مدينة قد تُشعل الحرب… لماذا صفد؟
كتب نادر حجاز في موقع mtv:
تشهد جبهة جنوب لبنان تصعيداً كبيراً، حيث توسّع مدى صواريخ حزب الله ليطال هذه المرة مدينة صفد في شمال الأراضي المحتلة، الأمر الذي اعتبره وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير “بمثابة إعلان حرب”، داعيًا إلى تغيير جذري في كيفية إدارة إسرائيل لتوازن القوى على الحدود مع لبنان. فلماذا صفد؟ وأي دلالات لاستهدافها؟
ففي قراءة للتطورات الميدانية، يوضح العميد المتقاعد ناجي ملاعب أنّ “القصف من الجانب اللبناني كان يصل إلى مستوطنة كريات شمونة، لكنه طال هذه المرة صفد، أي على بعد ١٥ كيلومتراً من الحدود اللبنانية، ما يعني أنّ حزب الله استخدم صواريخ جديدة لم يستخدمها سابقاً، وهي دقيقة الإصابة باعتراف إسرائيل”.
الأهم بهذا الاستهداف، وفق ملاعب، أن صفد هي مقرّ القيادة العسكرية الإسرائيلية في منطقة الشمال، والهجوم الصاروخي استهدف هذه القاعدة تحديداً وأدى إلى مقتل مجندة وسقوط ٧ جرحى من عناصر الجيش الاسرائيلي. وأكثر من ذلك، فقد اعترفت إسرائيل بأن القبة الحديدية لم تتمكن من التعامل مع الصواريخ التي استهدفت القاعدة، التي يجب أن يكون الدفاع عنها خطاً أحمر.
ويضيف ملاعب “إذاً توسيع مدى القصف على صفد لم يحصل مدنياً، إنما استهدف مقر القيادة العسكرية، إضافة إلى فشل نظام القبة الحديدية. وبالتالي هذه قفزة نوعية استدعت انعقاد مجلس حرب في إسرائيل والردّ بغارات متتالية، لم تستهدف أطراف قرى لبنانية إنما المنازل”.
التصعيد الإسرائيلي كان عالي السقف في البيانات والخطابات الرسمية الإسرائيلية، ولكن هل سيُتَرجم في الميدان أيضاً؟ وإلى أين تتجه الأمور؟
يجيب ملاعب: “لا أرى أن الجبهة ستكون مفتوحة أكثر من هذا المستوى، لأن اسرائيل لا تزال عالقة في أوحال غزة ولم تحسم أمر رفح بعد. لذلك، فإنّ الكلام عن ردٍّ موجّه الى الداخل الاسرائيلي لامتصاص النقمة التي حصلت بعد الاصطياد الناجح لحزب الله للقيادة العسكريّة”.
وهنا يشير ملاعب إلى أنّ “التصعيد بدأ من اسرائيل، لأن المرحلة الثالثة التي أعلنتها بعملياتها الانتقامية يبدو أنها ستكون ذكيّة باستهدافاتها، وبدأت من كرمان في طهران وصولاً الى العراق وقتل مستشارين إيرانيين في سوريا وضرب مطارات واستهداف قيادات في لبنان وغيرها من العمليات. هذا الوضع اقتضى حصول تقدير موقف من قبل محور المقاومة، ما استدعى زيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان الى لبنان لرسم موقف جديد حول كيفية التعاطي مع المستجدات. وبعد مغادرته، زاد حزب الله من مدى استهدافاته. وبعد ردّ المقاومة جاء التصعيد الإسرائيلي”.
نحن في حالة حرب، الأمر لم يعد مجرّد مواجهات ضمن إطار قواعد الإشتباك، ولكن أي مصير لهذه المواجهة؟ تبدو الإجابة صعبة في الوقت الحالي.