بعد الجرذان والفئران.. تقارير تكشف الفساد في ملف المواد الغذائية في طرابلس!
أثير جدل واسع اثير منذ ايام قليلة حول محل عريق لصناعة الحلويات في محلة الزاهرية بطرابلس، وكانت التقارير مفاجئة للجميع بما تضمنته من صور تؤكد العثور على الفئران والجرذان في الحلويات، وتؤكد العثورعلى الفئران والجرذان تسرح في معمل المحل. وقد اثبتت تقارير التفتيش الصحي لبلدية طرابلس هذه المخالفات غير المطابقة للصحة العامة، لكن رغم ذلك ورغم قرار محافظ الشمال باغلاق المحل بالشمع الاحمر، بقي المحل يعمل ولم ينفذ القرار، فيما سارع صاحب المحل الى ابراز وثيقة صادرة عن وزارة الصحة تؤكد تسويته لوضع المعمل، وانه اصبح مطابقا للمواصفات الصحية، بعد الاستعانة بشركة متخصصة في ابادة الحشرات والقوارض وتعقيم المحل.
الجدل الذي اثير حول هذه المحل العريق، وما أحيط به من تقارير ووثائق، أثّر في سمعة طرابلس وعراقة محلاتها، وفتح ملف الصحة الغذائية ومطابقتها لشروط الصحة العامة على مصراعيه.
فوفق تقارير التفتيش الصحي في بلدية طرابلس، انه ليس المحل وحده مَن يعاني من مخالفات صحية ومن تدن في مستوى النظافة، انما غالبية المحلات المتخصصة في بيع الالبان والاجبان والمواد الغذائية في الزاهرية، حيث اتت نتائج الحملة الصحية غير مطابقة للشروط الصحية، وان صحة المواطن في خطر حقيقي، وقد برزت في الوقت عينه مواد تباع في المحلات و “السوبرماركات” منتهية الصلاحية، وعثر في بعضها على دود داخل قالب”كاتو”.
ما يجري في طرابلس ومحلات بيع المواد الغذائية والحلويات، اثار قلق المواطنين عموما وخشية مما يأكلونه ويتناولونه، سواء من مواد غذائية او حلويات او لحوم على انواعها، في غياب الرقابة الصحية الجدية التي جعلت الفوضى تستشري في اوساط التجار، الساعين الى ربح سريع وضاربين عرض الحائط بمقومات النظافة والصحة والسلامة العامة، مما يهدد صحة الناس، لا سيما انه في الآونة الاخيرة لوحظ تفشي عدة امراض معدية في المدينة نتيجة تلوث المياه والمواد الغذائية واللحوم.
ولفتت اوساط طرابلسية الى ان مدينة طرابلس عُرفت تاريخيا بصناعة الحلويات وغيرها من المأكولات الشعبية، وعُرفت بحرص مصانعها على تقديم افضل الانواع المطابقة لشروط الصحة العامة، وان بعض مصانع الحلويات تفتح ابوابها للراغب بزيارتها، والاطلاع على النظافة والمطابقة الصحية وفق كل معايير الصحة والسلامة العامة، إلا ان غياب الرقابة الصحية الدورية والمستمرة ادت الى اهمال البعض لتلك المعايير، وتراجع في قواعد الصحة، فلوحظ تنامي بعض حالات التسمم الغذائي بين حين وآخر، دون تحديد الاسباب التي تبقى احيانا غامضة.