اهم الاخبارمحليات

لبنان في اتصالات عابرة للقارات: هل تنتج خرقاً رئاسيّاً؟

أعلن وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، بعد وصوله إلى قطر امس، انّه يزور الدوحة ومسقط لتعميق العلاقات وتطويرها مع الدول الجوار. وأشار عبد اللهيان في تغريدة إلى أنّ “مواصلة التطوير الشامل للعلاقات مع دول الجوار تمثل إحدى الدعائم الرئيسية لنظرية السياسة الخارجية المتوازنة التي تتبناها الحكومة الإيرانية”. وضمن إشارته إلى أن الدول المجاورة لإيران تتمتع بطاقات اقتصادية وتجارية وسياسية بالغة الأهمية، قال “توجهت اليوم لزيارة قطر وعمان من أجل تعزيز العلاقات ومتابعة القرارات المتّخذة في الزيارات المتبادلة السابقة لكبار المسؤولين (في البلدان الثلاثة)…

من جانبه، اعلن السفير الإيراني في قطر، حميد دهقاني، عبر “تويتر” ايضا نّ “زيارة الجيران في تنفيذ سياسة الجوار، قطر أولاً”. 
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن الجولة هذه تُعتبر بالغة الاهمية من حيث الدُول التي ستشملها ومن حيث التوقيت ايضا. فمعروف ان قطر وايران تتمتعان بعلاقات جيدة. وعلى مر السنوات الماضية، حيث كان التصعيد سمة العلاقات الخليجية – الايرانية، استمر التنسيق والتواصل بين الدوحة وطهران وقد شكّل هذا الواقع دافعا اضافيا نحو القطيعة الخليجية لقطر.

الى ذلك، فإن مسقط تلعب منذ سنوات، دور الوسيط بين المتنازعين اقليميا ودوليا وهي اضطلعت ولا تزال، بوساطات بين القوى المتصارعة لمحاولة ايجاد تسويات للملفات العالقة بينهم، واحتضنت محادثات تبقى معظمها بعيدة عن الاضواء بين هذه الاطراف. واليوم مثلا، مسقط تتحرّك على الخط “النووي” بين واشنطن وطهران، وعلى خط التوصل الى مصالحة بين الاخيرة والقاهرة… 

صحيح ان الملفات التي سيطرحها عبداللهيان في جولته، كثيرة اذا، تتابع المصادر، الا ان عيون اللبنانيين تتطلّع الى اي جديد قد تُنتجه هذه اللقاءات، في أزمتهم الرئاسية. فمنذ ايام، كان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في الدوحة. هذا اوّلا.

من جهة ثانية، فإن قطر قادرة على مطالبة طهران بالتدخل لدى حلفائها في لبنان، وعلى رأسهم حزب الله، لمطالبته بتليين موقفه الرئاسي وتسهيل مسار التسوية والتوافق اللذين يشجّع عليهما الخماسيُ الدولي كمدخل لانجاز الانتخابات الرئاسية، واللذين سيرفع لواءهما المبعوثُ الرئاسي الفرنسي الخاص جان ايف لودريان في بيروت. 

كما ان زيارة عبداللهيان لقطر، تأتي في وقت يستعد السفير السعودي في لبنان وليد البخاري لاستقبال سفراء طهران وقطر وعدد من الدول الاخرى مساء غد، كما ان سفراء الخماسي الدولي قد يجتمعون بلودريان في بيروت في اليومين المقبلين لبحث الملف الرئاسي. اي ان المحادثات القطرية – الايرانية، يمكن ان تمهّد لتهدئةٍ ما، في الموقف الايراني بحيث يصبح اكثر قبولا لمنطِق “التسوية”، بما يساعد في الانتخاب..

فهل يمكن ان تنتج هذه الحركة العابرة للقارات، خرقا في الحائط الرئاسي اللبناني المسدود؟ ام ان تصلّب “الثنائي” وسياسة ايران رفض التدخّل لتلطيفه، باقيان ومعهما الشغور؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى