غضبٌ في صيدا… هل تنتقل الاشتباكات الى المخيّمات الأخرى؟
وصل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان في محاولة جديدة لفكفكة الاشتباك الرئاسي بين القوى النيابية المعنية، على وقع الاشتباكات المستمرة في مخيم عين الحلوة التي تواصلت، مساء الاثنين، حيث خُرق اتفاق وقف إطلاق النار رغم ما تم التوافق عليه فس اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان مع مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، لجهة آلية تسليم المطلوبين.
وقد تخوّفت مصادر مواكبة للتطورات الأمنية والسياسية في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية من أن يؤدي استمرار المواجهات إلى انتقالها باتجاه المخيمات الأخرى.
أمّا في المواقف، فقد وصفَ نائب صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري الوضع في مخيم عين الحلوة بالمأساوي، إذ إنَّ هناك “أشخاصاً يموتون مجاناً، بعد أن تدمرت بيوتهم وممتلكاتهم”، مشيراً في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أنَّ “سكان مدينة صيدا بدأوا يشعرون بالغضب، وهذا الأمر لا يقتصر فقط على السكان اللّبنانيين بل على الفلسطينيين أيضاً”.
واعتبرَ البزري أنَّ “هذا القتال على خطورته، والخراب الذي يلحق بسكان المخيم، ليس له أفق، فالكلَ خاسر ولن يكون هناك رابح، باعتبار أنَّ القتال يجري بين الأخوة وليس بمواجهة العدو، وعندما يكون القتال هكذا تختلف المعايير”، مقللاً من احتمال تدخل الجيش اللبناني “إذ لا يمكنه التدخل في هكذا ظروف، بل على العكس فهو يتصرف بحكمة ومسؤولية ويشكّل عامل استقرار وسلام للمدنيين”.
بدوره، لفتَ النائب بلال الحشيمي إلى أنَّ ما يجري في عين الحلوة هو “حرب استنزاف بكلّ معنى الكلمة”، ملمّحاً إلى “وجود يد خفية تعبث بأمن المخيم لصالح جهات معروفة”، معتبراً أنّه في حال عدم حصول حسم عسكري يمكن أن تنتقل المواجهات إلى المخيمات الأخرى.
سياسياً تطرق الحشيمي عن جولة الموفد الفرنسي، فسألَ الحشيمي في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية “هل يستطيع لودريان أن يقنع حزب الله بالتخلّي عن دعم فرنجية؟”، معتبراً أنَّ “رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل لا يتحدث، منذ فترة طويلة كرجل دولة، لأنّه يعتبر لبنان مؤسسة أو شركة مساهمة، ويريد حصته منها تارة بالصندوق السيادي وطوراً باللامركزية الإدارية”.
إذاً، وفي ظل الجمود السياسي القائم بالتوازي مع التوتر الأمني، يبقى الحلّ الوحيد بالدعوة إلى التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار من خلال قرار حاسم وجدّي لتجنّب تدخّل الجيش وبالتالي لتفادي ما لا تحمد عقباه خصوصاً وأنَّ لبنان لم يعد احتمال تداعيات أزمات جديدة في ظلّ الفراغ القاتل في مؤسساته.