اهم الاخبارمحليات

باسيل والحزب: حب من طرف واحد؟

في كلمته عشية جلسة 14 حزيران الرئاسية، مدّ رئيس “التيار الوطنيّ الحرّ” يده، مرة جديدة، إلى “حزب الله”، مُواصلا سياسة رفض كسر الجرة مع الضاحية. إلّا أنّ ما قاله النائب جبران باسيل بدا متقدّمًا أكثر إذ فتح فيه الباب في شكل أوسع، على عودة المحادثات الرئاسية بين الطرفين. هو أصر على حيادية تياره وشدّد على رفض الانضمام إلى أي من الاصطفافات القائمة، وانطلق من هذه النقطة ليستميل “الحزبَ” ويحاول إنعاش العلاقة شبه المقطوعة معه، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”. 

باسيل قال: “لن نكون جزءاً من أيّ صراع له طابع تحريضي وهمّنا إنهاء الفراغ وانتخاب رئيس للجمهوريّة مع علمنا أنّ هذا ليس كلّ الحلّ إنّما جزء منه”، مؤكّداً “أننا خارج أي اصطفاف داخلي أو خارجي ولسنا ضمن أيّ محور، واختلافنا مع “حزب الله” هو حول بناء الدولة وموضوع الشراكة الوطنية وسّع هذا الخلاف”. وأضاف: “قرّرنا أن نكون على علاقة جيّدة مع قوى المواجهة من دون تحالف لأنّنا متّفقون على كثير من الأمور السيادية والإصلاحية ولكن نختلف معهم حول المقاومة، ولا نريد أبداً أن نكون باصطفاف سياسي معهم ضد حزب الله.. في الإنتخابات الرئاسية قلنا لا للممانعة ولا للمواجهة وإذا اخترنا مرشّحاً هل نتحوّل إلى جواسيس؟”. وأكّد “أنّنا منفتحون على الحوار قبل جلسة الغد وبعدها، ومدركون ألا رئيس إلا بالحوار والرئيس من دون برنامج ليس حلاً ولا نريد كسر التفاهم مع حزب الله ولو أنه لا يزال قائماً على “إجر وحدة”.

وبحسب المصادر، راهن باسيل على نتائج الجلسة 12 كي تحفّز الحزب على ملاقاته في منتصف الطريق، على اعتبار أنّ مرشح المعارضة و”التيار” الوزير السابق جهاد أزعور، سبق فيها، مرشحَ “الثنائي الشيعي” رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية. وانتظر رئيس “لبنان القوي” أن تدفع هذه النتيجة “حزبَ الله” إلى مفاوضته وأن تُمهّد لاتفاق معه على مرشح جديد. لكن حسابات “البرتقالي” لم تتلاق وحسابات البيدر “الأصفر”. 

ذلك أنّ “الثنائي” تمكّن من تأمين رقم لفرنجية يعتبره “مشرّفا”، وتجاوز السكور الذي كان متوقّعًا أن يناله رئيس “المردة”، وبالتالي، تتابع المصادر، تمسّك أكثر بمرشّحه وفق ما دلت عليه مواقف أركان 8 آذار بعد الجلسة، وإن كانوا دعوا في الوقت ذاته إلى الحوار، في واقعٍ يقلّص فرص إحياء التواصل مع “البرتقالي”. 

على أي حال، ليس هذا المعطى العاملَ الوحيد الذي سيُبقي العلاقات بين طرفي مار مخايل على حالها من السلبية. بل إنّ الضاحية، وفق المصادر، ما عادت تنظر إلى باسيل كما كانت تنظر إليه ولا تعتبره حليفًا صادقًا بل “حليف مصلحة”، هذا أوّلًا. أمّا ثانيًا، فإن ما قاله رئيس التيار حول “لا أخلاقية” تدخُّل الحزب لدى نوابٍ في التيار لثنيهم عن التصويت لأزعور، لم تنظر اليه حارة حريك بعين الرضى بل عمّق الهوّة اكثر بين الجانبين.

فهل يستسلم باسيل ويقتنع أن لا عودة إلى الضاحية قريبًا؟ أم أنّه يصر على ترك خط الرجعة سالكا باتجاهها بعد ان يفرض الخارج تسوية لا تلحظ وصول فرنجية الى القصر؟ والأهم، هل سيستقبله الحزب حينذاك؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى