“الحزب” وإيران: “حماس” خط أحمر
كتبت منال زعيتر في “اللواء”:
بعد معادلة «غزة ليست متروكة لمصيرها»، أُبلغت الولايات المتحدة الأميركية عبر قنوات دبلوماسية ان إيران وحزب الله وباقي محور المقاومة في المنطقة لن يسمحوا بسقوط حماس حتى لو استلزم الأمر الدخول في حرب اقليمية شاملة… تدرك واشنطن ان تهديد محور المقاومة جدّي، وان الخطوط الحمر التي تحدث عنها تشمل في المقام الأول ضمان بقاء حماس كقوة مقاومة أساسية في قلب فلسطين المحتلة… المفاجاة هنا، التي كشفت عنها مصادر قيادية في محور المقاومة ان حماس تمتلك أسلحة نوعية وقوة عسكرية توازي قوة حزب الله في حرب تموز ٢٠٠٦ وأكثر، وانها قادرة على الصمود لأشهر طويلة، فيما ان العدو الإسرائيلي تنتظره «جهنم» إذا استمر في عدوانه أو تهوّر واجتاح غزة بريا… المفاجأة الأخرى، ان تخطيط حماس لطوفان الأقصى كان عبر القيادات الداخلية في غزة دون التنسيق مع قياداتها في خارجها… وختمت المصادر بالقول، ليس سرا ان حماس لا تدير المعركة لوحدها، وان هناك غرفة عمليات مشتركة على امتداد دول محور المقاومة لتقديم الدعم الكامل لها.
على هذا الأساس، جاءت واشنطن بأساطيلها وبوارجها الى شرق المتوسط، بالتزامن، أبلغت إيران ومحور المقاومة رسميا عبر قطر وسلطنة عمان والأمم المتحدة انها لا تريد حزب الله آخر في داخل فلسطين المحتلة، محذّرة الحزب من مغبة الدخول في الحرب لانها ستتولى الرد، وقد أصرّت واشنطن على التأكيد بأن تراجع العدو الإسرائيلي في هذه المعركة ممنوع قبل استعادته زمام الأمور… ليست المرة الأولى التي تلعب فيها واشنطن دور المحرّض والداعم للعدو الإسرائيلي في استهدافه الفلسطينيين، ولكنها المرة الأولى التي تدفع فيها واشنطن العدو الى خوض الحرب.. وقد سرّبت مصادر المقاومة اعترافات من داخل قيادة البيت الأبيض بان وجود الكيان الإسرائيلي بات مهدّدا بعد طوفان الأقصى، وان هناك تخوّفا جدّيا من فشل العدو في الاستمرار في المعركة أو النجاح فيها، لا سيما بعد عمليات الهروب الكبيرة في صفوفه ورفض قيادات وجنرالات الدخول في أي اجتياح بري، وقد أرسلت واشنطن فنيين أميركيين وقيادات عسكرية لإدارة المعركة على الأرض مع العدو الإسرائيلي.
بالتزامن مع التهديدات العسكرية، بدأت دولة قطر وسلطنة عمان في ترتيب مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران على أساس إنهاء العدوان على غزة وفقا لمبادرة منقّحة من مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز في قمة بيروت عام ٢٠٠٢… وفي التفاصيل فان المفاوضات ما زالت في بداياتها وشرط محور المقاومة كما حركة حماس عدم التفاوض تحت النار.
تقول مصادر محور المقاومة ان الحرب طويلة وقد تتوسع في أية لحظة، وقد أبلغتنا قيادة حماس عن قدرتها على الصمود وإدارة المعركة وتحقيق النصر… وأضافت المصادر انه كما أسلفنا سابقا، فإن هناك خطوطا حمر ستفرض علينا التدخّل الفوري في الحرب الدائرة في غزة ومن أكثر من جبهة، دون أن يعني ذلك اننا لن نتدخل عند الحاجة ووفق توقيتنا ورؤيتنا للأمور، ولأسباب قد لا تخطر على بال العدو وواشنطن:
أولا: طلب حركة حماس منا التدخّل المباشر، أو تطوّر المجريات الى حد عدم قدرة حماس على المواجهة.
ثانيا: تهوّر العدو الإسرائيلي واجتياحه غزة برّيا.
ثالثا: تدخّل الولايات الأميركية عسكريا في المنطقة واستهدافها لبنان أو سوريا أو غزة.
رابعا: استمرار العدوان على غزة وقتل الأبرياء وغياب الحلول السياسية.