رسالة من “الجنرال” للسيّد.. ولقاء جمع صفا بجوزيف عون
جويل بو يونس – الديار:
خسر التيار الوطني الحر معركة عدم التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف وبات وحيدا في الساحة بعدما مر التمديد في مجلس النواب وبعده في الحكومة، ووقف حزب الله عاجزا عن تلبية رغبة حليفه السابق ولو انه سايره عبر الانسحاب من الجلسة عند التصويت على بند التمديد، في رسالة واضحة ضاربا عصفورين بحجر واحد: انسحب حزب الله من الجلسة برسالة لباسيل بانه لم يصوت مع التمديد لكن الحزب لم يخض معركة عدم التمديد وانسحب تاركا من “يمون” عليه داخل الجلسة في رسالة للخارج مفادها: حزب الله لم يعطل التمديد.
لا يختلف اثنان على ان لا مصلحة لحزب الله بعرقلة التمديد لقائد الجيش المطلوب من الخارج قبل الداخل وفي مقدمه الولايات المتحدة والسعودية كما ان لا مصلحة له بكسرها نهائيا مع باسيل فما كان امام حزب الله الا السير بين الالغام ولو ان خطوته أزعجت التيار.
معلومات الديار تكشف ان معركة عدم التمديد لعون لم يخضها فقط رئيس التيار بل دخل على خطها رئيس الجمهورية السابق ميشال عون عبر رسالة توجه بها منذ حوالى الـ 10 ايام التي سبقت جلسة التمديد لامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، متمنيا عليه ان يقوم بكل ما يلزم لتجنّب التمديد لقائد الجيش.
هذه الرسالة التي بقيت طي الكتمان، تم الرد عليها عبر شرح مسهب لموقف حزب الله الذي لم يمانع من الاصل لا التمديد ولا التعيين في حال حصول توافق حوله وان همّ حزب الله تفادي الفراغ بالمؤسسة العسكرية، لكن محاولات تعيين قائد جديد في الحكومة عبر المفاوضات التي كانت قائمة بين حزب الله والتيار وغيرهما لم تفض الى نتائج ايجابية، وان حزب الله لن يصوت مع التمديد لكن احدا لن يسانده باعتبار ان الجميع يريد التمديد للعماد عون.
وعليه، نزل حزب الله عند رغبة الحليف السابق ميشال عون، ولا سيما ان العلاقة بين السيّد والجنرال ابعد مما يتخيله البعض، اذ ان كلّ منهما له مكانة خاصة لدى الاخر، فراعى الحزب التيار بعدم التصويت للتمديد والانسحاب من الجلسة عند بند التمديد للعماد عون، وحافظ في الوقت نفسه على مبادئه الرافضة للفراغ بالمؤسسة العسكرية بعدما تعذرت كل الحلول الاخرى غير التمديد.
مصادر مطلعة على جو حزب الله تجدد عبر الديار التأكيد ان الحزب لم يكن باستطاعته ان يمنع وحيدا التمديد لعون في مجلس النواب، علما ان لا مصلحة اصلا للحزب بالسير ضد التمديد لكن توقيف التمديد المطلوب من الخارج كان امرا شبه مستحيل.
ولكن لو اراد فعلا حزب الله الوقوف الى جانب التيار وخوض معركة عدم التمديد للعماد عون لكان تمكن من فرض قوته على من “يمون” عليهم من نواب او اقله الا يؤمن نصاب الجلسة، نسال المصادر المطلعة على جو الحزب فترد سريعا بالقول:” هل استطاع حزب الله ان “يمون” على حليفه جبران باسيل كي ينتخب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية وكنا ساعتئذ تفادينا كل ما يحصل حاليا ؟ وتكمل المصادر لتسأل: هل استطاع حزب الله ان “يمون” على رئيس مجلس النواب والرئيس نجيب ميقاتي لكي يتم التمديد للواء عباس ابراهيم؟ هل استطاع حزب الله ان “يمون” على باسيل والقاضي عبود لتغيير قاض بملف انفجار مرفأ بيروت ؟ وغيرها من الامثلة الكثيرة، تختم المصادر لتؤكد انه لا يمكن تحميل حزب الله ما لا يمكن ان يقوم به كما ان حزب الله لا يملك “فائض القوة” في الداخل لفرض ما يريده على كل الفرقاء.
وتضيف المصادر انه لو وافق باسيل على السير بتعيين رئيس للاركان او الية تعيين قائد جديد للجيش لما كان حصل التمديد.
قد يتفهم البعض موقف حزب الله لكن اسئلة كثيرة تطرح حول موقف رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي كان رافضا التمديد قبل ان يعود ويبدل رأيه بعد اتصال من قائد الجيش ويصوت بعدها مع التمديد، وفي هذا السياق، يعلق مصدر موثوق به للديار على ما حصل بالقول: واضح ان فرنجية التقط الاشارة ان هناك شبه اجماع مسيحي على عون سواء من قبل بكركي او القوات كما من الخارج ففضل عدم الوقوف بوجه هذا المناخ المسيحي، كما ان سير فرنجية بعدم التمديد لقائد الجيش سيكون كـ pass سياسي من فرنجية لباسيل الذي يرفض ولا يزال وصول فرنجية الى الرئاسة ليضيف المصدر سائلا: لم سيقدّم فرنجية “هدية “مجانية لباسيل ورئيس التيار لم يقم باي خطوة تجاه فرنجية باستثناء الزيارة لبنشعي لترسيخ الوحدة مع اعلان باسيل في حينه ان موقفه من عدم انتخاب فرنجية لا يزال على حاله.
ويتابع المصدر ليشير الى تحالف بدأ يتظهّر بوجه باسيل قوامه قائد الجيش والقوات وفرنجية ومعهم الاشتراكي الذي حط وفد منه ضم النائب وائل أبو فاعور ومستشار رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب تيمور جنبلاط حسام حرب الثلاثاء في دارة النائب طوني فرنجية للوقوف على خاطر رئيس تيار المردة والطلب منه السير بتعيين رئيس للاركان بعدما كان فرنجية يرفض ايضا ان تتم التعيينات بالحكومة بظل غياب رئيس للجمهورية. وفيما تشير المعلومات الى ان لقاء يُعمل على ترتيبه بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط لاستكمال البحث في رئاسة الاركان، تتجه الامور الى السير بالتعيين مقابل “شيء ما” قد يحصل عليه فرنجية بالمقابل من جنبلاط الذي كان يتمسك بعدم السير بمرشح مواجهة وزكّى بعدها أزعور.
وبالانتظار، وفيما جلسة التمديد التشريعية كانت باعتراف كثر” بروفا” رئاسية للعماد عون، فمصادر مطلعة على جو 8 اذار تجزم ان حزب الله لا يزال متمسكا بفرنجية حتى “انقطاع النفس”، والا ربط بين التمديد الذي حصل لعون والرئاسة، وهنا تكشف معلومات خاصة للديار ان لقاء سبق جلسة التمديد جمع الحاج وفيق صفا بقائد الجيش أبلغ خلاله صفا عون موقف الحزب الواضح بان “التمديد لك ” لا يعني انك الرئيس المقبل، وان مرشح الحزب لا يزال حتى الساعة سليمان فرنجية.
بالمحصلة، واضح ان الرئاسة تدور حول اسمين لا ثالث لهما: اما جوزيف عون الذي ارتفعت حظوظه بعد التمديد والمطلوب من الخارج واما سليمان فرنجية المرتفعة حظوظه اصلا ما دام الثنائي متمسكا بوصوله الى بعبدا وما دامت الغلبة في الحرب الدائرة في غزة والجبهة المفتوحة جنوبا لا تزال للمقاومة. فلمن ستكون غلبة الرئاسة؟
لعل الاجابة عن هذا السؤال قد تحتّم الانتظار من هنا حتى بلورة صورة المنطقة وهبوب رياح التسويات الكبرى، لكن الواضح ان لا رئيس قريبا للبنان!