مشهد ما بعد الأسد

مشهد ما بعد الأسد
سقوط نظام بشار الأسد، سواء كان نتيجة لانهيار داخلي أو تدخل خارجي منسق، يمثل نقطة تحول محورية في المشهد السوري والإقليمي. ما يحدث بعد هذا السقوط يتوقف على عوامل متعددة تشمل القوى الدولية والإقليمية، الفصائل المحلية، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. إليك أبرز السيناريوهات المتوقعة:
- إعادة رسم خريطة النفوذ في سوريا
تقسيم سوريا فعليًا إلى مناطق نفوذ:
النفوذ التركي:
تعزيز تركيا لسيطرتها في الشمال، وخاصة إدلب وحلب، من خلال دعم الفصائل الموالية لها، وإنشاء منطقة آمنة على الحدود.
النفوذ الكردي:
الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة سيحتفظون بمناطقهم شرق سوريا، ولكن قد يواجهون تحديات من تركيا والفصائل الأخرى.
النفوذ الروسي:
روسيا ستسعى للحفاظ على وجودها العسكري على الساحل السوري لضمان مصالحها الاستراتيجية.
النفوذ الإسرائيلي:
إسرائيل قد تعزز سيطرتها على المناطق الحدودية لضمان أمنها، وقد تحاول التأثير على الترتيبات الأمنية والسياسية الجديدة. - مستقبل إيران ومحورها في سوريا
تراجع النفوذ الإيراني:
ستجد إيران صعوبة في استعادة نفوذها بعد خسارة الأسد كحليف استراتيجي.
محاولات إيران لإعادة التموضع عبر الحلفاء المحليين، مثل “حزب الله”، قد تواجه تحديات كبيرة.
البديل الإيراني:
قد تسعى إيران لتعزيز وجودها في العراق كتعويض عن خسائرها في سوريا.
- صراعات داخلية جديدة
اقتتال بين الفصائل المسلحة:
“هيئة تحرير الشام” والفصائل الأخرى:
قد تشهد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة صراعات على السلطة بين الفصائل المختلفة، خاصة بين “هيئة تحرير الشام” والفصائل المدعومة من تركيا.
الأكراد والفصائل المدعومة من تركيا:
الخلافات القائمة بين الأكراد والقوات التركية قد تتحول إلى مواجهات مفتوحة.
- تدخلات دولية مكثفة
التدخل الأميركي:
واشنطن ستعمل على ضمان أن تكون سوريا خارج دائرة النفوذ الإيراني، مع تعزيز سيطرة الأكراد وحلفائها المحليين.
الدور الروسي:
روسيا قد تحاول قيادة جهود سياسية لإعادة الاستقرار، لكن قدرتها محدودة دون دعم مالي دولي.
الدور التركي:
تركيا قد تركز على مواجهة الأكراد وتعزيز نفوذها في الشمال. - إعادة بناء الدولة السورية
عملية انتقال سياسي:
هيئة حكم انتقالية:
قد تُشكَّل حكومة انتقالية برعاية أممية تعمل على صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف دولي.
تقسيم السلطة:
قد يتم توزيع السلطة بناءً على توازنات طائفية وإقليمية تشبه النموذج اللبناني أو العراقي. - التحديات الاقتصادية والإنسانية
إعادة الإعمار:
إعادة بناء سوريا ستتطلب استثمارات هائلة، وقد تكون مشروطة بالتوافقات السياسية بين القوى الكبرى.
الأزمات الإنسانية:
الملايين من اللاجئين والنازحين بحاجة إلى العودة، ولكن استقرار الوضع الأمني والسياسي سيكون شرطًا أساسيًا. - تداعيات إقليمية
لبنان:
قد يواجه لبنان تداعيات أمنية واقتصادية بسبب تغييرات ميزان القوى في سوريا.
العراق:
النفوذ الإيراني في العراق قد يكون ساحة المواجهة المقبلة مع الولايات المتحدة وحلفائها.
إسرائيل:
إسرائيل ستواصل مراقبة أي محاولات لإعادة بناء التحالفات العسكرية المعادية لها. - تأثير التغيرات على الشعب السوري
فرص السلام:
سقوط الأسد قد يفتح الباب أمام حلول سياسية قد تؤدي إلى تقليل العنف، ولكنه لن ينهي المعاناة فورًا.
خطر الفوضى:
غياب سلطة مركزية قوية قد يؤدي إلى فراغ أمني وسياسي يعمّق معاناة الشعب السوري.
التحولات في سوريا والمنطقة تعكس واقعاً جديداً يتمثل في انهيار النظام القديم وبروز قوى جديدة تتحكم بمستقبل البلاد. يبقى السؤال حول مدى استدامة هذه التحولات في ظل التحديات الداخلية والصراعات الإقليمية، وسط سباق دولي لإعادة صياغة ميزان القوى في الشرق الأوسط.