مجرّبو ربط النزاع: الحزبُ أخذ ولم يعطِ وهم “أكلوا الضرب”!
تكبر النقمة المحلية والخارجية على حزب الله يوما بعد يوم. وقد تبيّن لكن من حاول انتهاج سياسة التسوية او ربط النزاع مع هذا الفريق، انها عقيمة وغير ذي جدوى وانها كانت مبادرة من طرف واحد، لم يلاقها حزبُ الله يوما في منتصف الطريق بل استفاد منها للذهاب ابعد في سياساته وقراراته، فأكل من رصيد الآخرين ولم يعطهم او يقدّم لهم او للبنان يوما، ايَ تنازل او تراجع، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
أمس، دلت مواقف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري التي أطلقها في دردشة مع الصحافيين، بوضوح، على ان هذه هي “القناعة” التي تكوّنت لديه بعد التجربة “المرّة” التي مر بها مع الضاحية (وحلفائها)، والتي أوصلته في نهاية المطاف الى الاعتزال “المؤقت” للعمل السياسي. فقد أشار الى أن “المشهد على ضريح الشهيد رفيق الحريري قال كلّ الكلام”، مؤكدا ان “جمهور “المستقبل” حرّ في المشاركة”، وتهكّم على القول ان علاقته جيدة بحزب الله ومن “أسف” حزب الله لقرار تعليق عمله السياسي، وقال “المقاومة بتفهم كل شي”، واعتبر ان “ميشال عون مش موجود والحزب هو كل شي” واكد انه بعد قراره الأخير صار متحررا ويمكنه الوقوف مع الناس..
اما الحزب التقدمي الاشتراكي الذي لطالما تفادى الصدام مع حزب الله، فقد دفعه سلوك الاخير على الصعد كافة، سياسيا واقتصاديا و”دبلوماسيا” وعسكريا، الى التصعيد في وجهه من جديد… منذ ايام، سأل رئيسه وليد جنبلاط، “هل يدرك رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، أن ما أوصلونا اليه هو الفقر وتجويع الجيش؟ يا اخي هل تتحملون مسؤولية كل لبنان؟ الحزب أتى بسفينتين مازوت واختفتا وهناك منطق مفقود لذلك طوّل بالك علينا شوي”. اضاف “نخبة الشباب اللبناني هاجرت لكن وبالنسبة للذين بقوا، أين يذهبون؟ هل لحزب الله هذا الإدراك أم يريدون لبنان ساحةً مفتوحة؟ من يستطيع أن يصل إلى أمين عام حزب الله السيّد نصرالله، فليُفهمه خصوصية الكيان اللبناني”. وتابع “نحن لسنا منصّة صواريخ نحن في كيان لبناني مستقل”. وسأل ايران: هل تحترمون لبنان وتعدديته؟ وين منروح. هل مستشفى الرسول الاعظم كافي؟ عندكن شي جامعة متل اليسوعية ؟ وين منروح”؟! وقال “الحمد لله، الاحادي الالهي( الثنائي الشيعي ) رجع على الحكومة”!
هذا فيما صوّب النائب وائل ابو فاعور منذ ايام على محاولات العهد المدعومة من حزب الله الخائف خسارة الغطاء المسيحي له، تطييرَ الانتخابات…
وبذلك، ينضمّ هذان الفريقان اللذان جرّبا التسوية مع الحزب، الى جبهة واسعة من القوى والاحزاب السياسية والشخصيات المستقلة واطراف المجتمع المدني، الواقفين بشدة ضد الحزب والذين عارضوا منذ سنوات اي اتفاقات او هدنات معه.
هذا داخليا. اما في الخارج. فلا احد سوى اهل المحور الممانع بقيادة ايران، يتواصل مع حزب الله، تتابع المصادر. وفيما العرب والخليجيون ابتعدوا عن لبنان بسبب سياسات الحزب وتدخّله السياسي والعسكري في شؤون دولهم، العواصمُ الاوروبية تكاد تعلن سقوط معادلة الفصل بين جناحيه العسكري والسياسي، لتتبنى الموقف الاميركي بتصنيفه منظمة ارهابية.
وفي هذا السياق، أعلنت الولايات المتحدة امس عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات عن سليم عياش المدان غيابيًا باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ونشر حساب Rewards for Justice التابع لوزارة الخارجية الأميركية عبر “تويتر” تغريدة قال فيها إن سليم عياش هو “عضو في فرقة الاغتيالات التابعة لحزب الله والتي تتلقى أوامرها مباشرة من (الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله. أدين عياش بالتورط في اغتيال رفيق الحريري. إذا كان بإمكانك تقديم معلومات عنه، فقد تكون مؤهلا للحصول على مكافأة”.
انطلاقا من هذه المعطيات كلها، لا تستبعد المصادر ان يذهب حزب الله أبعد في دعمه والفريق الرئاسي خيار ارجاء او تطيير الانتخابات، بعد ان باتا معزولين في الداخل والخارج…