وقائع مفرطة في الاحتراف..محمد سرور استدرج من سيدة وتفاصيل الى العلن
جاء في الراي الكويتية:
لم يكن تم بعد تفكيك «شيفرة» جريمة قتْل المسؤول في «القوات اللبنانية» باسكال سليمان بعد خطفه في منطقة جبيل والتي تشابك فيها الأمنيّ مع السياسي، حتى دهمتْ لبنان جريمةٌ تَداخل فيها الأمني بالمالي وطاولتْ محمد سرور المتَّهَم أميركياً بنقل الأموال من إيران إلى حركة «حماس» والذي رُبط عمله بمؤسسات تابعة لـ «حزب الله».
وما زاد من الأبعاد الـ فوق عادية لقتْل سرور، التقديرات بأن «الموساد» يقف وراء الجريمة التي تكشّفت مساء الثلثاء بعد 6 أيام من اختفاء الرجل الذي يعمل في الصرافة والتحويلات المالية.
وقد أوردت القناة 14 الإسرائيلية أن التقديرات تشير إلى أن «الموساد» يقف وراء مقتل سرور «نظراً لطبيعة عمله لمصلحة إيران، وكذلك الطريقة التي قُتل فيها».
وفي حين نقلت «أ.ب» عن مسؤوليْن قضائييْن أن سرور استُدرج لمنزل امرأة شرق بيروت حيث أطلقت عليه 6 رصاصات، أفادت تقارير في وسائل إعلام لبنانية أن الضحية (57 عاماً) عُثر عليه مقتولاً في منطقة بيت مري (المونتيفردي) في المتن الشمالي، بعدما انقطع الاتصال به منذ الخميس الماضي أثناء عودته من محل للصرافة (في بيت مري) بعد سحبه حوالة مالية، وأن التحقيقات لمعرفة مصيره بدأت برصد هاتفه الذي حدد مكانه ليُظْهِر تتبع الكاميرات أنه دخل فيلا في المنطقة ولم يَخرج منها.
ووفق صحيفة «الأخبار» اللبنانية فإنه لدى مخابرة القضاء، أشار بدخول الفيلا حيث عُثر على سرور مقتولاً بسبع رصاصات من مسدسين طراز غلوك 19 ضُبطا في مطبخ الفيلا مغموريْن بالمياه ومواد تنظيف في وعائيْن لإزالة البصمات عنهما، كما عُثر على ألبسة وقفازات غُمرت بالمياه بالطريقة نفسها. ووُجدت مع سرور أموال ما يشير إلى أن العملية لا تهدف إلى السرقة.
كما أفادت المعلومات أن الفيلا مستأجرة من أصحابها وأن المستأجر توارى عن الأنظار.
وأبلغ مصدر أمني إلى «فرانس برس» أن سرور خاضع لعقوبات من واشنطن التي تتّهمه بتسهيل نقل أموال من إيران إلى الجناح العسكري لحركة «حماس» وأنه كان يعمل في مؤسسات مالية تابعة لـ«حزب الله».
وفي أغسطس 2019، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على أربعة أفراد بينهم سرور بتهمة تسهيل تحويل «عشرات ملايين الدولارات من فيلق القدس» الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، «إلى حماس عن طريق حزب الله من أجل شنّ عمليات إرهابية مصدرها قطاع غزة».
وأشارت الخزانة الأميركية حينها إلى أن سرور كان «مسؤولًا عن نقل عشرات ملايين الدولارات سنوياً من فيلق القدس إلى كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحماس.
ونوّهت إلى أن سرور «كان بحلول العام 2014 مسؤولاً عن كل التحويلات المالية» بين الطرفين وأن لديه «تاريخ طويل من العمل في بنك بيت المال».
وصنّف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية في العام 2006 «بيت المال» مؤسسة «مملوكة أو خاضعة لسيطرة أو تعمل من أجل أو لحساب حزب الله».
ومطلع مارس 2024، زار نائب مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون آسيا والشرق الأوسط في مكتب تمويل الإرهاب والجرائم المالية جيسي بيكر بيروت حيث حضّ مسؤولين سياسيين وماليين لبنانيين على منع تحويل الأموال إلى حماس انطلاقاً من لبنان، كما أوردت تقارير صحافية.
وجاءت جريمة المونتيفردي، فيما لا يزال لبنان تحت وطأة خطق وقتْل منسق «القوات اللبنانية» في جبيل باسكال سليمان (مسؤول قسم المعلوماتية في أحد كبرى المصارف اللبنانية) يوم الأحد والتي تقول التحقيقات الرسمية إنها ترتبط، وفق توقيفات لمتورطين سوريين، بعمليةٍ سرقة لسيارته انحرف مسارها إلى قتْله ونقْل جثته الى الأراضي السورية قبل أن تتم استعادتها الثلثاء على أن تقام مراسم جنازته يوم الجمعة وسط تشكيكٍ من قوى المعارضة و«القوات» في خلفيات الجريمة التي اعتبرت «اغتيالاً سياسياً حتى ثبوت العكس».