التصعيد يتهدد وساطة قطر: هل تتحرك واشنطن لدوزنة خطوات اسرائيل؟
كتبت لورا يمين في “المركزية”:
بحث الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساء الاثنين، الأوضاع في غزة وتطورات الوساطة القطرية لإطلاق سراح الرهائن لدى حماس، حسبما أفادت وكالة الأنباء القطرية. وجرى خلال الاتصال “استعراض خطورة تصاعد المواجهات في قطاع غزة، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، بالإضافة إلى آخر مستجدات الوساطة لإطلاق سراح الأسرى. وأكد رئيس الوزراء القطري ، “على ضرورة فتح معبر رفح بشكل دائم، لضمان تدفق قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين المحاصرين تحت القصف”.
من جانبه، قال بلينكن في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”: تحدثت مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني عن الهجمات الإرهابية التي تشنها حماس في إسرائيل، والوضع في غزة، والحاجة إلى زيادة المساعدات الإنسانية لغزة. وأضاف “نحن نقدر عمل قطر لتأمين خروج مواطنينا من غزة، والإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس”.
غداة هذا الاتصال، حط وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان في الدوحة، في زيارة هدفها التشاور وتبادل وجهات النظر مع السلطات القطرية “في ما يتعلق بالتطورات في فلسطين وسبل إنهاء الهجمات وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يمارسها الجيش الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني”، وفق الخارجية الايرانية.
في الموازاة، اعلنت هيئة البث العام الإسرائيلية إن الطائرة الإسرائيلية الخاصة التي كانت حطت في قطر نهاية الاسبوع، كانت تقل رئيس الموساد دافيد برنياع، الذي زار الإمارات كذلك سرا، في إطار المحادثات الجارية ضمن جهود الوساطة في محاولة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى.
لا تزال قطر اذا، لولب الاتصالات الجارية لتحرير الرهائن والاسرى والتوصل الى صفقة بين اسرائيل وحماس في هذا الخصوص، من شأنها ان تغيّر كثيرا في مجرى الحرب على غزة. والدوحة على تواصل مع كل القوى المعنية بهذا الملف الحيوي وتسعى جاهدة الى ايجاد صيغة مرضية لتل ابيب ولحماس، غير انها حتى الساعة تصطدم بتشدد اسرائيلي. ووفق المصادر، ليس رفض حكومة بنيامين نتنياهو فك اسر معتقلي حماس والحديث عن تسوية، وحده، ما يعوق تحقيق خرق، بل أتت العملية العسكرية التي بدأت اسرائيل بشنها بريا على غزة في الساعات الماضية لتزيد الامور تعقيدا، اذ انها تتهدد المفاوضات من جهة، وحياةَ الرهائن الموجودين لدى حماس من جهة ثانية وقد اعلنت الحركة اليوم “إن 7 مدنيين محتجزين لديها قتلوا بالقصف على جباليا من ضمنهم 3 يحملون جوازات أجنبية”.
عليه، تقول المصادر، ان التعويل هو على دور اميركي للتدخل سريعا لدى تل ابيب لمنعها مِن الاجهاز على المسعى القطري، خاصة وان ثمة رهائن اميركيين في يد حماس… فهل تلجم واشنطن التي نشرت نحو 45400 عنصر من قواتها في الشرق الاوسط، حليفتَها، وتطلب منها دوزنة خطواتها العسكرية قبل ان تخرج الامور عن السيطرة؟