ماريو عون حفر “قبره” الانتخابي بيده
من يراقب تصريحات النائب ماريو عون الأخيرة يدرك أنّ الرجل فقد أعصابه تماماً. قام عون بانتقاد رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل علناً، بسبب وضعه Stand By، على حدّ تعبيره، علماً أنّ باسيل، وقبله العماد ميشال عون، ساهما في إيصال نائب الشوف الى منصب نقيب الأطباء سنة ٢٠٠٤، ثمّ الى الوزارة في العام ٢٠٠٨ والى النيابة منذ العام ٢٠١٨، أي انه حصل من “التيار” على كل ما يمكن أن يحصل عليه طبيب إن كان مهنيّاً وسياسيّاً.
في المقابل، يحقّ للناخب الشوفي أن يسأل ماذا فعل ماريو عون في هذه المناصب كلّها، وهل كان على قدر المسؤوليّات التي أوكلت إليه؟
هل نجح في مركز واحد من المراكز التي اوكلت اليه؟ ولماذا يبدي عون انزعاجه من زميله النائب فريد البستاني؟
أليس لأنّ الأخير أنجز في الشوف ما لم يفعله عون، وحقّق في المجلس النيابي ما لم يحقّقه زميله الغائب عن أيّ دورٍ تشريعيّ؟
ونتابع الأسئلة: من “خبّص” في المقابلات الإعلاميّة: ماريو عون أم فريد البستاني؟ لعلّ مجرّد السؤال، ومجرّد المقارنة، يظلم النائب فريد البستاني الذي يترأس أربع لجان نيابيّة، أبرزها لجنة الاقتصاد والتجارة والتخطيط التي باتت، في عهده، لجنةً نيابيّة أساسيّة.
كما أنّ بصمات البستاني حاضرة على أكثر من قانون، من قانون الزواج المدني الاختياري الى قانون المنافسة الذي ينتظر إقراره في الهيئة العامّة.
ترشيح البستاني بات محسوماً اليوم، متحالفاً مع التيّار الوطني الحر، ومتسلّحاً بثقة رئيس الجمهوريّة الذي يوكله أكثر من مهمّة، ومتمسّكاً، على الرغم من موقعه السياسي الثابت، بخطوط التواصل مع أكثر من مرجعيّة في الشوف وخارجها، ما أهّله سابقاً لتأدية أكثر من دور، بتكليفٍ من الرئيس عون.
أمّا ترشيح ماريو عون فسيكون، إن حصل، لأنّ لا بديل عنه لترشيحه من ساحل الشوف، وتحديداً من الدامور، التي يحرص باسيل على أن تكون ممثّلة على اللائحة. وهكذا، يصبح ماريو عون فعلاً في موقع الـ “ستاند باي”، فإمّا يُستعان به من جديد، وإمّا يُقال له “باي”. الإنسان يحصد ما زرع، والنائب أيضاً…