الحملة على رئاسة الجمهورية: بري يُجهضها… والترسيم قريب
ترصد الاوساط السياسية التحوّل المطّرد في موقف الثنائي الشيعي من مسألة ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل. وجديد هذا التحوّل ما أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري لجهة قوله انه لاحظ “وجود تفاؤل كبير من جانب (المبعوث الأميركي آموس هوكستين)، وتبيّن بعد ذلك أنه، في زيارته لرئيس الجمهورية، قال للمبعوث إن مطالبتنا بالخط 29 كانت في مرحلة التفاوض، لكني الآن أريد الطريق الذي سلكه الرئيس بري وهو التمسك بالحدود، وأعتقد أن باب التفاهم مفتوح”.
ورأت الاوساط في هذا الموقف قبولاً صريحاً بالخط ٢٣ الذي سبق لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن حدده كمنطلق للتفاوض حول الحدود البحرية.
وقالت ان موقف رئيس البرلمان هو قطع للطريق أمام المزايدات التي اتهمت عون بالتفريط في الحقوق اللبنانية بمجرّد العودة الى المنطق والعقلانية. ولفتت الى أن الحملات التي شنّتها قوى سياسية، منها ما هو في صلب جمهور الثنائي الشيعي ومحسوب عليه بالمباشر، اسقطها بري نفسه، بما يؤشر الى انّ الجميع بات على دراية بضرورة أن تُعاوَد المفاوضات مع اسرائيل على قاعدة تقنية وعلمية بعيداً عن المزايدة التي سبق أن جمّدت محادثات الناقورة. قد عمل هوكستين جهداً مضاعفاً بديبلوماسيته المكوكية لإيجاد مخرج توافق عليه الاطراف المعنية.
وكانت قوى سياسية قد استخدمت إعلان عون اعتماد الخط ٢٣ كأساس لاستئناف التفاوض، للقنص على رئاسة الجمهورية واتهامها بالتفريط بالحقوق اللبنانية البحرية.
واوضحت الأوساط أن موقف رئيس الجمهورية أعاد تصويب النقاش وبات يشكل الأرضية الأساس والوحيدة لتوحيد الموقف الرسمي اللبناني، مما يسهّل مهمة الموفد الأميركي ويمهّد الى إتفاق حدودي يعيد إطلاق الجهد اللبناني لاستخراج النفط والغاز في البلوكات الحدودية، كما في باقي البلوكات التي توقف العمل فيها.
وأشارت الأوساط الى أن الأفكار التي طرحها هوكستين على المسؤولين اللبنانيين أتت بعد مشاوراته في تل أبيب، بما يؤشر الى أن ثمة قبولاً اسرائيلياً بها، يقابله موقف لبناني مماثل.
وتوقّعت أن تزخّم الاتصالات الأميركية إعادة إحياء التفاوض، بما يؤدي الى أن تكون أي اجتماعات جديدة في الناقورة منطلقاً لتوقيع الاتفاق البحري.
المصدر – الحدث