وأرادت روسيا والدول الأوروبية، تحويل أوكرانيا إلى خطّ تماسٍ دولي تنتشر على جانبيه قوات من المرتزقة والمجندين من قبل شركات معروفة أميركية وروسية معروفة”.