خارجيات

هدنة جديدة قد تتحوّل الى وقف نار.. ماذا في تفاصيلها؟

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت إن النتيجة الوحيدة المقبولة هي القضاء على حركة حماس وأي تهديد قد تشكله على إسرائيل. وأشار متحدثا في مؤتمر صحافي مسائي ان التعليم المعادي للسامية لن يستمر. وأضاف “إذا لم نقض على إرهابيي حماس، هؤلاء النازيين الجدد، فإن المذبحة القادمة لن تكون سوى مسألة وقت”.

لكن رغم هذا التصعيد الكلامي، ثمة محادثات تدور في الكواليس، للتوصل الى اتفاق هدنة طويلة الامد في غزة. فقد افيد عن مشاورات عقدت في العاصمة الفرنسية، باريس، امس الأحد للتوصل الى وقف للنار وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين المتبقين في غزة. وصاغ المفاوضون الأميركيون مسودة اتفاق تجمع مقترحات من إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لمناقشتها حسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز. ونقل التقرير عن مسؤولين أميركيين، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، قولهم إن المفاوضين “لديهم تفاؤل حذر بشأن التوصل إلى اتفاق نهائي”، زاعمين أنه يمكن التوصل إلى اتفاق في غضون أسبوعين. وقالت نيويورك تايمز، نقلا عن دوائر حكومية أميركية، إن الصفقة قد تشمل إطلاق حماس سراح لأكثر من 100 رهينة مقابل وقف إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة لمدة شهرين تقريبا.

ومقارنة بوقف إطلاق النار الذي استمر سبعة أيام في تشرين الثاني الماضي، والذي تم خلاله تبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل، فإن الأعمال العدائية سوف تتوقف الآن لفترة أطول بكثير. ووفقا لتقرير صحيفة نيويورك تايمز فإن في المرحلة الأولى، سيتوقف القتال لمدة 30 يوما، بينما تطلق حماس سراح النساء والمسنين والجرحى من الرهائن. وخلال تلك الفترة، سيعمل الجانبان على وضع تفاصيل المرحلة الثانية يتم فيها إطلاق سراح الرجال والجنود الإسرائيليين المحتجزين مقابل وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما أخرى.

وأوفد الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس المخابرات المركزية وليام بيرنز إلى باريس من أجل المشاركة في المحادثات مع ديفيد بارنيا، رئيس وكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل. ومع ذلك، لا تزال هناك نقاط غير واضحة، مثل عدد الأسرى الفلسطينيين الذين يجب على إسرائيل إطلاق سراحهم.

ووفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن حماس تشترط وقفا نهائيا للحرب فيما نتنياهو يصر على اجتثاث حماس. ومن اجل التوفيق بين هذين الشرطين، سيطمئن المفاوضون الطرفين الى انه بعد الهدنة التي ستستمر اسابيع، قد لا تعود الحرب، لكن في حال عادت لن تكون بالشراسة ذاتها وستتخذ اكثر، شكل العمليات الامنية المحددة والمحدودة الحجم والاهداف. وسيكون العامل الزمني ايضا نفّس الاحتقانات وبرّد الرؤوسَ الحامية على الجانبين، خاصة اذا ما شهدت هذه الفترة اتصالاتٍ سياسية قوية للتوصل الى حل نهائي للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي.. اي ان هذه الصيغة يمكن ان تُشكّل سلّما لا انزال نتنياهو وحماس، عن الشجرة العالية التي صعدا عليها.

وعلى الارجح، سيقتنع الطرفان في الايام او الاسابيع القليلة المقبلة بأن الهدنة اليوم باتت الخيار الاذكى والافضل لكليهما، تختم المصادر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى