أرزة لبنانية تتسبب بأزمة في مدينة فرنسية.. ما القصة؟
في بداية شهر أيار، أطلق محمدو سيريبي، رئيس جمعية حماية الحيوان والطبيعة والبيئة (Pane) والمجموعة الوطنية لمراقبة الأشجار (GNSA)، عريضة على الانترنت ضد تشييد مبانٍ سكنية مكان “الرئة الخضراء” لمدينة غراس الفرنسية ، وخاصة ضد قطع أرزة لبنانية عمرها مئة عام.
وبحسب صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، فإن هذه المباني السكنية هي جزء من مشروع عقاري مؤلف من 31 شقة سكنية. وسيتم بناء هذا المشروع على ثلاثة مستويات: الى جانب المدخل الشرقي للمدينة، وشارع تيير، وعلى بعد أمتار قليلة من المركز التاريخي. وبعد أكثر من شهر على إطلاقها، جمعت العريضة بالفعل ما يقرب من 13500 توقيع.
وقال سيريبي، “خلال السنوات القليلة الماضية، دخلت مدينة غراس الفرنسية في “نوبة” من التحضر المفرط على حساب الطبيعة وعلى حساب البيئة المعيشية لسكانها، في حين أن البنى التحتية للطرق غير مناسبة وفي بعض الأحيان، فإن شبكة الطرق المشتركة غير مجهزة. إن الجنون العقاري يقتل مناظرنا الطبيعية ويقطع أشجارنا ويدمر تراثنا الطبيعي”.
وأكد سيريبي، وهو أيضًا عضو مجلس بلدية سابق في غراس، أيضًا أن المكان المختار لهذه العملية العقارية يخضع “لانهيارات أرضية كبيرة تضاف إليها مشاكل الجدار الاستنادي للطريق الإداري RD 2085 الذي يعد جزءًا من شارع تيير. كما وهناك عنصر مقلق للغاية، فيبدو أن أسس القطاع هي مقر جريان المياه”.
صراع مع البلدية؟
وتابعت الصحيفة، “في ما يتعلق بالأرزة والتي يبلغ عمرها قرناً من الزمان، فيصفها سيريبي قائلاً إنها تعبر عن “ذاكرة المنطقة، كما وأنها في الوقت نفسه جزء من التراث الطبيعي والتاريخي المحلي”، مشيراً إلى أن هذا المشروع العقاري يفرض قطعها حالاً. واستدعى تصريح سيريبي نفياً من قبل مجلس بلدية المدينة، الذي قال: “قررنا قطع الأشجار بعد صدور تقريرين من قبل الخبراء يفيدان بأنها مريضة. لن يقرر رئيس البلدية قطع الأشجار لأنه فقط يريد ذلك!”
وأكدت متحدثة باسم البلدية للصحيفة الفرنسية أن الأرزة لن يتم قطعها.