نتنياهو امام إنقاذ نفسه.. او الرهائن!
كتبت لورا يمين في “المركزية”:
دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأحد، مجلس الوزراء الأمني إلى الانعقاد والتراجع عن قراره الأخير، الذي يقضي بالحفاظ على وجود عسكري إسرائيلي على طول ممر فيلادلفيا، على الحدود بين غزة ومصر، كجزء من أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وقال غالانت، على منصة “إكس”: يجب أن ينعقد مجلس الوزراء الأمني على الفور ويتراجع عن القرار الذي اتخذه يوم الخميس الماضي. اضاف: لقد فات الأوان بالنسبة للرهائن، الذين قُتلوا بدم بارد. يجب إعادة الرهائن الذين ما زالوا في أسر (حماس)، إلى وطنهم.
موقف غالانت أتى، في أعقاب الإعلان عن استعادة جيش الاحتلال جثث 6 أسرى من نفق في جنوب قطاع غزة، حيث قُتلوا على ما يبدو قبل وقت قصير من وصول القوات الإسرائيلية إليهم؛ الأمر الذي أثار سخط عائلات الأسرى والرهائن على حكومة بنيامين نتنياهو. ولم يتأخر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في الرد على دعوة غالانت بشأن إلغاء القرار المتعلق بمحور فيلادلفيا، حيث قال “إن إسرائيل لن تعيد محور فيلادلفيا إلى سكان غزة أبدا”.
وكان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي قرر المصادقة على خرائط تحدد بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة مع مصر. وأفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، الجمعة، بأنه تمت الموافقة على هذه الخطوة بعد موافقة أغلبية من 8 وزراء، وصوَّت ضدها فقط وزير الدفاع يوآف غالانت، بينما امتنع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عن التصويت. ووفقاً للتقرير، تم رسم الخرائط من جانب الجيش الإسرائيلي، وتبنَّتها الولايات المتحدة كجزء من مقترح صفقة رهائن.
وقال وزراء الحكومة، خلال الاجتماع، إن القرار يجعل إمكانية التوصل إلى اتفاق أكثر جدية، موضحين لـ”حماس” أنها ستضطر إلى التنازل عن الممر، على غرار تنازلها عن مطلبها بإنهاء الحرب. وأوضح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن هجوم 7 تشرين الأول كان ممكناً، لأن إسرائيل لم تكن تسيطر على ممر فيلادلفيا. وبحسب قوله، تم نقل كمية كبيرة من الأسلحة عبر الممر كانت تستخدمها التنظيمات المسلحة في غزة. وأضاف رئيس الوزراء أيضاً أن مثل هذا الواقع لن يعود، وأن إسرائيل مصممة على الحفاظ على الممر تحت سيطرتها.
الشقاق داخل الحكومة الإسرائيلية يظهر مجددا الى العلن، وعنوانه هذه المرة الصفقة ومحور فيلادلفيا. فتأخر هذه الصفقة يقلل من احتمالات استعادة الرهائن ويكبر من احتمالات سيناريو العثور عليهم جثثا. واذا كان نتنياهو ومعه الوزراء المتشددون يعتبرون ان الضغط والوقت سيُلَينان من شروط حماس، فإن هذه السياسة سيف ذو حدين اذ يدفع ثمنها ايضا الرهائن. وكلما طال امد الحرب قلت فرص استعادتهم احياء. ويتأكد اكثر مع مرور الوقت ان نتنياهو لا مانع لديه من التضحية بهم من اجل هدف اكبر الا وهو القضاء على حماس بما يعطيه صورة البطل في اسرائيل ويبعد عنه شبح الملاحقة والمحاسبة الذي طارده بعد ٧ تشرين.
فهل ستجاريه واشنطن وحكومته وشعبه ايضا في هذه المعادلة؟ ام سينتفضون ضده ويفضلون إنقاذ الرهائن على انهاء حماس؟