سامي الجميل في باريس… هذا ما تحمله الزيارة!
كتبت يولا هاشم في “المركزية”:
رغم ان الملف الرئاسي مجمّد في لبنان، إلا ان الحركة في باريس لم تهدأ، ولقاءات مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل مع المسؤولين اللبنانيين والدول المعنية بالملف تتواصل، وآخرها بحسب المعلومات الصحافية زيارته أمس المملكة العربية السعودية لاستكمال الحوار والمحادثات حول ملف الفراغ الرئاسي في لبنان، على ان يلتقي الثلاثاء المقبل رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل. فما الذي تحمله هذه الزيارة؟
عضو كتلة “الكتائب” النائب سليم الصايغ يقول لـ”المركزية”: “سنشرح وجهة نظرنا حول المنطق الذي يقول بأنه سيتمّ تركيب معادلة رئيس جمهورية ورئيس حكومة (سليمان فرنجية مقابل نواف سلام)، هذا المنطق الذي في الماضي، تمت المحاولة للعمل عليه بعد اتفاق الدوحة، بحيث جاء ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وسعد الحريري رئيساً للحكومة، لكنه أظهر بأنه لم يؤدِّ الى أي نتيجة، بل أعطى البلد فترة سماح لمدة سنة ونصف السنة. بعدها، عند حصول تغيير في حسابات محور الممانعة، قام هذا الأخير بتطيير حكومة سعد الحريري وأرسل له “وان واي تيكت” الى خارج لبنان، وضرب كل الضمانات والاتفاقات، فكيف بالاحرى اليوم”.
ويشير الصايغ الى “ان معادلات كهذه تشكل غطاءً وتمريراً لطلب الإذعان والاستسلام الكامل للسلاح ولمنطق القوة، في حين اننا نملك في المقابل منطق المؤسسات الذي عبّرت عنه الارادة الشعبية من خلال التصويت في الانتخابات النيابية الماضية وثبتت منطق أن لبنان يرفض كل ما يحصل من خارج المؤسسات، ويرفض كل فرض من قبل حزب الله على لبنان للمعادلة التي يريدها هو، خاصة اننا نسمع كل يوم موقفا من قبل حزب الله يقول بأنه ضد صندوق النقد الدولي، وهذا معناه أنه ضد الضمانات التي من الممكن ان يقدمها رئيس الجمهورية لصندوق النقد، ويتحدث الحزب كل يوم بأن هذا السلاح لا يوضع على الطاولة، وهذا ما يعيدنا الى الوراء. وفي الوقت نفسه لا تغيير في موقفه بالنسبة الى العدالة والمرفأ وجميع الضحايا الذين تم اغتيالهم من بعد انفجار المرفأ لطمس الحقائق”.
ويضيف: “يقولون ان مسألة الانتخابات الرئاسية تقف عند المسيحيين، وبأنهم يريدون الحوار، وفي الوقت عينه لا يقبلون إلا بسليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، ويطلبون منا التوجّه الى المجلس النيابي لانتخابه. فكيف تكون المسألة لدى المسيحيين وهم يضعون امامهم لغما كسليمان فرنجية. يطلب منهم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وغيره بإعطاء اسماء واقتراحات ويقولون بأن لا مرشح إلا سليمان فرنجية. هذا يعني ان هناك إمعانا في التعطيل وارادة ان يبقى لبنان ورقة في اللعبة الاقليمية، هذا هو المطلوب، لا يريدون رئيسا”.
ويتابع الصايغ: “من هنا، فإن الحوار الذي يحصل مع الفرنسيين، الحريصين على لبنان وقلبهم عليه ويسعون للاستقرار فيه، لكنهم في الوقت نفسه يريدون الدفاع عن مصالحهم، نقول لهم بأن المصلحة اذا لم تحملها القيم التي خلفها، فإنها تتغير بين ليلة وضحاها. وكما تم الضرب بعرض الحائط بمصالح فرنسا كلها في ايران والعراق وسوريا ولبنان، سيتم ضربها مجددا في لبنان اذا لم تكن تحملها القيم. لا يمكن تغليب المصلحة على القيم المشتركة مع الفرنسيين. نحن نريد ان تكون القيم المشتركة مع فرنسا ايضا متشابكة مع المصالح اللبنانية – الفرنسية. لسنا طوباويين ونعرف ان الدول لا تتدخل فقط من اجل الشعر واللغة والثقافة بل ايضا من اجل مصالح واضحة اقتصادية كالنفط والطاقة وغيرهما، لكن كلها تنتهي بين ليلة وضحاها في حال لم يكن وراءها التزام بأن يكون لبنان خارج لعبة المحاور وان يكون للبنان هذا الارتباط والتواصل الثقافي كما في الشرق كذلك مع الغرب. اذا لم يكن لدى لبنان هذا الامر الذي يحمي تنوعه الثقافي، فستتم الاطاحة بكل المصالح التي لا يمسكها حزب الله بيد من حديد. فهل من مصلحتهم ان تصبح مصالحهم وانخراطهم في لبنان رهينة بيد حزب الله؟ هل يقبلون بأن يكونوا رهينة بيد حزب الله؟ فليكونوا شركاء مع الدولة اللبنانية التي تحوز على ثقة مواطنيها، وهكذا تبني على صلب وصخر وليس على رمال متحركة. هذا الامر يضر بمصالح فرنسا في لبنان وفي العالم، لأن اذا خسرت فرنسا في لبنان، فهي ستخسر كل انخراطها السياسي والدبلوماسي في العالم، لأنها اذا لم تتمكن من صنع الانجاز الذي يشبهها في لبنان فلن تتمكن من إتمام اي انجاز حتى في اوروبا. هذه رسالة أوجهها شخصيا لفرنسا”.
ويختم الصايغ: “بالاضافة الى الإضاءة وشرح الامور وإثبات موقفنا الراسخ في هذا الموضوع، فإن من واجبنا التفكير عن بدائل قادرة ان تقنع الدول التي تفكر بطريقة عقلانية. علينا ايضا تقديم بدائل، فليس المطلوب منا فقط ان نرفض معادلة رئيس حكومة – رئيس جمهورية، بل علينا ان نعطي بدائل ممكنة التحقيق حتى تتمكن من ان تفي بالغرض المطلوب، وهذا ما سيطرحه النائب سامي الجميل خلال لقائه مع دوريل، لن اتحدث عن ماهيتها نترك الامور للقاء الذي سيجمعهما”.