بعد زيارة “أمل”… تيمور جنبلاط في عين التينة قريباً!
قد يكون رئيس مجلس النواب نبيه بري الحليف الوحيد للمختارة في مختلف المحطات والاستحقاقات، وإن كانت العلاقة تشهد دائماً “طلوع ونزول”، وكان آخرها عقب الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس الجمهورية وما رافقها من كلام عن فتور بين عين التينة وكليمنصو، وعن موعد لم يُعط للنائب تيمور جنبلاط لزيارة بري.
وصحيح أنّ بري أجاب على ما قيل مشدداً على متانة العلاقة مع وليد جنبلاط، إلا أن الزيارة التي قام بها وفد من حركة “أمل” الى النائي جنبلاط تبقى لافتة وسط هذه الأجواء، خصوصاً وأنها الاولى بعد انتخابه رئيساً للحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يجمعه تاريخاً مشتركاً بحركة أمل في زمن الحرب كما السلم. فماذا حملت هذه الزيارة وماذا تعني في توقيتها؟
التهنئة شكّلت العنوان الأساس للزيارة، كما يؤكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة، الذي كان من ضمن الوفد، مشدداً على أن “اللقاء كان ودياً جداً، فالمشتركات كبيرة جداً بيننا، ولكن نحن في النهاية قوتان سياسيتان ولسنا قوة واحدة ومن الطبيعي أن تختلف وجهات النظر”، مستطرداً “حتى نحن وحزب الله ورغم التحالف الاستراتيجي بيننا هناك أمور نتفق عليها وفي أخرى نختلف وهذا أمر طبيعي”.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان النائب جنبلاط سيزور عين التينة قريباً، نقل خواجة عنه نيّته بإجراء زيارة قريبة الى الرئيس بري، على أن يُحدد موعدها لاحقاً، وهو موضع ترحيب دائم، مؤكداً أن “للحزب الاشتراكي ووليد جنبلاط مكانة خاصة لدى الرئيس بري”.
وعن الكلام الذي صدر بعد الجلسة الانتخابية الأخيرة، قال خواجة: “لا تؤثر نهائياً على العلاقة، والرئيس بري سُئل عن الموضوع وأجاب بأن علاقته بجنبلاط لا تقف عند حدود أي استحقاق”.
الزيارة إذاً للتهنئة والمجاملات ولم تبحث في الملف الرئاسي، يقول خواجة، ما يعني أن الفريقين لا زالا على تمترسهما كلٌّ خلف مرشحه، وإن كان بات من المستحيل إيصال أي فريق لمرشحه الى قصر بعبدا، والاتجاه أصبح حتمياً نحو خيارات جديدة.
وماذا عن المرحلة المقبلة إذاً؟ يقول خواجة: “موقفنا لم يتغيّر ومرشحنا هو سليمان فرنجية والمطلوب هو الحوار. ولو سُمع للرئيس بري من قبل كتلتي الجمهورية القوية ولبنان القوي ودعوته للحوار منذ أول جلسة لانتخاب الرئيس، يوم كان الرئيس ميشال عون لا يزال في قصر بعبدا، لكان اليوم لدينا رئيس للجمهورية وحكومة أيضاً. لكنهم رفضوا التجاوب للأسف”.
وأضاف “لا يوجد أي طرف قادر على إيصال مرشحه بمفرده لذلك لا بد من حوار غير مشروط ووضع الأمور على الطاولة”.
وعمّا إذا كان الرئيس بري سيلبي أي دعوة للحوار في الخارج، أجاب خواجة: “الأمر لا يزال افتراضياً وفي حينه نبني على الشيء مقتضاه. لكني أتمنى أن نجري حوارنا الذاتي وإنجاز رئاسة الجمهورية بأيادٍ لبنانية وعدم اللجوء الى أي جهة خارجية، فأولى شروط السيادة هي أن ننتخب رئيسنا. وأهل مكة أدرى بشعابها”.