إنتخابات 2022اهم الاخبارمحليات

معركةٌ حامية.. شخصية بارزة لن يقبل حزب جنبلاط بفوزها “انتخابياً”

لا يُمكن أبداً التّساهل مع المشهد الإنتخابي القائم في دائرة الشوف – عاليه، خصوصاً أن مختلف الأطراف السياسيّة باتت “تحشدُ” قواها المُختلفة لإطلاق التحالفات الواسعة. إلى الآن، فإنّ “الغربلة” لأسماء المرّشحين ما زالت مستمرّة، في حين أن البعض ما زال “ثابتاً ضمن “الليستة” التي طُرح ضمنها”.

في المقابل، قد تطرأ بعض التغييرات “المُفاجئة” على صعيد بعض الأسماء، كما أن هناك شخصيات قد تقلب المعادلة رأساً على عقب في حال ترشّحت ضمن الشوف – عاليه وخاضت معركة “إثبات الوجود وإعادة الاعتبار”.  

في الواقع، تُدرك مختلف القوى السياسيّة أنّ المعركة كبيرة على المقعدين السنيين في الدائرة الانتخابيّة، لكن الثابت حتى الآن بالنسبة لمجمل الأطراف هو أنّ النائب بلال عبدالله (الحزب التقدمي الإشتراكي) سيكونُ الأساس في أحد المقعدين، لأن أسهم نجاحه مرتفعة باعتبار أنّ رئيس “الإشتراكي” وليد جنبلاط لن يسمح بـ”التضحية” بعبدالله مهما كلّف الثمن. وهنا، فإن حظوظ خرق المقعد السني الأول تبدو ضعيفة، ما جعل التركيز بشكل كبير ينصبّ على المقعد السني الثاني في الدائرة.

حتى هذه الساعة، برزت أسماءٌ عديدة لمرشحين يتنافسون لانتزاع المقعد السني الثاني. وانطلاقاً من هذا الأمر، جرى طرح أمين سر نقابة المحامين سعد الدين وسيم الخطيب كمرشح من بلدة برجا التي تضمّ كتلة ناخبة كبيرة تصل إلى 17 ألف ناخب. وحالياً، فإن الخطيب بات الاسم المعتمد على لائحة تحالف “جنبلاط – القوات اللبنانية”، لكنه يواجه مشاكل عديدة في بلدته يسعى لتذليلها: أولاً: قيل عنه أنه غير معروف من أهلها، وثانياً لديه مشكلة مع جمهور تيار “المستقبل” وقاعدته السياسية التي لم تتقبل طرحه على لائحة جنبلاط من قبل الوزير السابق غطاس خوري والأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري، واعتبار أن هذا الأمر كان بمثابة إسقاط عليهم. 
كذلك، هناك مرشحين آخرين ضمن لوائح المجتمع المدني مثل حسن كحول ومحمد سامي الحجار وعماد سيف الدين، في حين أن رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب يسعى للتحالف مع أسعد ريمون عويدات في شحيم، كما أنه يبحث عن شخصية أخرى من برجا لضمها إلى لائحته، والأمر هذا لم يتحقق حتى الآن.

عوامل قد تقلب المَشهد 
في الواقع الانتخابي، فإنّ برجا بكتلتها الناخبة باستطاعتها تأمين حاصلين لنائبين في حال توحّدت، الأمر الذي يدفع مختلف القوى السياسية الى الدخول إليها، وآخر الأمور على هذا الصعيد حصل يوم أمس، إذ أعلنت مجموعات عديدة من المجتمع المدني إطلاق حملة “شوف التغيير” من برجا، وقد تضمن ذلك طرح “وثيقة سياسية” للمعركة الانتخابية.  
وبشكل أو بآخر، فإنّ هناك عوامل عديدة يمكنها أن تقلب المشهد الانتخابي المرتبط بالمقعد السّني الثاني في الشوف – عاليه: 
أولاً: في حال تمكّنت برجا من الاتفاق على مرشح واحد – وهو أمر صعب وسط كثرة المرشحين- فإنّ المقعد السني الثاني سيكون من نصيبها. وهنا، فإن مصلحة لائحة جنبلاط الالتفاف حول الخطيب كونه مرشح ضمن “اللائحة قويّة”، في حين أنّ أطراف المجتمع المدني تعوّل على نفور فئة كبيرة من الناس من لوائح السلطة، كما أنها استغلت ضعف الأرضية الشعبية للخطيب في بلدته وعائلته، الأمر الذي يعمل الأخير على تداركه ومعالجته.

ثانياً: ترشّح شخصية قوية من البلدة يمكن أن يخلط الأوراق على الصعيد السياسي ككل، وهنا يُحكى عن إمكانية ترشّح المدير العام السابق لـ”قوى الأمن الداخلي” اللواء علي الحاج. في ما خصّ الأخير، تقول مصادره لـ”لبنان24″ إنّه “لا يفكر بالترشح أبداً إلا بعد تأمين اجماع برجاوي، ووجود ضمانات من حلفائه “حزب الله” و “حركة أمل” بإمكانية تجيير أصوات لصالحه وذلك في سبيل إنجاح برجا كبلدة ومنحها مقعداً نيابياً”. 
وفي حال استطاع الحاج انتزاع ضمانات “واضحة” وصريحة من حلفائه، فإنه قد ينضم إلى لائحة التيار “الوطني الحر”، في حين كشفت معلومات “لبنان24” أن “مختلف الأطراف السياسية تواصلت مع الحاج لطرحه كمرشح معها، إلا أنه أبلغها موقفه الواضح بأنّ الترشح يجب أن يكون في خدمة بلدته لا استخدامها كحاصل انتخابي فقط لأي لائحة”.  
وحالياً، فإن هناك أرضيّة مقبولة للحاج في برجا والإقليم، في حين أن الأطراف العديدة تنتظر قراره بالترشح من عدمه. 
ثالثاً: في حال ترشّح رئيس بلدية برجا السابق نشأت حمية، فإن القدرة لديه على استمالة الأصوات كبيرة، وبالتالي يمكنه أن يقلب المعادلة لصالح اللائحة التي يترشح معها، علماً أنه من المستبعد أن يكون ضمن لوائح يدعمها “الوطني الحر” والوزير السابق وئام وهاب، والخيار الأبرز أن يكون الترشح، في حال حصل، مع المجتمع المدني. وبحسب المعلومات، فإنّ مختلف الأطراف تواصلت مع حمية وسعت لضمه إليها كونه ورقة رابحة بسبب القبول الشعبي الكبير له في بلدته واقليم الخروب، إلا أن قراره بالترشح لم يُحسم بعد ومن المنتظر أن يتبلور خلال اليومين المقبلين.  
أين أصوات تيار “المستقبل” من هذا المشهد؟ 
في الوقت الحالي، يضرب “الضياع والتشرذم” أوساط قيادات تيار “المستقبل”. فمن جهة، يعتبرون أن ترشيح المحامي سعد الدين الخطيب ضمن لائحة جنبلاط – القوات من قبل الأمين العام للتيار أحمد الحريري والوزير السابق غطاس خوري، بمثابة تخطّ لوجودهم، الأمر الذي جعلهم ينقلبون ضدّ الخطيب “حتى الآن”. فمن وجهة نظر هؤلاء، فإن اسم الخطيب جاء “إسقاطاً” عليهم، وبالتالي يعتبرون نفسهم “الأولى” للترشح، لكن قيادتهم السياسية لا تدعم ذلك بشكل علني ولا واقعي كونها اتفقت مع جنبلاط على الخطيب.

وهنا، فإنّ الرهان كبيرٌ على توحيد جبهة “المستقبل” باتجاه مرشح واحد يتم دعمه “وراء الكواليس”، والمعلومات تشير إلى أن الاتصالات تظهر إمكانية دعم “المستقبليين” لجبهة المجتمع المدني في حال ترشّح حمية معها وانسحاب أسماء أخرى ترشحت عن المقعدين السنيين ضمن تلك الجبهة. 
في المقابل، بدا واضحاً التحرك الذي يقوده النائب محمد الحجار الذي يؤكد أنه “ميال للترشح”، وهناك معلومات تقول أنه قد يشكل لائحة مع شخصيات من المجتمع المدني، ضمن تحالف وثيق مع الرئيس فؤاد السنيورة على الصعيد المركزي. ووسط كل ذلك، فإنّ الأسئلة التي تطرح: هل ستميل أصوات “التيار” نحو الحجار؟  
“الإشتراكي” لا يقبل بهذه الشخصية 
ما يمكن قوله حالياً أنّ “الطاسة ما زالت ضايعة”، والرّهان الأكبر يتركّز اليوم على كيفية توزيع الأصوات. بالنسبة لجنبلاط، فإن تركيزه سيكون كبيراً على مرشحه الدرزي الثاني بعد نجله تيمور، وبالتالي لن يركز كثيراً على المقعد السني الثاني ضمن لائحته، في حين تقول وجهة نظر ثانية أن “الإشتراكي” والحلفاء معه يروجون لفكرة أنه “لن يتم السماح أبداً بوصول مرشح حزب الله في الشوف إلى مجلس النواب، والمعني هنا بشكل مباشر اللواء علي الحاج”. وفعلياً، فإن هذا الكلام يُقال في الاجتماعات وخلال لقاءات عديدة، في حين فسّرته مصادر سياسية مقابلة بأنه “خطاب قديم بات لا ينفع وتستخدمه بعض الأطراف عندما تجد نفسها مأزومة وليس لديها شعارات مقنعة أخرى ترفعها”، وتضيف: “هذا الكلام يأتي في سبيل المعركة الانتخابية ضدّ الحاج من جهة، ولأن الأطراف قد تعي أنه في حال ترشح الأخير قد يستميل برجا نحوه باعتبارها كتلة وازنة، وهذا ما يقبلون به لأنهم يريدون خدمة مرشحيهم”. 
مع هذا، قد يلجأ جنبلاط إلى استخدام “الجماعة الإسلامية” للتصويت له، بعدما تراجع سريعاً عن “تحالفه العلني” مع الجماعة التي تطالب بمرشح لها في الشوف وقد كشفت المعلومات مؤخراً أنها طرحت مرشحاً لها في شحيم يدعى محمد شعبان علماً أنها طرحت مرشحاً في وقت سابق ضمن برجا وهو عمار الشمعة. 
وبينت المصادر أن الجماعة تواصلت مع أطراف عديدة للانضمام إليها، وفي حال ارتمت في أحضان “الوطني الحر” بعيداً عن جنبلاط، فإن الأخير سيواجه مشكلة كبيرة في ظلّ ابتعاد حركة “أمل” عنه حتى الآن، إلا أنه قد يبادر لحل هذا الأمر بأسرع وقت ممكن، ووضع “الجماعة” في خط المؤيدين له كما حصل عام 2018.

محمد الجنون

 

  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى