تصعيد تركي – سوري ولكن… ماذا عن محادثات التطبيع؟
كتبت لورا يمين في “المركزية”:
لا خرق فعليا تحقق حتى اللحظة، على خط التطبيع السوري – التركي، رغم النوايا المتبادلة باصلاح العلاقة التي أظهرها الجانبان في الاسابيع الماضية، وبدا ان ثمة عقبات عادت لتحول دون هذا التقارب، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.
الاحد الماضي، ذكر الرئيس السوري بشار الأسد، أنّ “الوضع الراهن متأزم عالميًا، وانعكاساته علينا تدفعنا للعمل بشكل أسرع لإصلاح ما يمكن إصلاحه بعيداً عن آلام الجروح من طعنة صديق، وبهذا تعاملنا مع المبادرات بشأن العلاقة مع تركيا والتي تقدم بها أكثر من جانب روسيا وإيران والعراق”. ولفت، خلال خطاب ألقاه في مجلس الشعب السوري، إلى أنّ “مع كل يوم مضى دون تقدم كان الضرر يتراكم ليس على الجانب السوري فحسب بل على الجانب التركي أيضًا. وقال الأسد “نحن لم نحتل أراضي بلد جار لننسحب، ولم ندعم الإرهاب كي نتوقف عن الدعم، والحل هو المصارحة وتحديد موقع الخلل لا المكابرة.. إذ كيف يمكن معالجة مشكلة لا نرى أسبابها الحقيقية؟ استعادة العلاقة (مع تركيا) تتطلب أولاً إزالة الأسباب التي أدت إلى تدميرها ونحن لن نتنازل عن أي حق من حقوقنا”، مضيفًا “سوريا تؤكد باستمرار ضرورة انسحاب تركيا من الأراضي التي تحتلها ووقف دعمها للإرهاب”.
على وقع هذه الانتقادات الناعمة لأنقرة، أكدت مصادر في وزارة الخارجية التركية امس، أن سحب تركيا قواتها من سوريا غير ممكن حالياً بسبب التهديدات “الإرهابية” للحدود الجنوبية لها. وقالت المصادر، إنه يجب تطهير الأراضي السورية من العناصر الإرهابية وتهيئة الظروف اللازمة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين، قبل الحديث عن انسحاب القوات التركية. وبحسب وسائل الإعلام التركية، حددت المصادر 4 شروط لعودة العلاقات التركية – السورية إلى مستويات ما قبل عام 2011، تتمثل في تطهير سوريا من العناصر الإرهابية، حفاظاً على سلامة أراضيها ووحدتها، وتحقيق مصالحة وطنية حقيقية وشاملة، وإنجاز العملية السياسية ودستور جديد في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 على أساس المطالب والتوقعات المشروعة للشعب السوري، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة آمنة وكريمة للاجئين، مع ضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين دون انقطاع.
انطلاقا من هذه السقوف العالية، وبناء على التناقض في الشروط المتبادلة، تتابع المصادر، التطبيعُ لم يعد وشيكا، غير ان الاتصالات بين الجانبين لن تتوقف وذلك بسبب ضغوط روسية تمارس على الطرفين وتحديدا على دمشق، وفق المصادر. عليه، ستسجل في المرحلة المقبلة، لقاءات وزارية سورية – تركية ستحاول تقريب وجهات النظر، حيث ستضغط موسكو ومعها ايضا بغداد، على الاسد لتليين موقفه من الانسحاب التركي من شمال سوريا. وبعد ان تنضج هذه الطبخة، ستُتوج المساعي بلقاء بين الاسد والرئيس التركي رجب طيب اردوغان. وباصرارها هذا على التطبيع، انما تتوخى روسيا سحب ورقة الاكراد، من يد الاميركيين، تختم المصادر